"أن تكون صديقي"

10 ديسمبر 2014
+ الخط -

"الصداقة كما الحب.. لا يُستجدَيان بالعطف ولا بالتوسل". يتخذ الواحد مِنّا أصدقاء سكنوا معه الحي نفسه، تربوا على المائدة نفسها، جمعتهم أزقة "الحارة"، أو حتّى ملعب المدرسة. الصداقة هي ذاك الشعور الذي يحمل، في طياته، متناقضات الحياة، لتسمو نحو علياء السعادة.

ولربما ترمي بك الحياة، وتجرّك الأقدار إلى أماكن لم تتخيّل، يوماً، أن تعمل بها، لتلتقي فيها أناساً جسّدوا معنى الصداقة، بالنسبة لك، كانوا لك الإخوة الذين لم تلدهم أمّك، ولم تأبه يوماً لعمرهم أو جنسهم، أو حتّى جنسيتهم، فلم ترَ أياً من تلك الأشياء عيباً، يطعن في خاصرة الصداقة عندك. ومع هذا؛ للظروف كلمتها الأخيرة في ثبات أيّ علاقة كانت.

أن تكون صديقي يعني أن تنعتني بأبشع الألقاب أمامي، وأنا على يقينٍ من أنّك لا تحمل لي في قلبك سوى الطيّب من الكلام. أن تكون صديقي يعني أن أراك تتهامس وصديقنا الآخر، وأدرك أنّ ما هذا التهامس إلّا تخطيط لمقلبٍ سنضحك فيه، جميعاً، في النهاية. أن تكون صديقي، يعني أن أُلقي أمامك الكلمة، من دون أن أفلترها مائة مرّة قبل قولها، لأنّي أجزمُ أنّك لن تُسيء فهمي في أيّ حرفٍ أنطقه. أن تكون صديقي يعني أنّك على دراية أنّ الزمالة شيء والصداقة شيء آخر.

لا خيرَ في صداقة تُستجدَى عطفاً وتوسلاً. فإن لم تكن الصداقة نابعة من كيمياء داخلية، تربط الأشخاص ببعضهم، من دون تكلّفٍ من أحد، فعدمها أرحم. فلا يمكنك أن تجبر إنساناً على أن يضعك ضمن قائمة أصدقائه، عُنوةً عنه.

دُمتم وأصدقائي وأصدقاؤكم بخير!

avata
avata
أسماء عبد الحليم (فلسطين)
أسماء عبد الحليم (فلسطين)