أحمد دومة

في المعتقل منعني عن الانتحار سعي السلطة لأنتحر، بالتعذيب والانفرادي والأدوية وغيره، كان الشعور بأنّ موتي قد يحقّق مراد السلطة أو جانباً منه دافعاً لتجنّبه.

إذا كانت الحرب وسيلة لإقناع الخصم بالهزيمة، فقد يتحقّق هذا الهدف بتمكّن الفكرة منّا وتغلغلها في دواخلنا، وهذا ما علينا مقاومته بمنع تأثير العدو علينا فكرياً.

في المعتقل كانت قصيدة "لا تُصالح"، للشاعر الراحل أمل دنقل، غنوةً شبه يوميّة، في جلسات السمر في الزنازين، وصيّةً محكيّة للذات، وللرفاق.

أثار الإعلان عن تأسيسِ "اتحاد القبائل العربيّة" الكثير من الجدل والسجال مؤخراً في مصر، بين مؤيّدٍ ومعارض. هنا وجهة نظر حول هذا الاتحاد ومخاطره.

لا خيار لنا إلا القيام بدورنا والاتساق مع ما نعتقد في صحّته بعيداً عن حسابات المكسب والخسارة، الأمان والخطر، وبعيداً عن حساب المصلحة في نظر الآخرين.

المسيرة مستمرّة، بنا أو بغيرنا، وستصل في النهاية إلى محطّاتها تغييرًا هنا أو تحريرًا هناك، ونحن نُسدي صنيعًا لأنفسنا حين نلحق بها، وإن لم نفعل فلا خاسر إلا نحن.

أفهم أن يُضطرّ أحدٌ لتقديم "تنازل" للسلطة، لكن ترسيخ ذلك "التنازل" "قاعدةً" ليس خطرًا على المساحة، أو الحدود، أو المكانة فحسب؛ إنّما على الوجود أيضاً.

الرد الإيراني على استهداف إسرائيل لقنصليتها في دمشق، مهمّ ومؤسّس للقادم، لا بحسابات العسكرة، بل لأنّه يقول بإمكان الفعل لو امتلك أحدٌ الإرادة للفعل.

يخسر الكلّ وتكسب السلطة إلهاءها للكلّ بالكلّ، وتبادلهم للاتهامات، وانشغالهم بحالهم عنها، استنزافًا للطاقة في وقت هم أحوج فيه لتركيز طاقتهم على صاحب الجريمة.

الشعوب لبعضها، والنضالُ واحدٌ، وكما يتكاتفُ المستبدّون لقمعنا وقهرنا ونهب بلادنا وحقوقنا، لا حلّ أمامنا إلا التكاتف لانتزاع الحقوق وتحرير البلاد.