"الأطلسي" يخشى على الديمقراطية التونسية!

"الأطلسي" يخشى على الديمقراطية التونسية!

15 ابريل 2018
يلاحظ التونسيون تراجعاً بالحماسة الدولية لجهة دعم أوضاعهم الصعبة(الأناضول)
+ الخط -

نشر "حلف شمال الأطلسي"، قبل أيام، تقريراً غير ملزم لخبيرين دوليين، إنكليزي وألماني، حول الأوضاع في تونس، حذّر فيه من سقوط التجربة الديمقراطية، ودعا المجتمع الدولي إلى مؤازرة الانتقال في هذا البلد. وأشار التقرير إلى أنّ الحكومة التونسية وشركاءها الدوليين يدركون أن الطريق إلى الديمقراطية يمكن أن يسلك الاتجاه المعاكس في أي وقت، في ظلّ الوضع الصعب الناتج عن الأزمة الاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي تمرّ بها البلاد، منبهاً إلى أنّ تونس تعمل في منطقة غالباً ما تخضع للديكتاتورية والعنف وعدم الاستقرار، ويجب أن تعيد إحياء اقتصادها، لتفادي العودة إلى الديكتاتورية.

ويبدو هذا التقرير، الذي استمر إعداده على ما يبدو فترة طويلة، موضوعياً بحكم التوقّف عند أهم الأسباب والتهديدات الداخلية والخارجية، وقد كان صريحاً إلى حدّ كبير بالإشارة إلى أنّ مصالح "حلف الأطلسي" قد تتضرّر أيضاً بسقوط التجربة التونسية، ولا سيما لناحية تنامي ظاهرة الهجرة نحو أوروبا.

وقد دعا التقرير، في أبرز استنتاجاته، إلى دعم المجتمع المدني في تونس، لأنه "رمز للأمل في مستقبل شرق أوسط مزدهر وديمقراطي ومستقر". كذلك، دعا المجتمع المدني والمنظمات التونسية إلى "تطوير تعاونها مع المنظمات الدولية غير الحكومية، إذا ما كانت ترغب في الوصول إلى خاتمة ناجحة".

وعلى الرغم من أنّ أغلب ما ورد في التقرير صحيح ومنطقي، إلا أنّه يثير نوعاً من المخاوف، لأن الريبة غالباً ما ترافق أي تعاون مع "حلف الأطلسي". فهذا الخوف والحب لا يبدو بريئاً أبداً، وغالباً ما ترافقه نهايات غير سعيدة، خصوصاً أن التونسيين يلاحظون تراجعاً في الحماسة الدولية لجهة دعم أوضاعهم الصعبة. ويبدو أن هذا المجتمع الدولي قد ملّ أيضاً، في المقابل، من مشاكل التونسيين التي لا تنتهي، وفشل نخبتنا السياسية في حلّ صراعاتها، والتباطؤ في التوافق حول حلول لأهم المعضلات، وعلى رأسها الأوضاع الاقتصادية الصعبة، خصوصاً أنّ التونسيين أنفسهم قد أعياهم انتظار سنوات وهم يدركون أن بلدهم يملك القدرة ويملك الثروات المناسبة والكافية لإشباع بلد، كما يملك طاقات كبيرة ورائعة في المجالات كافة، ولكن سيطرت عليها، مع الأسف، نخبة شغلتها الصراعات الصغيرة حول السلطة.

ويبقى الخوف الأكبر متعلقاً بضبابية المشهد التونسي في خضمّ هذا التناحر بين الحكومة ومعارضيها، بينما ينتظر الجميع شكل نهاية هذا الصراع وتداعياته.

المساهمون