"الديماغوجي": سلالة أميركية من مكارثي إلى ترامب

"الديماغوجي": سلالة أميركية من مكارثي إلى ترامب

05 سبتمبر 2020
جوزيف مكارثي، تصوير: بيتمان
+ الخط -

في كتابه الذي يوثق فيه حياة وسيرة السياسي الجمهوري والسيناتور الأميركي جوزيف مكارثي (1908-1957) يقول الكاتب لاري تاي "ليس من المعتاد أن يرادف اسم إنسان مصطلحاً ما"، في إشارة إلى المكارثية؛ الحملة التي قادها مكارثي ضد الشيوعيين في أميركا ودمر بها حيوات أناس كثر، وأصبح اسمه اليوم مرادفاً لأي حالة من الاتهامات التي تقود إلى الترويج للخوف والتعامل السياسي المزدوج، بحسب تعبير تاي.

يوضّح الكاتب في مقدمة كتابه "الديماغوجي" الصادر حديثاً عن منشورات "اركورت"، أنه بينما يركز الكتاب على حياة مكارثي، فهو يدور أيضًا حول سلالة أميركية خاصة من الديماغوجية التي كانت موجودة منذ الأيام الأولى للبلاد مروراً بالسياسيين هيوي لونج وجورج والاس وحتى صعود ترامب. 

الصورة
غلاف الكتاب

الكتاب هو سيرة مكارثي بشكل أساسي، وقد بدأت فكرته تخطر لتاي بعد أن انتهى من كتابه السابق وهو سيرة بوبي كينيدي، وقد كان صديقاً مقرباً من مكارثي، وقبيل انتخابات عام 2016، حسبما يروي تاي بدأ في كتابة سيرة مكارثي بوصفها "فصلاً منتهياً ومؤلماً في التاريخ الأميركي، ويمكن اليوم إعادة النظر فيه لأننا تجاوزناه، ولكن بعد الانتخابات، كان من الواضح أننا لم نفعل ذلك". 

يقول: "كنت أعلم أن هناك رابطًا عامًا بين السناتور مكارثي والرئيس ترامب، لكنني لم أدرك أن مدى التشابه بينهما يصل إلى هذا الشكل مخيف. فقد حصلت على حق حصري للاطلاع على جميع أوراق مكارثي المهنية والشخصية. وفي النصوص السرية لجلسات الاستماع المغلقة، أدركت أنه إذا شطب اسم مكارثي، فستعتقد أنك تستمع إلى رئيسنا الخامس والأربعين".

يروي تاي في مقابلة أجرتها معه نيويورك تايمز حول الكتاب أنه "في عام 2016 تفاخر ترامب بالقول "يمكنني الوقوف في منتصف الجادة الخامسة وأطلق النار على شخص ما، ولن أفقد أي ناخبين". من أين أتى بهذه الفكرة؟ حسنًا، قبل 62 عامًا بالضبط كتب جورج جالوب، رائد الاستطلاعات، شيئًا مشابهًا بشكل مخيف عن مؤيدي مكارثي وقال: حتى لو كان معروفًا أن مكارثي قتل خمسة أطفال أبرياء، سيظلون معه على الأرجح". 

يكشف الكتاب عن شخصية ماكارثي وحيله الكثيرة، مثل إدعاءه بأنه بطل حرب بينما كان رفاقه يسخرون من هذا اللقب، ويذكر كيف أنه يوم أعلن الحملة المكارثية كان يحمل في حقيبته خطابين لا علاقة لواحدهما بالآخر، لكي يتأكد أيهما كان مناسباً لإلقائه في تلك اللحظة.

يذكر تاي: "لقد شرعت في الكتابة حول مكارثي والديماغوجيين الذين جاءوا قبله وبعده. لكن انتهى بي الأمر بأن أكون مذهولاً بعوامل تمكينهم. في حالته، كان هذا يعني رجال النفط في تكساس الذين كانوا أكبر المصرفيين لديه، والصحافيين الذين تصرفوا كمكبر الصوت والبيروقراطيين مثل جيه إدغار هوفر من مكتب التحقيقات الفيدرالي. وكان هناك الرئيس أيزنهاور ، الذي كان الشخص الوحيد الذي كان بإمكانه القضاء على المتنمر قبل أن يدمر حياة الكثير من الناس، ولكن بدلاً من ذلك أصبح يقود عملية تمكينه". 

منذ بداية رئاسته تقريبًا، كان ميلتون شقيق أيزنهاور يهمس في أذنه ، قائلاً "تخلَّ عن بعض شعبيتك وواجه هذا الرجل"، كان أيزنهاور يخبر موظفيه وشقيقه وأصدقائه أنه يعرف مدى خطورة مكارثي، لكنه كان ينتظر أن يدمر مكارثي نفسه بنفسه. 

يصف تاي كتابه بأنه "قصة حب أميركا للمتنمرين. لكنها أيضًا قصة مشجعة عندما نكون في أمس الحاجة إلى واحدة. الدرس المستفاد من جو مكارثي والديماغوجيين الآخرين لدينا هو أنهم سقطوا أسرع من صعودهم". 

 

المساهمون