"إيبولا توقّفي".. أغنية تقاوم مخاوف الإيفواريين

"إيبولا توقّفي".. أغنية تقاوم مخاوف الإيفواريين

02 سبتمبر 2014
الأغنية أيضا تقاوم إيبولا (GETTY)
+ الخط -

"إيبولا، توقّفي".. أغنية للفنان والمدوّن الإيفواري "إسرائيل يوروبا جيبو".. تبدو كطريقة مختلفة للوقاية من الوباء، تحمل نفسا تفاؤلياً، وتنبض بإيقاع سلس ورائق يستقطب الانتباه، وتبعث برسائل تلقى طريقها بيسر نحو سكان كوت ديفوار، في خضم حالة الهلع التي تعمّهم، على خلفية انتشار فيروس إيبولا في عدد من بلدان غرب أفريقيا، وتنامي المخاوف بشأن تسرّبه إليهم.

أضحت الأغنية التي تم تصويرها "فيديو كليب"، في الآونة الأخيرة، المضاد الحيوي الموصى به في كوت ديفوار لتجاوز المخاوف والوقاية من الحمى النزفية، بحسب مؤلفها ومؤدّيها "يوروبا جيبو".

توليفة بسيطة وغير معقّدة جمعت بين موسيقى "الريجي" وكلمات "بيداغوجية"، اختار الفنان تحويل هذا الخليط المتجانس إلى أغنية مصوّرة، يظهر من خلالها شاب إيفواري وهو يشرح أعراض الحمى النزفية القاتلة، وطرق الوقاية منها، بطريقة مبسّطة تصل لجميع السكان على اختلاف انتماءاتهم الاجتماعية، وتضمن وصول الرسائل التوعوية المصاحبة، سواء من خلال الكلمات أو من خلال السيناريو الذي يجسده بطل الفيديو كليب.

الأغنية تمكّنت، رغم حداثة صدورها في أغسطس/ آب الماضي من تحقيق نسبة متابعة على موقع اليوتيوب تجاوزت، في مجموعها، الـ12 ألف مشاهدة حتى مساء الإثنين، كما غزت سريعاً مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد.

وتقول الأغنية في مستهلّها "توقفي إيبولا.. انتبه لنفسك أيها الولد.. وإليك ميثاق الوقاية: تحدّث عنها (الحمى النزفية) مع جارك.. مع جارتك.. لا تلمس ولا تأكل لحوم الطرائد".

"يوروبا جويبو" تحدث عن مشروعه الموسيقي موضحاً الرهانات التي تقف وراء الأغنية.

الفنان قال إن "فكرة الفيديو كليب نبعت من حملة التوعية الكبيرة التي أطلقتها الحكومة الإيفوارية. لقد أدركت أن كل واحد يجب أن ينقل المعلومة من موقعه، البعض يقوم بذلك عبر معلقات، أنا من جهتي قررت أن أعد أغنية أبذل فيها كل طاقتي دون أي أطماع مالية كون الأغنية معفاة من حقوق التأليف".

جويبو مدرك أن التصدي للفيروس القاتل ليس مهمة الدولة فحسب، حيث قال إن "الدولة لا يمكنها أن تكون على جميع الجبهات"، وهو مقتنع بشدة بأن "أولى أدوات التواصل هي نحن"، وهذا تحديداً ما مثل له دافعاً قويا ليتحرك على طريقته.

وبعدما لاقت "إيبولا، توقفي" صدى واسعاً على شبكة الإنترنت، تستعد الأغنية لغزو المجال العام، بعد أن قال صاحبها إن هدفه الجديد يكمن في "نقلها من العالم الافتراضي إلى العالم الحقيقي".

"يوروبا" عازم على أن "تسمع الأغنية في المطاعم والإذاعات والسيارات والمحلات" ويعبر عن فخره بالنسخة الإنجليزية للأغنية التي نشرت على الإنترنت بتاريخ 28 أغسطس/آب الماضي.

ويضيف الفنان: "مع أن كوت ديفوار لم تسجل إصابات بإيبولا إلا أن الفيروس ضرب دول الجوار (غينيا وليبيريا) ويجب أن تصل المعلومة إلى الجميع ليعرفوا أعراض المرض وطرق انتقاله، لذلك مرت كلمات الأغنية على وزارة الصحة الإيفوارية للموافقة عليها".

"الكلمات مفهومة للجميع، من التلميذ إلى الأستاذ الجامعي، هذا بالإضافة إلى أن موسيقى الريغي محبوبة والجميع يستمع إليها إن كان ذلك في الأحياء الراقية أو في الأحياء الشعبية، في المطاعم الكبيرة أو في أكشاك الطعام الصغيرة"، بحسب "يوروبا".

نجاح الأغنية أوحى إلى أحد مشغلي الهاتف الجوال بتبني الأغنية كرنة يتداولها المستخدمون.

ويشير "يوروبا" بخصوص ذلك قائلا: "قمت بتوقيع شراكة مع أحد مشغلي الهاتف الجوال الذي اتصل بي مسؤولوه منذ يومين بعد نشر الفيديو كليب وأعلموني أنهم يرغبون في استخدام الأغنية في إطار مساهمتهم في الحملة الوطنية، وأيضاً، لاستخدامها كرنة هاتفية. قمت بتوقيع عقد يوضح أن الأغنية لا ينبغي أن تستغل لأغراض تجارية".

"يوروبا" ختم حديثه قائلاً: "أنا مسرور للغاية، هذا ما نحن بحاجة إليه في مناخ يغلب عليه الذعر، الناس بحاجة إلى فهم إيبولا أكثر، هذا كل ما في الأمر".

 

المساهمون