"أوباما" و"منغيستو" خصمان في مصارعة نوبية

"أوباما" و"منغيستو" خصمان في مصارعة نوبية وسط السودان

الخرطوم

محمود حجاج

avata
محمود حجاج
21 يوليو 2018
+ الخط -
تحظى رياضة المصارعة النوبية بشعبية لافتة، تحديداً لدى أهالي جبال النوبة في منطقة جنوب كردفان، الإقليم الغربي للسودان، التي جاؤوا بها بعد نزوحهم إلى العاصمة السودانية الخرطوم هرباً من المعارك الدائرة في منطقتهم.

تختلف طقوس المصارعة النوبية بين قبيلة وأخرى؛ فالنوبيون ليسوا قبيلة واحدة، بل قبائل عدة تعيش في جنوب كردفان. وداخل القبيلة الواحدة، يعهد بالمشاركة في المصارعة إلى بيوت محددة، فهو أمر شبه مقدس لا يستطيع أي فرد القيام به.


هذا الطقس الرياضي لم تشهده مدينة الخرطوم في تاريخها، إذ انتقلت إليها منذ سبعينيات القرن الماضي، كغيرها من الطقوس والعادات والتقاليد التي أحضرها أهالي جبال النوبة.

وتشبه المصارعة النوبية اليابانية "السومو"، وإن اختلفت في بعض التفاصيل؛ إذ يرتدي المصارع سروالاً قصيراً، وغالباً ما يكون الجزء العلوي عارياً ويتم دهنه بالألوان، وتعتمد هذه المصارعة على الخفة والرشاقة والخداع.

كذلك تستخدم في المنافسة الأيدي، إذ يقف المتصارعان في حلبة دائرية الشكل، ويسعى كل خصم لإيقاع الآخر أرضاً حتى يحسم الصراع. ويتفاخر بعض المصارعين بعدم لمس أجسادهم الأرض قط.
ويتخذ المصارعون ألقاباً تعبر عن قوتهم، غالبا ما تكون أسماء قادة، مثل باراك "أوباما"، الرئيس الأميركي السابق، و"منغيستو" هيلا مريام، رئيس إثيوبيا الأسبق، أو قيادات الحركات المسلحة السودانية مثل "كاربينو" كوانين. ومن المفارقات أن نجد اسم "الدعم السريع"، وهي مليشيات موالية للحكومة السودانية، و"أبو طيرة"، وهو اسم يطلق على عربة دفع رباعي تستخدم في مناطق جنوب كردفان ودارفور لأغراض أمنية وعسكرية.

وحول تلك الرياضة، يقول النمر علي الملقب بـ"الكوكو" لـ"العربي الجديد"  إن رياضة المصارعة تعني له الكثير، فهي تحتاج إلى قوة وشجاعة ولياقة عالية جداً وممارسة. ويضيف: "مارست تلك الرياضة ثماني سنوات في جبال النوبة، وانتقل هذا الإرث إلى العاصمة السودانية الخرطوم وتم تطويره".

من جهته، يقول عبدالله علي، عضو اتحاد المصارعة السودانية لـ"العربي الجديد"، إن "المصارعة تراث نوبي بدأ في جبال النوبة، وتم تأسيسه من قبل أبناء النوبة وأبناء الهوازمة أو "الرحل" كما يسمّون، كلهم موجودون في منطقة جنوب السودان، وانتقلت هذه الرياضة إلى الخرطوم منذ سبعينيات القرن الماضي، كغيرها من الطقوس والعادات والتقاليد التي جاء بها أهالي جبال النوبة بعد نزوحهم إلى العاصمة هرباً من المعارك الدائرة في منطقتهم".

دلالات

ذات صلة

الصورة
أطفال سودانيون في مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور في السودان (الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنّ طفلاً واحداً على الأقلّ يقضي كلّ ساعتَين في مخيّم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور غربي السودان بسبب سوء التغذية.
الصورة
نازحون سودانيون في مدرسة في وادي حلفا 1 (أشرف شاذلي/ فرانس برس)

مجتمع

في فناء رملي لمدرسة تحوّلت إلى مركز إيواء للنازحين في شمال السودان، يلعب أطفال بالكرة. من حولهم، ينتظر عشرات الأشخاص المنهكين الفارين من الحرب، منذ أشهر، تأشيرة دخول الى مصر.
الصورة
تشاد (مهند بلال/ فرانس برس)

مجتمع

فرّ مئات الآلاف من السودانيين من الحرب في بلادهم إلى تشاد، ووجدوا الأمان في أكواخ هشّة في مناطق صحراوية، لكنّهم باتوا أمام تحدٍّ لا يقلّ صعوبة وهو إيجاد الرعاية الطبية والأدوية للبقاء على قيد الحياة.
الصورة
مطار إسطنبول الدولي (محمت إيسير/ الأناضول)

مجتمع

استغاثت ثلاث عائلات مصرية معارضة لإنقاذها من الترحيل إلى العاصمة المصرية القاهرة، إثر احتجازها في مطار إسطنبول الدولي، بعدما هربت من ويلات الحرب في السودان عقب سبع سنوات قضتها هناك، مناشدة السلطات التركية الاستجابة لمطلبها في الحماية

المساهمون