نهائيات أوروبية من دون الإنكليز

نهائيات أوروبية من دون الإنكليز

11 مايو 2024
فرحة دورتموند على ملعب سيغنال إيدونا بارك يوم الـ7 من هذا الشهر (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- غياب الأندية الإنجليزية عن نهائيات دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في سبع مواسم، مع تأهل ريال مدريد وعودة قوية للكرة الألمانية مع بوروسيا دورتموند وباير ليفركوزن.
- ريال مدريد يؤكد سيطرته الأوروبية بتأهله المثير للنهائي، بينما تظهر الكرة الألمانية تنافسية عالية بتأهل فريقين للنهائيات.
- إيطاليا تواصل تألقها في دوري المؤتمرات الأوروبي بتأهل فيورنتينا للنهائي للمرة الثانية على التوالي، مما يعكس التنوع والتنافسية في المنافسات الأوروبية هذا الموسم.

يغيب الإنكليز عن نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في آخر سبعةِ مواسم، رغم قوة دوري البريمييرليغ، الذي يُعتبر الأفضل من دون منازعٍ في أوروبا، في وقتٍ يؤكد ريال مدريد الإسباني أنه السيّد في المنافسة الأوروبية الأعرق، وتعود الكرة الألمانية بفريقين في النهائيات الأوروبية للأندية بفضل بوروسيا دورتموند وباير ليفركوزن، رغم تراجع مستوى البوندسليغا والمنتخب الألماني مؤخراً، بينما سجلت إيطاليا حضورها الثالث على التوالي في بطولة دوري المؤتمرات الأوروبي منذ نشأتها قبل ثلاث سنواتٍ، والثاني على التوالي لنادي فيورنتينا، وهي معطياتٌ لا تعكس تماماً خريطة كرة القدم الأوروبية، ولا تحترم المنطق والواقع وموازين القوة الحالية، التي تعود فيها الغَلبة للأندية الإنكليزية.

واعتبر بعض المحللين أن تعثّرَ حامل اللقب مانشستر سيتي في الدور ربع النهائي هو تحصيل حاصلٍ، يعود إلى الإرهاق الذي أصاب لاعبيه بسبب قوة مباريات الدوري المحلي، وكثرة المنافسات والمباريات في إنكلترا، والبرمجة المكثَّفة، التي انتقدها عدة مدربين على غرار بيب غوارديولا ويورغن كلوب، كما أن مواجهة الاختصاصي ريال مدريد قطعت الطريق على الفريق الإنكليزي. من جهة أخرى، كان خروج ليفربول مفاجئاً أمام أتلانتا الإيطالي في ربع نهائي الدوري الأوروبي، خصوصاً بعد خسارته التاريخية على أرضه في لقاء الذهاب، أمَّا ويستهام يونايتد فكان خروجه منطقياً أمام باير ليفركوزن، أحد أفضل الفرق الأوروبية هذا الموسم، من دون أن ننسى إخفاق أستون فيلا أمام نادي أولمبياكوس في الدور نصف النهائي لدوري المؤتمرات الأوروبي.

وتأهل ريال مدريد إلى النهائي للمرة الثانية في آخر ثلاثة مواسم في دوري الأبطال، والسادسة في آخر عشر سنواتٍ، والمرة الـ18 في تاريخ النادي، وكان ذلك بشكلٍ دراماتيكيٍ مرةً أخرى، بعد أن أطاح مانشستر سيتي في نصف النهائي، ثم قلب الطاولة على بايرن ميونخ في الدور نصف النهائي قبل ثلاث دقائق من نهاية المباراة، بفضل شخصية الفريق وروح لاعبيه القتالية وخبرة مدربه كارلو أنشيلوتي، الذي بلغ نهائي دوري الأبطال للمرة السادسة في مشواره مع ناديَي ميلان وريال مدريد، في حين صنع بوروسيا دورتموند المفاجأة ببلوغه نهائي دوري الأبطال للمرة الثالثة في تاريخه بعد عامَي 1997 و2013، وكانت كلُها بفضل مدربين ألمان.

وحضرت ثلاثةُ أنديةٍ ألمانيةٍ في الدور نصف النهائي للمنافسات الأوروبية، رغم تراجع مستوى الدوري الألماني ومنتخب "المانشافت" منذ سنواتٍ، إذ تأهل فريقان إلى نهائي دوري الأبطال والدوري الأوروبي للمرة السادسة في تاريخهما، ولأول مرةٍ منذ موسم 2001–2002 بالفريقين نفسيهما، بوروسيا دورتموند وباير ليفركوزن الذي أمسى، بالمناسبة، أول فريقٍ أوروبي يحقق 49 مباراةً من دون خسارةٍ في جميع المسابقات، ويبهر العالم بمستواه ومردوده ونتائجه، وصار قريباً من التتويج بالثلاثية في حال تتويجه بلقبَي كأس ألمانيا والدوري الأوروبي، بعد ضمانه لقب البوندسليغا.

وكان لافتاً غياب الإنكليز عن النهائيات الأوروبية للأندية هذا الموسم، ووصول فريقين ألمانيين يُعدُّ مفاجأةً، لكن وصول ريال مدريد إلى نهائي دوري الأبطال أصبح مألوفاً وعادياً، حتى عندما يأتي بشكلٍ دراماتيكيٍ أمام مانشستر سيتي وبايرن ميونخ، وعليه، لا يمكن اعتبار نهائيات هذا الموسم معياراً لقياس المستوى، والبناء عليه في تقييم الأندية والدوريات، لأن بإمكان دورتموند و ليفركوزن وأولمبياكوس التتويج هذا الموسم في سيناريو غير متوقعٍ تماماً.

المساهمون