"الرياضيات في العراق القديم": ابتكارات أولى

"الرياضيات في العراق القديم": ابتكارات أولى

14 اغسطس 2020
(لوح مسماري في أور (2100-2200 ق.م)، Getty)
+ الخط -

تلفت الاكتشافات الأركيولوجية في بلاد الرافدين التطور العلمي في مجالات عديدة سابقة على حضارات أخرى مثل المصرية واليونانية، والذي عكسه النظام التعليمي بحسب ما توضّحه الألواح والنقوش السومرية والأكادية والبابلية بوجود مراتب يرتقي إليها المدرّسون في حقول علمية مختلفة.

"الرياضيات في العراق القديم: تاريخ اجتماعي" عنوان كتاب الباحثة وأستاذة التاريخ في "كلية لندن الجامعية" إليانور روبسون الذي صدرت منه طبعة جديدة حديثاً عن "منشورات جامعة برنستون"، ويستعرض الكتاب طبيعة العلاقة الخاصة بين الأنثروبولوجيا وتعليم الرياضيات في تلك المرحلة.

يقدّم الممارسات الرياضية التي شاعت في العراق القديم في حضارات بابل وسومر وأشور وآكاد

تقول المؤلّفة في المقدمة إن "الرياضيات البابلية القديمة تحظى بمكانة فريدة لدي علماء الرياضيات حول العالم، ذلك لأنها أول رياضيات أصيلة في العالم، وتستند هذه المكانة الخاصة على تجريد وتطور النظام الستيني، والناتج التقريبي الدقيق للعدد 2، والتركيبات الفيثاغورثية للوحة المسمارية المشهورة 322 Plimpton".

تضيف "ربما يكون هذا الاتجاه رد فعل طبيعي للطريقة التي يقدم بها الخبراء المعاصرون عملهم. وقد ظهرت صورة جديدة تعتمد على منظور التاريخ الاجتماعي والفكري للعراق القديم. ناهيك عن جهل وإهمال بعض مؤرخي منتصف القرن العشرين وأنهم قاموا بأخطاء هائلة في التحليل الداخلي للرياضيات البابلية. فقد كانوا يعملون من خلال مخطط فلسفي، قد يبدو جذاباً من الناحية الرياضية، لكنه غير مثمر ولم يستفد منه المؤرخون الذين تناولوا الموضوع".

الصورة
غلاف الكتاب

يتناول الكتاب بالدراسة والتحليل تاريخ الرياضيات في العراق القديم بأسلوب أنثروبولوجي رصين يوضح التاريخ الاجتماعي للعراق القديم، مشيراً إلى وجود تاريخ فكري يتميز بالثراء والعمق للعراق القديم، حيث يقدّم الممارسات الرياضية التي شاعت في العراق القديم في حضارات بابل وسومر وأشور وآكاد التي تغطي فترة ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، بما يمكن من دراسة تاريخ الرياضيات لهذه الفترة وتوظيفها في تعليم وتعلم الرياضيات في الفصول الدراسية اليوم، ويتيح الفرصة لتحقيق مستويات عالية من الفهم والاتقان لمهارات حياتية متنوعة. 

كما يلقي الكتاب نظرة شاملة على الرياضيات والحساب، والفكر والممارسات الرياضية في كل فترات تاريخ بلاد ما بين الرافدين على مدار ثلاثة آلاف عام تقريباً، مخصصاً فصولاً متساوية تتناول فترة زمنية تغطي خمسة قرون، وذلك على الرغم من أن ذلك يعني امتداد الفترات الزمنية التقليدية التي تعتمد على التاريخ السياسي للملوك والإمبراطوريات، رغم ذلك هناك قدر كبير من الانسيابية والاستمرارية مع وجود فواصل بين تلك التقسيمات؛ وهي فواصل فكرية ومفاهيمية وتاريخ اجتماعي لا يخضع للعوائق الزمنية كما في تاريخ الأسر الحاكمة البابلية.

المساهمون