تم تعيين نواف سلام رئيساً لمحكمة العدل الدولية، الأمر الذي اعتبره البعض خسارة للبنان، فيما اعتبره البعض ربحا للرجل الذي نجا من بلد لا ينتج إلا الأعطال.
الكماشة التي يحملها الاحتلال الإسرائيلي، ومن خلفه، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، أدّت إلى حشر الإيراني في منطقة تجعل أي خطوة يمكن أن يقوم بها، بمثابة مقتل له.
العدو لا يقتل الإنسان الفلسطيني فحسب، بل يقتل الإنسانية جمعاء أيضاً، فأي وصف يكون على خلاف ذلك، بعد أن نمعن النظر في الجرائم التي يرتكبها العدو يومياً.
هدف وحشية إسرائيل مزدوج، فهي من جهة آلية لقتل الشعب الفلسطيني ومصادرة أرضه، ومن أخرى آلية وظيفية للشرذمة، ونهب المقدّرات والثروات، وتخويف بقية شعوب المنطقة.
يكشف الموقف الرافض أغلبية القرار الرسمي العربي اليوم، والرافض الربيع العربي البارحة، عن عُقمه جرّاء استبعاد أية جذرية في المقاربة مع كل يوم إضافي بعد عملية طوفان الأقصى. إذ لا بد من الحسم بأن هذا الرفض المزدوج ينبني في هشاشته على لغو لا معنى له.
تزامناً مع يوم الفلسفة العالمي، وبعد أن وصلت الصراعات في عالم اليوم إلى نقطة حرجة لا بدّ للفلسفة من أن تحايث وتوجّه وتبحث جدوى وشروط تعيّن مجالات الصراع، وتسائل كيفيته وأسسه، وتسائل الأخلاقيات المرتبطة فيه وبه.
من يهيمن على الإعلام، ومن تكون سرديته المتوافق عليها، هو بالتحديد من يسود، ولأن العالم يتأثر بالروايات، والرأي العام العالمي يتحرّك من ضمن ما يتلقاه منها في معظم الأحيان، يعمل الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الكوادر الإعلامية كما نرى اليوم في غزة.
لقد عملت المقاومة الفلسطينية على قلب ملامح الحيرة لتزيّن وجه كل من يشتغل بالسياسة، ولتجبره على البحث عن إجابات على الأسئلة المحورية التي يتعلق مصير المنطقة بالردود عليها. لكن الإرباك والتداعي الحاصل عاد بنا إلى نقطة تستوجب، إن أردنا تغيير التاريخ.