الحقيقة غير ذلك. هو منتشٍ (فاضل سنا/ فرانس برس)
يغمض الفتى الصغير عينَيه ويبتسم. للوهلة الأولى، قد يظنّ الناظر إليه أنّه يلعب مع رفاق له مشرّدين أيضاً في هذا الحيّ. لكنّ الحقيقة غير ذلك. هو منتشٍ.
على ساحل البحر الأبيض المتوسط، في مدينة طنجة شمال المغرب، كان الفتى الصغير يستنشق الغراء. لا يملك المال لابتياع مواد مخدّرة أخرى، فلجأ أسوة بصغار كثيرين في مثل حاله إلى الغراء. وإدمان المخدّرات يشيع بين أطفال الشوارع في المغرب، الذين كثيراً ما يعمدون إلى استنشاق الغراء ومواد كيميائيّة أخرى للتمكّن من تحمّل الجوع وكذلك البرد، بعدما تركوا منازلهم على خلفيّة أوضاع اقتصاديّة واجتماعيّة قاهرة.
اليوم، وكما في 26 يونيو/حزيران من كلّ عام، يحتفل العالم باليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها.
ولأنّ "الإصغاء إلى الأطفال والشباب هو المرحلة الأولى لمساعدتهم على النموّ الصحيّ والآمن"، تطرح هذا العام مبادرة "اصغوا أوّلاً" التي يُراد منها "إذكاء الوعي وزيادة الدعم في ما يتصل بمكافحة استخدام المخدرات، من خلال اعتماد الحقائق العلمية، الأمر الذي يزيد من فعاليتها في الاستثمار في صحة الأطفال والشباب وأسرهم ومجتمعاتهم".
المخدّرات بأنواعها المتعدّدة والمختلفة، لم تعد توفّر بلداً ولا بيئة ولا طبقة اجتماعيّة. وراحت تبعاتها تُسجَّل على الصعد كافة، لتهدّد ليس فقط الأفراد الذين يتعاطونها ويتجرون بها، بل أيضاً المجتمعات ككلّ.
دعونا نصغي أوّلاً...