"أنا لاجئ".. أسبوع أفلام يوثق للنكبة في غزة

"أنا لاجئ".. أسبوع أفلام يوثق للنكبة في غزة

18 مايو 2015
تصوير عبد الحكيم أبو رياش
+ الخط -



"عندما وصلنا إلى حدود المدينة في طريق هجرتنا من فلسطين بسبب الجرائم الإسرائيلية، التي ارتكبت بحقنا، شعرنا بالمصيبة، وهي أننا لن نتمكن من الرجوع إلى أرضنا مُجدَّداً"، عبارة قالها أحد اللاجئين الفلسطينيين المُهَجَّرين من فلسطين المحتلة، في فيلم يروي حكايات اللجوء.

المقطع السابق جزء من فيلم قصير يوضح الظلم الإسرائيلي الذي وقع على الشعب الفلسطيني، والذي ساهم بتهجيره من بلاده الأصلية في عام 1948، بعد أن اقترف المجازر والجرائم التي أدت إلى نزوح اللاجئين، هرباً من الموت، وأملاً بالرجوع بعد هدوء العاصفة.

أجواء التهجير والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني تمت ترجمتها في سلسلة أفلام، لعرضها داخل قطاع غزة في أسبوع أفلام أطلق عليه، "أنا لاجئ"، تروي قصصاً وحكايات عن الهجرة، وتتحدث عن اللجوء بشكل عام، وعن لجوء الشعب الفلسطيني بشكل خاص.

فيلم الافتتاح "لا تستطيع العودة إلى هناك،" للمخرجة كارول منصور، سلط الضوء على قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين أجبروا على اللجوء إلى سورية في النكبة عام 1948، وبعد اشتداد الأزمة السورية، أثرت الحرب عليهم مثل المواطنين السوريين أيضاً.

وبيّن الفيلم أن حكاية اللاجئين الفلسطينيين أصعب، وذلك لاضطرارهم للهرب من سورية نحو لبنان، خاصة وأنهم يشكلون فئة معينة من اللاجئين، الذين قاموا بالهجرة للمرة الثانية دون أن يجدوا الترحيب، لعدم امتلاكهم وثائق سفر مناسبة، واصفاً إياهم بأنهم "فقدوا للمرة الثانية كل شيء، حتى المأوى والوطن".




مخرجو الأفلام المشاركة في أسبوع أفلام "أنا لاجئ"، الذي ينظمه الملتقى السينمائي الفلسطيني، "بال سينما"، بالتعاون مع مسرح القصبة في رام الله وجمعية الشبان المسيحية في غزة، خرجوا من نمطية الحديث عن اللجوء الفلسطيني بالشكل المعتاد، وذهبوا لربطه بالأحداث الجارية في الوطن العربي، وتحديداً ما يجري من تهجير ثانٍ للفلسطينيين اللاجئين لمخيمات سورية ولبنان، إضافة إلى لجوء السوريين ونزوحهم عن الخطر.

فيلم "ماء الفضة" للمخرج أسامة محمد والمخرجة وئام بدرخان، أنتج في سورية ليحكي قصة حصار مدينة حمص السورية، وتوثيق لحظات التهجير، في حين وثق المخرج الفلسطيني "أبو غابي"، من خلال فيلم "أنا أزرق"، تجربته في اللجوء الثاني من مخيم اليرموك نحو بيروت، وحلمه بالعودة إلى المخيم، وإلى فلسطين.

أما فيلم "ميرمية" للمخرج الفلسطيني، هاني موعد، فتحدث عن النكبات المتلاحقة، التي عايشها الشعب الفلسطيني في مختلف مراحله، وخاصة تهجير الفلسطينيين من سورية، التي كانت بمثابة الأكسجين بالنسبة للاجئين، فيما عَرَض فيلم "بيت السلحفاة" للمخرج الفلسطيني، جورج ابراهيم، حلم فتاة بالعودة الى مدينة حيفا "بلدتها الأصلية".

كذلك تحدث فيلم "مدينة الملاهي" عن طفل سوري لاجئ إلى شارع الحمرا في لبنان، ويبيع الورد ليتمكن من توفير لقمة العيش لأسرته اللاجئة، بينما عرض فيلم "حصار"، الذي استشهد اثنان من مخرجيه خلال إنتاجه، أجواء المخيم، والخطر المحدق باللاجئين هناك.

وأكد رئيس مجلس إدارة الملتقى السينمائي الفلسطيني، فايق جرادة، على أهمية الصورة والمخزون المرئي في إظهار الحق الفلسطيني، والظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني منذ بداية الاحتلال الاسرائيلي عام 1948، والنكبات التي حلت بالفلسطينيين فيما بعد.

وأشار جرادة، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أنّ الملتقى أراد من خلال أسبوع الأفلام الخروج من الشكل النمطي للحديث عن اللجوء واللاجئين في الذكرى الـ67 للنكبة واحتلال فلسطين، وقال: "هناك لجوء آخر يعيشه الفلسطينيون في مخيمات اللجوء، يجب التركيز عليه، وربطه بالأحداث الجارية في العالم العربي".

وشدد جرادة على أهمية دور السينما في تعزيز المخزون البصري، الذي وثق كل المنعطفات والمراحل والتداعيات التي مر بها الشعب الفلسطيني، وأضاف: "الصورة مهمة، ويجب التركيز عليها، خاصة في ظل زيف الرواية الإسرائيلية التي تحاول تضليل العالم".

وأوضح أن المواطن الفلسطيني متعطش للسينما، التي تعكس الواقع وتتناول مختلف التفاصيل. وعن الاهتمام الرسمي بالسينما الفلسطينية وتطويرها، قال جرادة: "كان على القيادة الفلسطينية منذ البداية إبداء المزيد من الاهتمام بالسينما، لأهميتها في إيصال الصورة للعالم بشكل قوي".

المساهمون