Skip to main content
"آيلتس" عربي؟
محمد علاوة حاجي
عذرا عقيقي بخشايشي/ إيران

في اللقاء الذي تنشره "العربي الجديد"، اليوم، مع باولا سانتيان غْريم، تُثير المستعربة الإسبانية مسألةً بالغة الأهمية، تتعلّق بأنظمة تعليم اللغة العربية بشكلٍ عام، ولغير الناطقين بها على وجه التحديد. ففي معرض اقتراحها أفكاراً (اعتبرَتها أمنياتٍ) لجعل "العربية تنال المكانة التي تستحقّ داخل وخارج البلدان العربية"، اقترحَت سانتيان غْريم تصميم امتحانٍ رسمي دولي لإثبات الكفاءة في هذه اللغة.

يُعيدنا هذا المقترح إلى حقيقة غياب امتحانٍ معياريّ يُحدّد من خلاله مستوى التمكُّن من العربية، على خلاف ما هو معمولٌ به في لغاتٍ أُخرى مثل الإنكليزية التي يُختَبر مستوى التمكّن منها بامتحانَي "التوفل" المعتمَد في الولايات المتّحدة، و"الآيلتس" البريطاني المعتمَد في أكثر من 130 بلداً.

لا بُدّ، هنا، من التساؤل عن أسباب غياب هكذا امتحانٍ عن لغةٍ هي من بين أكثر خمس لغاتٍ استعمالاً في العالم، رغم تزايد الإقبال على تعلُّمها من غير الناطقين بها.. ورغم أن البلدان العربية لا تشكو من قلّة المجامع اللغوية.

الكاتب والصحافي الفلسطيني عارف حجّاوي، الذي كانت له إسهاماته في مجال تحسين استخدام اللغة العربية (الصحافية تحديداً) خصوصاً في كتابَيه "قواعد اللغة العربية" (2001) واللغة العالية" (2014) ودعا غير ما مرّة إلى استحداث امتحانٍ مماثل خاصّ بالعربية، يُجيب عن هذا السؤال بسرد سبَبين رئيسيَّين: أوّلهما غياب جامعات عربية "محترَمة" بإمكانها إعداد هذه الامتحانات وفق قواعد علمية دقيقة وصارمة، كما فعلت "ستانفورد" الأميركية و"كامبريدج" البريطانية.

أمّا السبب الثاني (لعلّه الأكثر أهمية)، فهو انسحاب الخلافات السياسية العربية إلى الحقل اللغوي.

الجيّد في المسألة أن العربية لا تنفكّ تتغير وتتطوّر وتلبّي الاحتياجات المعاصرة من تلقاء نفسها، ودون تدخُّل من أحد، مكتفيةً في ذلك بما يسميه حجّاوي "الناموس اللغوي".

المؤكّد أن المستعربة الإسبانية لم تُخطأ حين وصفت مقترحها بالأمنية؛ ذلك أن تجسيده لن يكون غداً.

المزيد في ثقافة