"الدرونز"... آفاق واعدة للزراعة الدقيقة

"الدرونز"... آفاق واعدة للزراعة الدقيقة

07 فبراير 2017
استخدام الطائرات بدون طيار فتح عهداً جديداً (Getty)
+ الخط -
هل يقف مستقبل الزراعة على استعمال الطائرات بدون طيار؟ وفقاً لتقارير شركات متخصصة، فإن السوق المحتملة للطائرات الزراعية بدون طيار تقارب 30.5 مليار يورو. أما بالنسبة لبيانات بنك ميريل لينش أوف أميركا، فتمثل الزراعة %80 من سوق الطائرات بدون طيار التجارية في المستقبل القريب، ما ينجم عن ذلك نشاط اقتصادي بحوالي 82 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها خلال عامي 2015 و2025. 

ذلك ما دفع بعض الشركات إلى التخصص في صناعة الطائرات الزراعية بدون طيار، من بينهم المُصنِّع AeroVironment، والداعم Airinov الذي يوفر خدمة خرائط الأراضي الزراعية، أو مصممي الأجهزة الدقيقة للطائرة مثل شركة Raven Industries.

وتتميز الطائرات الزراعية بدون طيار بإمكانات هائلة، منها على سبيل المثال، نموذج طائرة RX60 لشركة AgEagle وRaven، التي تسمح بالتقاط صور جوية للحقول الزراعية، مع تحديد للمناطق التي تحتاج إلى التدخل والمعالجة- بدقة كبيرة- مما يدعم خطط المزارعين، في تحديد سوى المساحات التي تحتاج إلى رش الأسمدة والمواد الكيميائية.

ولأن المزارعين يواجهون في المستقبل تحديات كبيرة، خصوصاً مع التغيرات المناخية الصعبة التي تؤثر على المردود الزراعي. وكذلك للمسؤولية التي تقع على عاتقهم في توفير منتجات كافية لإطعام سكان العالم الذين يتزايد عددهم إلى 9 مليارات نسمة بحلول 2050، فإن الطائرات الزراعية بدون طيار تعتبر أداة سريعة لتقييم ومتابعة حالة نمو المحاصيل، وتقدير الإنتاجية، وجمع البيانات وتحليلها بشكل أسرع وأكثر كفاءة من ذي قبل.

كما تستطيع الطائرات الزراعية بدون طيار دراسة التربة، من خلال رسم خرائط ثلاثية الأبعاد 3D، واستنتاج بيانات لتحسين توزيع مستويات الأسمدة النيتروجينية، أو التخطيط لعملية زراعة البذور.

وباحتواء الدرونز الزراعية على ماسح ضوئي ليزر، فإنها تستطيع من خلاله أخذ قياسات عن بُعد باستعمال تقنية ليزر الاستشعار عن بعد (ليدار)، وذلك للمساعدة في اتخاذ قرار رش المواد الكيميائية على نحو أفضل. ويعتقد الخبراء أن الرش الجوي أسرع 5 مرات من الطريقة التقليدية.

ووفقاً للمؤسسة البريطانية المتخصصة في مجال الابتكار (Nesta)، فإن متابعة ورصد المحاصيل من خلال الطائرات الزراعية بدون طيار سوف تصبح أكثر فاعلية، خصوصاً إذا تم تجهيزها بكاميرات وتحكم بها المزارع، حيث يمكنها أن تلتقط صوراً عالية الدقة مما توفرها الأقمار الصناعية. كما تستطيع الطائرة مسح مساحة 400 هكتار في ساعة واحدة.

كما تتوفر برامج إلكترونية لمعالجة الصور الملتقطة وإنشاء منها خريطة للمساحة المزروعة، مع تحديد المناطق التي تحتاج إلى رش الأسمدة الزراعية فيها، أو إزالة الأعشاب الضارة منها.
وبمعالجة الصور وتطبيق خوارزميات مؤشر الغطاء النباتي عليها بطريقة التناقص، فإنه من الممكن الحصول على خريطة تعكس حالة الحقل الزراعي. ويتم ذلك من دون تكاليف إضافية أو صعوبة في الإجراءات المتعبة عند توفير خدمة الطائرات الزراعية التي يقودها الإنسان.

ومع تركيب أجهزة استشعار حرارية أو نظم تصوير فائقة الطيفية، تستطيع الطائرة الزراعية بدون طيار تحديد المناطق الجافة في الحقل، للمساعدة في اتخاذ القرار الأفضل لري المساحات المزروعة.

وأخيراً، بفضل أجهزة الاستشعار ذات الأشعة تحت الحمراء، والطائرات بدون طيار (UAV) التي تستخدم لمعرفة "الحالة الصحية" للنباتات المزروعة، وذلك بمعالجة صور متعددة الأطياف لتحديد الانتشار المبكر لبقعة المرض النباتي في المساحة المزروعة.

وفقاً للخبراء، فإن مجال الزراعة الدقيقة التي توفرها طائرات بدون طيار للمزارع، تستطيع خفض تكاليف التدخلات الزراعية وتعظيم العوائد ما بين 2 و5% في حالة زراعة القمح. كما يمكن أيضا أن تزيد متوسط دخل المزارع بما يقارب من 20% عن ما كان عليه من قبل.

يبدو أن الطائرات الزراعية بدون طيار أغرت إلى حد كبير المزارعين، لاسيما مع توفير دعم الغرف التجارية في بعض الدول لهذه التقنية. ومن بين هذه الطائرات، طائرة صممت من شركة Sensefly مخصصة لرسم الخرائط وتسمى (eBee). وهي طائرة ذاتية التحكم، لا تحتاج إلى من يقودها، حيث يكفي تحديد المنطقة التي تحتاج إلى معاينة على خريطة رقمية، لتتكفل هي بإدارة خطة طيرانها آلياً. وتم اختبارها بنجاح لقياس أماكن نقص الري ومساحات تواجد أمراض المحاصيل الزراعية، وإجراء تحليل طيفي للغطاء النباتي، واحتساب حجم الخشب في غابة معينة، أو لالتقاط صور من أجل تحديد نسب النيتروجين المحتوية في نباتات المساحات المزروعة.

ومن جانبها، تعتبر طائرة agridrones من صنع شركة Airinov هي كذلك ذاتية التحكم، حيث تتبع خطة الرحلة المبرمجة وفقاً لمساحة الأرض المراد التحليق فيها وتحليل بياناتها.
وبالتعاون مع شركة Ocealia لرسم خرائط المساحات الزراعية، فإنها تستطيع قياس كمية الضوء الممتص أو المنعكس من النباتات وتحسين خصوبة التربة والكشف عن الأمراض، وكذلك تحديد مناطق إزالة الأعشاب الضارة أو تحديد المساحات المزروعة التي تحتاج إلى الأسمدة. ووفقاً لشركة Océalia، فإن المزارعين الذين استخدموا طائرات بدون طيار Airinov تمكنوا من زيادة محاصيلهم بنسبة 10% في سنة واحدة.

وفي نفس السياق، تستخدم الطائرات بدون طيار في المكافحة البيولوجية، حيث تم التعاون مع Agribird (شركة متخصصة في المعدات الزراعية والتكنولوجيا الدقيقة)، مع شركة Helipse (مصمم المروحيات الذاتية) في تصمم HE190، وهي طائرة بدون طيار قادرة على التحليق والاقتراب من المناطق المراد علاجها بشكل مستقل آلياً.




دلالات

المساهمون