"الصخري" يهدد بانهيار جديد في أسعار النفط

"الصخري" يهدد بدورة انهيار جديدة في أسعار النفط

14 نوفمبر 2018
محطة وقود في مدينة نيويورك (Getty)
+ الخط -

النمو الخيالي المتوقع في إنتاج النفط الصخري الأميركي، يهدد أسعار النفط بدورة انهيار جديدة في العقد المقبل. وكانت ثورة النفط الصخري قد أغرقت الأسواق قبل 4 سنوات، وأخذت أسعار النفط إلى دورة انهيار، بلغ سعر البرميل في بعض مراحلها أقل من 30 دولاراً. 

وحسب قراءة وكالة الطاقة الدولية لأسواق الطاقة حتى عام 2040، فإن النفط الصخري سيعود إلى إغراق السوق مرة أخرى خلال العقد المقبل.

وترى وكالة الطاقة الدولية، أن إنتاج الخامات الصخرية في أميركا ستتضاعف من مستوياتها الحالية إلى 9.2 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2025. وستمثل زيادة إنتاج النفط الأميركي "التقليدي والصخري"، نسبة 75% من إجمالي زيادة الإنتاج العالمي من النفط.

ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الأميركي بنحو 1.3 مليون برميل يومياً خلال العام المقبل 2019. 


يذكر أن شركات النفط الصخري، تمكنت من خفض كلف الإنتاج في الآبار الرئيسية في تكساس وداكوتا إلى مستوى 40 دولاراً للبرميل.

يضاف إلى عامل النفط الصخري الأميركي، خمسة عوامل أخرى تتفاعل لتقود تلقائياً إلى الانخفاض الحادّ الجاري في أسعار النفط. 

وحسب تحليل لخبراء الطاقة لنشرة "ماركت ووتش" الأميركية، فإن هذه العوامل هي، أن (أوبك) رفعت إنتاجها في سبتمبر/ أيلول بنحو 100 ألف برميل يومياً ليصل إنتاجها إلى 32.78 مليون برميل يومياً، وهذا معدل إنتاج مرتفع كثيراً ويفوق حاجة الطلب العالمي على النفط. وذلك وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.

أما العامل الثاني، فهو الاستثناءات التي منحها الرئيس دونالد ترامب لثماني دول من حظر تصدير النفط الإيراني، لمدة ستة أشهر وساهمت في إحداث تخمة في السوق.

يذكر أن تجّار النفط كانوا يضاربون على عقود النفط المستقبلية، على أساس أن إدارة ترامب وتصريحاتها المتشددة تجاه إيران ستسحب كميات كبرى من صادرات النفط الإيراني، البالغة 2.5 مليون برميل يومياً من السوق، ولكن ما حدث أن السوق النفطية العالمية لم تفقد سوى نحو 900 ألف برميل يومياً، فيما شهدت زيادة في الإمدادات من كل من السعودية وروسيا والإمارات.

إذاً تكبد المضاربون خسائر من مضارباتهم، بسبب قراءتهم للتصريحات الرسمية الأميركية المتشددة تجاه إيران، وما حدث بالفعل من خسارة سوقية من صادرات النفط .

والعامل الثالث هو إغلاق بعض المصافي للصيانة، في دول الاستهلاك الرئيسية، ويضاف إليه التحول الجاري نحو استخدام الغاز في الوقود، بديلاً للنفط ضمن خطط البيئة النظيفة التي تطبق في الصين وأوروبا.

أما العامل الرابع، فهو ضغوط ترامب المتكررة على منظمة (أوبك) بخفض أسعار النفط.

ويبدو أن أسواق النفط والتجّار والوسطاء باتوا يثقون في ترامب أكثر من ثقتهم في المنظمة، إذ أن أسعار النفط ارتفعت ليوم واحد بعد تصريح وزير النفط السعودي الفالح، ثم عادت لتواصل الانخفاض بعد انتقادات ترامب لمنظمة (أوبك).

أما العامل الخامس فيعود إلى ارتفاع إنتاج النفط الأميركي بنحو 400 ألف برميل يومياً إلى 11.6 مليون برميل يومياً.

لكن رغم هذه الصورة القاتمة التي ترسمها وكالة الطاقة الدولية لمستقبل أسعار النفط في العقد المقبل، فإن خبراء يرون أنه خلال العام الجاري ربما تشهد أسعار النفط ارتفاعاً.

في هذا الصدد، يرى رئيس وحدة أبحاث النفط بشركة "غاز باددي" الأميركية، أن أسعار النفط تقترب من مستوياتها الدنيا وبعدها ستعود للارتفاع.

من جانبه يرى الخبير النفطي مات باديالي في مؤسسة "بانيان هيل ريسيرش"، أن السعودية تنتج حالياً بطاقتها القصوى ولا تستطيع الاستمرار في هذا المستوى من الإنتاج لفترة طويلة وسيعود إنتاجها للانخفاض قريباً.

وربما يكون عدم قدرة السعودية على الإنتاج هو الذي دفعها للمطالبة بخفض الإنتاج. وتواجه أسواق النفط في الوقت الحالي ضغوطاً من جانبين: زيادة المعروض وزيادة المخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي.

ومن بين المخاوف الأخرى، التي تدفع التجار إلى الهروب من العقود المستقبلية في سوق الطاقة، زيادة إنتاج النفط الروسي. ومن المتوقع أن تساهم شركات النفط الروسية في التخمة النفطية عبر زيادة إنتاجها في العام المقبل. ولذلك ترفض روسيا المساهمة في خفض الإنتاج الذي أعلنته السعودية. 

في هذا الصدد، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافيين خلال مؤتمر بالهاتف يوم الأربعاء، إن موسكو تراقب الوضع في سوق النفط العالمية عن كثب. وأضاف بيسكوف: "هناك تقلبات بلا ريب لكن السوق هي السوق".

يذكر أن أسعار النفط فقدت 7% أمس الثلاثاء، وسط مخاوف بشأن تنامي الإمدادات وانحسار الطلب.

المساهمون