"العالمية للتعريف بالرسول" تهاجم استفزاز "شارلي إيبدو" للمسلمين

"العالمية للتعريف بالرسول" تهاجم استفزاز "شارلي إيبدو" للمسلمين

16 يناير 2015
مسلمون يستنكرون اتهامهم بالإرهاب (GETTY)
+ الخط -


اتهمت الهيئة العالمية للتعريف بالرسول محمد ونصرته، مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة باستفزاز مشاعر المسلمين حول العالم، بعدما عاودت السخرية من رسول الإسلام عبر إعادة نشر الرسوم المسيئة، مشددة على أن هذا الفعل من شأنه إثارة الأحقاد، داعية المسلمين في الوقت ذاته إلى التعامل بأسلوب واع مع هذه الممارسات.


والهيئة العالمية للتعريف بالرسول ونصرته هي إحدى الهيئات المستقلة ذات الشخصية الاعتبارية المنبثقة عن "رابطة العالم الإسلامي"، ومقرها العاصمة السعودية الرياض، وتهدف إلى تصحيح ما تعتبره مفاهيم خاطئة عن النبي محمد، ودعوة غير المسلمين لمعرفة سيرته وتزويدهم بمصادر متعلقة بعشر لغات.

وقالت الهيئة في بيان رسمي لها، إنها ستطلق مبادرة عملية للتعريف بالقيم الأخلاقية والعلاقات الإنسانية في السيرة النبوية، تتمثل في تدشين الترجمة الفرنسية للموسوعة الميسرة في التعريف بالنبي محمد.

وشددت الهيئة على أن استمرار الصحيفة في نشر هذه الرسوم أمر "مرفوض ويهين مشاعر مليار ونصف المليار مسلم حول العالم"، وقالت في البيان: "تابعت الهيئة ما صدر عن المجلة الفرنسية (شارلي إيبدو) من تعمد الإساءة لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم مراتٍ متكررة، وبينت الهيئة حينها أنَّ هذا الأسلوب ليس من الحرية في شيء، بل مخالف للحكمة والمنطق السليم لما فيه من إساءة لنبي كريمٍ جاء بالرحمة للعالمين".


وحذَّرت الهيئة مما قد يترتب على إعادة النشر من إثارة الأحقاد والقلاقل، كما حثَّت في حينه على أن يتجنب المسلمون التعامل غير الواعي مع هذه الإساءات، وأضافت: "في ضوء ما تم الإعلان عنه مؤخراً من استهداف مقر مجلة (شارلي إيبدو) وقتل عدد من الصحافيين والرسامين فيها، ثم ما أقدمت عليه الصحيفة لدى صدورها بعد الحادث، وضمَّنته صورة كاريكاتيرية مزعومة للرسول محمد، فإن الأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالرسول ونصرته، تؤكد على أن معاودة الصحيفة نشر الرسوم مرفوضة بكل أحوالها، ساخرةً كانت أو غير ذلك"، معتبرة ذلك: "استمرارا من الصحيفة في مسلكها الخاطئ تحت ستار الحرية، وهي في الحين نفسه إساءة لمشاعر مليار ونصف المليار من المسلمين في العالم، وكل ذلك يوجب على العقلاء أن يتنادوا في كل مكان لكفِّ هذه الإساءات".

وشددت الهيئة على أنها ترفض الحادثة الإرهابية التي قُتل فيها عدد من صحافيي المجلة، مؤكدة أن هذا الفعل لا يصحّ أن يلصق بالإسلام والمسلمين، ولا يمثل أخلاق الإسلام ولا منهجه، داعية جميع المسلمين في كل مكان، وبخاصة في فرنسا إلى التعامل الحكيم مع هذه الإساءات، بعيداً عن العنف والاعتداء.

وأعلنت الهيئة عن مبادرة عملية للتعريف بالقيم الأخلاقية والعلاقات الإنسانية في السيرة النبوية، تتمثل في تدشين الترجمة الفرنسية للموسوعة الميسرة في التعريف بنبي الرحمة، والتي تمثل أحد مشروعات الهيئة العملية والثقافية، "للرد الحكيم على الإساءات الموجهة للجناب النبوي، حيث تعمل الهيئة على نشرها في الدول الناطقة بالفرنسية، وترحب بالتعاون لدعم هذه المبادرة".

وفي ختام بيانها طالبت الهيئة: "المؤسسات الثقافية والإعلامية والتربوية في العالم بمراجعة مفهوم الحرية المطلقة للصحافة، وضرورة أن يكون منضبطاً بأخلاقياتٍ وقيمٍ تمنع المساس بحقوق الآخرين أو إهانتهم أو ازدراء مقدساتهم وثقافاتهم، أو إلحاق الضرر بهم حسِّياً أو معنوياً".

وقال بابا الفاتيكان أمس الخميس إن "حرية التعبير حق أساسي لكنها لا تجيز إهانة معتقدات الآخرين"، مضيفا "من الخطأ استفزاز الآخرين بإهانة معتقداتهم وينبغي أن يتوقع المرء رد فعل على هذا الاستفزاز".

في حين قالت وزيرة العدل الفرنسية كريستيان توبيرا: "في فرنسا يمكن أن نرسم كل شيء حتى الأنبياء، ولنا الحق في السخرية من كل الأديان"، بينما قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في كلمة له بمعهد العالم العربي بباريس: "المسلمون أول ضحايا التعصب والتطرف وعدم التسامح".