"أنا لبنانية"... عن نساء حرمن من إعطاء الجنسية لأسرهنّ

"أنا لبنانية"... عن نساء حرمن من إعطاء الجنسية لأسرهنّ

13 ديسمبر 2019
صرخة من أجل السماح لهن بإعطاء الجنسية اللبنانية(حسين بيضون)
+ الخط -
"أنا لبنانية" فيلم يختصر من خلال ستّ شهادات مصوّرة معاناة المرأة اللبنانية المتزوّجة من أجنبي نتيجة حرمانها من حقها في إعطاء الجنسية اللبنانية لزوجها وأولادها. ستّ سيّدات لبنانيات من الوسط الفني والإعلامي والحقوقي، جمعتهنّ "حملة جنسيتي حق لي ولأسرتي" لتجديد المطالبة بالمساواة التي يكرّسها الدستور اللبناني في المادة السابعة منه، وذلك أسوة بالرجل اللبناني الذي يمنح جنسيته لزوجته الأجنبية ولأولاده، وحتى لأولاد زوجته.

الفيلم الذي أطلقته الحملة، عرض اليوم الجمعة في مقر نقابة الصحافة اللبنانية في بيروت، حمل صرخة هؤلاء النساء وشكّل فرصة للضغط باتجاه "إقرار قانون منح الجنسية بعيداً عن المساومات وعن حجّة التوازنات الطائفية والمذهبية والمتاهات السياسية والحزبية والمناطقية، التي عادةً ما يتمسّك بها المسؤولون والسياسيون"، والتي لطالما أثارت الجدل حول هويّة الرجال المتزوّجين من نساء لبنانيات وطائفتهم وانتمائهم. 

ففي شهادتها، تقول الإعلامية رانيا برغوث: "أصغر حق وهو جنسيتي لا يمكنني أن أمنحه لابنتي. أولادي لا يستطيعون العمل في لبنان ولا حتى دخول أي نقابة ولا الحصول على أي تعويض". أمّا الممثلة باتريسيا نمّور فتروي معاناتها في كل مرة تريد السفر وابنتها، والأوراق التي عليها تقديمها من وثيقة الزواج وإقامة المجاملة، علماً أن "ابنتي شقفة (قطعة) منّي ومن حقي أعطيها الجنسية".

ضرورة إقرار قانون منح الجنسية (حسين بيضون) 



وتأسف المخرجة والممثلة رندلى قديح لهذا الواقع "فالمرأة الأجنبية المتزوجة من لبناني تأخذ الجنسية هي وأولادها، ونحن لبنانيات ننجب ولا نمنح الجنسية، ما هذه السخرية؟". من جهتها، تتحدث الممثلة ختام اللحّام عن حسرة شقيقتها التي توفي زوجها الأجنبي والتي تناضل وحيدة لتربية أبنائها الذين يُعاملون معاملة الأجنبي في وطن والدتهم.

وتبدي الإعلامية تينا جرّوس استياءها من هذا الحرمان الذي ينعكس دوماً على زوجها وولديها، "فقد حُرم ابني من المشاركة في المنتخب اللبناني لكرة القدم كونه لا يحمل الهوية اللبنانية". وببضع كلمات اختزلت المناضلة سهى بشارة لوعتها، قائلةً: "أولادي عندن (عندهم) الانتماء للبنان، ببساطة ريحة (رائحة) المجدرة هنّي (هم) بيعرفوها"، في إشارة إلى إحدى المأكولات اللبنانية القديمة، مؤكدةً أنّ "موضوع الجنسية ليس مسألة ورقة وجواز سفر، إنّما قضية مساواة".

حرمان ينعكس على الأسرة (حسين بيضون)

وفي حديثها لـ"العربي الجديد"، أكّدت جرّوس أنّ "أولادها لبنانيّون أكثر حتى من العديد من اللبنانيّين، فلقد وُلدوا وعاشوا وتعلّموا في هذا الوطن، وكانوا من أوائل اللبنانيّين الذين حملوا العلم اللبناني ونزلوا إلى الساحات في انتفاضة لبنان".

بدورها، قالت الوالدة والجدّة نادرة نحاس، المتزوجة من أجنبي: "كفانا معاناة للحصول على إقامة المجاملة وتأشيرة الدخول والخروج لأبنائنا، كفانا وعوداً كاذبة. نضحّي لتربية أبنائنا ومن ثم نخسر وجودهم بجانبنا نتيجة هذا الإجحاف".

طالبن برفع هذا الحيف عنهن (حسين بيضون)

وكان ممثل نقيب الصحافة عوني الكعكي قد قال: "المرأة هي المرجع والقدوة لأولادها، ومن حقها أن تعطيهم جنسيتها. كفى مماطلة رحمة بأطفال اليوم شباب المستقبل". وأوضحت مديرة حملة "جنسيتي حق لي ولأسرتي" كريمة شبّو أن اختيار السيدات الست جاء "انطلاقاً من أنهنّ وجوه معروفة ومتزوجات من جنسيات مختلفة، أميركية وأوروبية وعربية، ومعاناتهنّ واحدة على اختلاف طوائفهنّ وطبقاتهنّ الاقتصادية والاجتماعية، فأنا لبنانية ونقطة عالسطر". وناشدت المحامية إقبال دوغان جميع النساء "الضغط باتجاه إقرار حق الجنسية".

دلالات

المساهمون