"الجيش الحر" يحظر خروج الأغذية من سورية

"الجيش الحر" يحظر خروج الأغذية من سورية

10 اغسطس 2014
سوريون يتدفقون على معبر باب الهوي بين سورية وتركيا(أرشيف/getty)
+ الخط -

 قررت تشكيلات الجيش الحر المسيطرة على معبر باب الهوى بين سورية وتركيا، ابتداء من اليوم الأحد، حظر خروج الأغذية من الأراضي السورية إلى تركيا، لتوفيرها للمناطق المحررة، ومنع عمليات التهريب عبر الحدود.

وقال مصدر رفيع في "أحرار الشمال" لمراسل العربي الجديد، إنه تم تعميم القرار على وسائل النقل وتم لصقه على الزجاج الأمامي للحافلات كي يراه جميع المهاجرين إلى تركيا.

وأضاف المصدر "يتحمل الثوار المسيطرون على المعبر المسؤولية كاملة في حال السماح أو التغاضي عن إخراج المواد الغذائية، وبشكل خاص حليب الأطفال والسكر والأرز والدخان والمعلبات".

وأشار إلى أنه "سيعاقب بالسجن لمدة شهر كل من يساعد في إخراج المواد الغذائية من سورية لأنه يساهم في تشجيع التهريب وتجويع السوريين في المناطق المحررة".

تشديد سوري

عايشت "العربي الجديد" رحلة الدخول والخروج عبر معبر باب الهوى، والتي تغيرت بالمطلق عما كانت عليه من ذي قبل، بحسب السوريين والأتراك.

وبات المسافر يحتاج لساعات، ليتنقل بين المعبر النظامي وحاجزين للجيش الحر، سيراً على الأقدام لمسافة لا تقل عن كيلومتر، ليصل إلى الموقف المخصص للسيارات السورية، بعد منع سيارات الأجرة والحافلات الكبيرة من الاقتراب من المعبر.

أبو عمر الحلبي من أحد الفصائل المسيطرة على معبر باب الهوى قال، "منعنا وصول السيارات، كائناً من كان صاحبها ومن فيها، واقترابها من المعبر، إضافة إلى تحسبنا الزائد من السيارات المفخخة، والتي انفجر عدد منها وأودى بحياة سوريين وأحياناً أتراك".

وأضاف "أنشأنا موقفاً خاصاً لسيارات الأجرة والباصات التي تقل السوريين إلى المعبر، على بعد 3 كيلومترات من المعبر، وتخضع جميع الحافلات للتفتيش قبل وصولها إلى المعبر، والتأكد من هويات المسافرين وما يحملونه، كما منعنا وصول الدراجات النارية التي كانت سبباً في الاختراق ونقل المهربات والسوريين الذين لا يحملون إثباتاً لشخصياتهم.

وقال الحلبي لـ"العربي الجديد"، إنه "بناء على قرار إدارة المعبر يمنع نقل المواد الغذائية من الجانب السوري إلى التركي، عدا ما تحتاجه الأسر المهاجرة من مؤن وبعض المستلزمات، فنحن لا ندقق على نقل المفروشات والأثاث المنزلي، بل نتشدد على تهريب المواد الغذائية التي وجدها بعض ضعاف النفوس عملاً، نتيجة فارق الأسعار بين سورية وتركيا".

ترحيب وشكاوى

وأثار قرار الجيش الحر ردود فعل متباينة بين السوريين، وقالت أم حسام من منطقة الباب، في ريف حلب، شمال سورية، "لماذا لا يسمحون لنا بنقل الغذاء، أنا وأسرتي المؤلفة من سبعة أشخاص، سنسافر إلى تركيا، وأسعار الغذاء هناك مرتفعة، ولا طاقة لنا على تحمل أعباء المعيشة".

وأضافت لمراسل "العربي الجديد"، "سمحوا لنا بإدخال المؤونة، لكنهم صادروا الأرز والسكر والأدوية، وأعطونا ورقة لنأخذ المصادرات فيما لو رجعنا إلى سورية".

لكن الحاج أحمد البدوي، من مدينة حلب، بارك خطوة الجيش الحر في عدم السماح بنقل المواد الغذائية إلى تركيا "لأن السوريين المحاصرين أولى بها".

مافيا التهريب

ما أن تقترب من الحدود حتى تسمع أصواتاً خافتة من سائقي بعض السيارات والدراجات النارية، "تهريب، تهريب"، حيث نشط التهريب بين الجارتين سورية وتركيا بعد التشدد الذي فرضه الجانب التركي على المعابر، وعدم السماح لمن لا يحمل جواز سفر سوري بدخول الأراضي التركية، ما زاد من حالات الدخول الغير الشرعي، وتهريب الدخان وبعض المواد الغذائية عبر الجبال والقرى الحدودية، بحسب ما قال عبد يموشاك، من قرية إبراهيم باشا التركية.

وأكد يموشاك لـ"العربي الجديد"، إن التهريب أخذ شكل "العصابات المنظمة"، وارتفعت "أسعار التهريب"، بعد الملاحقة من الجيش التركي.

وأضاف، "يكثر دخول السوريين من القرى التركية ذات الأصول العربية، مثل "عشائر النعيم"، و"مغر شمس"، و"فوزي باشا"، و"إبراهيم باشا"، ومن معابر اليعربية، وباب السلام، حيث التشديدات هناك أقل، ومازال باب"الرشى" مفتوحاً، سواء لمن يسيطر على المعابر، أو من المهربين.

وأشار إلى أنه في العموم صارت حالات التهريب صعبة وتحتاج إلى وقت طويل، فبالإضافة إلى استغراقها نحو 15 ساعةً يقضيها المهرب من السوريين سيراً على الأقدام، باتت مكلفة، لأن مرحلة التهريب تقسم إلى قسمين، الأول صاحب الحافلة الذي يقل السوريين من الحدود إلى مناطق التهريب، ويتقاضى على الشخص الواحد 500 دولار أميركي، والمرحلة الثانية إدخال السوريين إلى الأراضي التركية، ويتقاضى 1000 دولار على الشخص الواحد.

فارق سعر العملة

يقول الاقتصادي أحمد فؤاد، من ريف إدلب المحرر، إن التهريب أصبح عملاً للكثيرين، ولعل في اختلاف الأسعار بين سورية وتركيا عامل إغراء لمن يبحث عن الربح والإثراء.

وأوضح أن سعر كيلو الأرز في ريف إدلب لا يزيد عن مئة ليرة سورية "أقل من دولار ونصف الدولار"، ومعظمه يأتي من المساعدات، في حين يباع في تركيا بنحو دولارين ونصف الدولار"، وكذلك الأمر بالنسبة للسكر والقهوة.

أما أسعار الأدوية وحليب الأطفال والمعلبات، فسعرها في تركيا ثلاثة أضعاف ما هو عليه في سورية، حسب فؤاد، وكذلك بالنسبة للبنزين الذي لا يزيد سعر اللتر عن 250 ليرة سورية (1.6 دولاراً) في حين يباع بـ 2.6 دولار في تركيا .

 

المساهمون