"التلفزيون العربي" يساهم بإعادة فتح ملف اغتيال ناجي العلي

"التلفزيون العربي" يساهم بإعادة فتح ملف اغتيال ناجي العلي... ويكشف خفايا الاغتيال

02 سبتمبر 2017
أجبرت تحريات الفريق الشرطة على التحرّك (التلفزيون العربي)
+ الخط -

في الذكرى الثلاثين لاغتيال الفنان الفلسطيني ناجي العلي، خصص "التلفزيون العربي" سلسلة من التقارير الاستقصائية، حيث تناول برنامج "كنت هناك"، أسرار تتصل بتفاصيل وخفايا الاغتيال، وكان له الدور الأول في دفع الشرطة لإعادة فتح الملف من جديد.

 

وفي حين تناولت وسائل إعلام عدة في الفترة الأخيرة قضية إعادة فتح التحقيق في القضية، وكأنه انطلق من مؤتمر صحافي للشرطة البريطانية حول القضية، إلا أن واقع القصة مغاير لما تم تصويره.

ففي العاشر من يوليو/تموز قام التلفزيون العربي بالتواصل مع الشرطة البريطانية، لإبداء الرغبة في إعداد حلقة تلفزيونية خاصة من برنامج "كنت هناك" عن الفنان ناجي العلي بمناسبة مرور 30 سنة على اغتياله.

وكان رد الشرطة سريعاً وحازماً  بأنها "قضية قديمة ورجال الشرطة الذين كانوا مسؤولين عنها قد تقاعدوا"، وأضافت أن "أيَّ جريمة تحدث على الأراضي البريطانية لن تغلق حتى يتمَّ حلها، أما قضية ناجي العلي فلن يعاد النظر بها حتى تظهر أدلةٌ جديدة، والقضية غير مغلقة ولكن لا يوجد ما يدفع الشرطة لتحريك الموضوع".

وبعد أن طلب فريق العمل في "التلفزيون العربي" من عناصر الشرطة اسم الضابط المكلّف بالتحقيق في القضية، جاء الرد أيضاً "لا يوجد أيّ ضابط يباشر القضية الآن، لأنه لا توجد أية معلومات جديدة".

ولكن بعد إحالة الفريق إلى قسمي الأرشيف، والعلاقات العامة، تمكن عن طريق مصادر خاصة داخل الشرطة من الوصول إلى اسم الضابط المسؤول عن القضية، وهو من قسم مكافحة الإرهاب، كما علم الفريق أن القضية أعيد فتحها بشكل سري في عام 2013، وتم التوصل إلى رقم الملف. 

عندها أرسل فريق العمل بريداً إلكترونياً رسمياً للشرطة يشير إلى إخفائها معلومات من حق الإعلام الحصول عليها، وزودها برقم ملف القضية واسم الضابط المسؤول عن التحقيق".

وأضاف: "في 23 يوليو/تموز توصلنا إلى اتفاقٍ مع القسم المختص يقضي بأن يتم استقبالنا والإجابة على أسئلتنا ونتبادل المعلومات، وطلبوا منا أن نلزم المعايير الصحافية المعمول بها في المملكة المتحدة بالحفاظ على سرّية المحادثة بما لا يعرّض القضية للخطر".

وتم اللقاء بين فريق من التلفزيون العربي مع ضابطين من قسم مختص في "اسكوتلاند يارد"، وأخبرهما عن أسماء المشتبه بهم لديه، وطلب فقط من الشرطة التأكيد إن كانوا نفس المشتبه بهم لديها فكانت الإجابة "نعم".

وأكد الفريق أنه تلقى وعداً بالإجابة عن كل الأسئلة بما تتيحه القضية للشرطة وما يسمح به القانون، وأوضح "قمنا بإرسال حوالي خمسة عشر سؤالاً، أجابوا عن معظمها إجابات عامة، ثم أخبرونا أنهم بهذه المناسبة سيعقدون مؤتمراً صحافياً يعرضون خلاله صورة المشتبه به (دون اسمه)، وصورة المسدس الذي نفذت به الجريمة والمخطط الحقيقي لعملية الاغتيال وذلك في يوم 25 أغسطس/آب، كما وافقوا أن يعطينا الضابط المسؤول لقاءً خاصاً".

من جهته قام "التلفزيون العربي" بإبلاغ عائلة ناجي العلي بكل هذه التفاصيل التي لا يعرفون عنها شيئاً، فقامت الشرطة بعد ذلك بدعوة العائلة إلى المؤتمر الصحافي

وكانت دعوة محدودة لكل من "بي بي سي"، قناة الجزيرة، و"التلفزيون العربي"، وبدا هدف دعوة وسائل إعلام أخرى حرمان "التلفزيون العربي" من حصرية المعلومات، رغم أن التلفزيون كان المحرك الرئيس للقضية النائمة، لكن يبدو أن الشرطة لم ترد أن يظهر الأمر وكأن الاهتمام بالقضية مجدداً كان استجابة للضغط من جانب "التلفزيون العربي"، بل أن تظهر وكأنها صاحبة المبادرة في فتح الملف.

وتم توزيع المعلومات على الحاضرين من دون الإجابة عن أي سؤال، وبالأحرى هو سؤال واحد لا غير كان يتكرّر: لماذا أخفيتم صورة المشتبه به طوال 30 عاماً؟

إثر ذلك، أعلن "التلفزيون العربي" أن فريقه لن يتوقف عن متابعة هذه القضية، وسيعمل بكل مهنية وإصرار لجعلها قضية حية من خلال تحقيق استقصائي وعد به في الذكرى السنوية القادمة، وقال "سنعمل على إخراج كل ما تم إغفاله وكل المسكوت عنه في هذه القضية، ونتابع المشتبه بهم حتى الوصول إلى الحقيقة".



المساهمون