تظاهرات لبنان: مطالبات بحكومة في "أحد التكليف" ودعوات إلى إضراب عام الاثنين
شهد العديد من مناطق لبنان، اليوم الأحد، تظاهرات في "أحد التكليف"؛ للمطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط، بالتزامن مع دعوات إلى إضراب عام الاثنين.

وطالب المحتجون في اليوم التاسع والثلاثين لاحتجاجاتهم بتشكيل حكومة تكنوقراط، بديلاً لحكومة سعد الحريري، التي أجبروها على الاستقالة، في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتحولت إلى حكومة تصريف أعمال.

وشهدت الواجهة البحرية في مدينة صيدا (جنوب)، اليوم، تجمعاً لمحتجين حضروا للمشاركة في نشاط "خبز وملح" الهادف إلى كسر كل الحواجز المناطقية والطائفية.



ويطالب المحتجون بإنهاء كل مظاهر الطائفية، خاصة في نظام الحكم، حيث توجد في لبنان 3 رئاسات، هي: رئاسة الجمهورية ويتولاها مسيحي ماروني، ورئاسة الحكومة ويتولاها مسلم سُني، ورئاسة مجلس النواب (برلمان) ويتولاها مسلم شيعي.

وحمل المشاركون الأعلام اللبنانية، مطالبين رئيس الجمهورية ميشال عون بتكليف شخصية بتأليف حكومة تكنوقراط قادرة على إنقاذ البلد من الأزمتين السياسية والاقتصادية؛ إذ يعاني لبنان من أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.

ويرهن الحريري قيادته للحكومة المقبلة بأن تكون حكومة تكنوقراط حتى لا يرفضها المحتجون، لكن يوجد طرح آخر لتشكيل حكومة هجين من سياسيين واختصايين، وهو ما يدعمه كل من الرئيس عون، و"التيار الوطني الحر"، وجماعة "حزب الله" وحركة "أمل".

وفي صور (جنوب)، نظّم شباب في ساحة المدينة فطوراً، تحت شعار "خبز وملح".

وأحضر المشاركون الطعام من منازلهم وافترشوا الساحة، مطلقين هتافات تدعو إلى تشكيل حكومة إنقاذ.

وجالت مسيرات شعبية بلدة كفررمان الجنوبية، رافعة لافتات دوّن عليها: "نريد خفض سن الاقتراع"، و"نريد ضمان الشيخوخة"، و"ضد واشنطن وأزلامها"، و"بيروت النبطية معك للموت"، و"يسقط حكم المصرف"، وذلك بمواكبة قوات أمنية.

وردّد المشاركون هتافات، منها: "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"ثورة ثورة"، وانضم إليهم الفنان مارسيل خليفة.

وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي، اليوم الأحد، دعوات مكثفة للمشاركة في إضراب عام، الاثنين.

إلى ذلك، أطلقت السلطات، فجر الأحد، سراح خمسة قاصرين أوقفتهم عناصر من القوى الأمنية في قرية حمانا بمحافظة جبل لبنان، بعيد منتصف الليل؛ لإزالتهم لافتة من أمام مكتب "التيار الوطني الحر"، الذي يترأسه وزير الخارجية، جبران باسيل، صهر الرئيس عون.

ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول تظاهرات غير مسبوقة بدأت على خلفية مطالب معيشية. ويبدو الحراك عابراً للطوائف والمناطق، ويتمسك المحتجون بمطلب رحيل الطبقة السياسية بلا استثناء، لاتهامها بالفساد وبنهب الأموال العامة.


(الأناضول, العربي الجديد)