"أميركا وإيران": التاريخ وتقلباته من 1720 حتى عصرنا

"أميركا وإيران": التاريخ وتقلباته من 1720 حتى عصرنا

24 اغسطس 2020
شوارع طهران أثناء انقلاب 1953
+ الخط -

لطالما بدت الولايات المتحدة الأميركية وإيران أقرب إلى الحرب منهما إلى السلام، لكن هذا ليس المكان الذي بدأت فيه قصتهما. فعندما كانت أميركا في مهدها، تحوّل توماس جيفرسون وجون كوينسي آدامز إلى تاريخ الإمبراطورية الفارسية بينما كانا يبحثان عن إرشادات حول كيفية إدارة بلدهما الجديد. وفي القرن التالي، بشرت الصحف الإيرانية بأميركا على أنها نموذج يمكن لحكومتهم أن تحاكيه يومًا ما. كيف إذن أصبح البلدان الخصمين كما هو عليهما اليوم؟

هذا التاريخ الطويل هو موضوع كتاب "أميركا وإيران: من 1720 حتى الوقت الحاضر"، الذي صدر حديثاً للصحافي الإيراني جون جازفينيان عن دار "بنغوين راندوم هاوس". الكتاب يتضمن تقارير تكشف التاريخ بين البلدين، ومتى وأين وكيف ساءت العلاقات ولماذا لم يكن الأمر على هذا النحو. 

الصورة
غلاف الكتاب

 

يتتبع جازفينيان القصة المعقدة بين أميركا وإيران على مدى ثلاثة قرون. بالاعتماد على سنوات من الأبحاث التي أجريت في كلا البلدين - بما في ذلك الوصول إلى أرشيفات الحكومة الإيرانية التي نادرًا ما تكون متاحة للباحثين- يقودنا خلال الفصول الأربعة للعلاقات الأمريكية الإيرانية: من ربيع الانبهار المتبادل، حيث سئمت إيران من بريطانيا المزدوجة وتدخلات روسيا في شؤونها، وسعت إلى إقامة علاقة مع الولايات المتحدة، بالوصول إلى فصل الشتاء الطويل والمظلم الذي لم تأت نهايته بعد.

يستعرض الكاتب، محرر كتاب "العالمان الأميركي والإسلامي قبل عام 1900"، العلاقات الأميركية-الإيرانية بالعودة إلى دعم الأميركيين الاستعماريين لبلاد فارس في صراعاتهم مع الأتراك ورغبة طهران الدائمة في توثيق العلاقات مع الولايات المتحدة كقوة موازنة للهيمنة البريطانية والروسية في العراق. 

يعود المؤلف إلى دعم الأميركيين لإيران في صراعاتها مع الأتراك

يقول الكاتب إن تدهور العلاقات بدأ مع انقلاب عام 1953 ضد رئيس الوزراء الليبرالي القومي محمد مصدق ، ويلفت إلى أنه وبعد الإطاحة بالشاه عام 1979، أدى الغضب الإيراني والجهل الأميركي إلى اندلاع أزمة رهائن السفارة الأمريكية. 

يلقي المؤلف باللوم على العداء الحالي في الغالب على أميركا لأن جهود إيران التصالحية، من مبادرات الأسلحة مقابل الرهائن إلى الاتفاق النووي الإيراني، قوبلت برفض وخيانة وعقوبات، ويلفت الكاتب إلى دور إسرائيل الرئيسي في تخريب العلاقات، ويسرد التاريخ المعقد بطريقة متسلسلة. 

 

المساهمون