مخاطر صحية سرطانية داخل السيارات هكذا تتفاداها

مخاطر صحية سرطانية داخل السيارات هكذا تتفاداها

12 مايو 2024
رجال الإطفاء يخمدون سيارة محترقة في ليون، فرنسا، 1 مايو/ أيار 2023 (إلسا بييك/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- دراسة جديدة تكشف عن وجود مواد مسرطنة مثل "مثبطات اللهب" داخل كابينة السيارات، مما يشكل خطراً صحياً على الركاب بسبب استخدامها في العديد من مكونات السيارة لمنع الاحتراق.
- تزداد مستويات هذه المواد الكيميائية في الهواء داخل السيارات خلال الصيف، مما يرفع من مخاطر التعرض لها. الباحثون يوصون بتهوية السيارات جيداً وتجنب استخدام ميزة إعادة تدوير الهواء لتقليل هذه المخاطر.
- يدعو الخبراء إلى ضرورة إجراء المزيد من البحوث لتطوير مواد بديلة أكثر أماناً لاستخدامها في السيارات وتحديث اللوائح المتعلقة بمتطلبات المواد في المركبات لحماية الصحة العامة.

مخاطر قيادة السيارات وركوبها لا تقتصر فقط على الحوادث المحتملة مع مركبات أُخرى على الطرق، بل من الممكن أن تأتي من مصادر قد لا تخطر على بال أحد، ومن ذلك وجود مواد مسرطنة داخل سياراتكم من دون علمكم. فقد وجدت دراسة جديدة نشرتها "مجلة العلوم البيئية والتكنولوجيا" أن الهواء داخل كابينة بعض موديلات 2015 وبعض السيارات الأحدث ملوّث بما يُسمّى "مثبطات اللهب" flame retardants التي تستخدمها معظم السيارات في الولايات المتحدة داخل رغاوي المقاعد وأغطيتها وغيرها من أجزاء الكابينات عملاً بالمعيار الفيدرالي لسلامة المركبات الآلية الذي يحمل الرمز "FMVSS 302".

وهذه المثبطات هي عبارة عن مواد كيميائية مركّبة ضمن مواد محددة هدفها منع الاحتراق أو إبطاء انتشار الحريق، ولطالما تناولتها الأبحاث العلمية بسبب وفرتها في البيئة والمخاوف المرتبطة بآثارها الصحية المحتملة. وقد ربطت الدراسات السابقة تعرّض الإنسان لبعضها مع مشكلات صحية مثل الأمراض العصبية واضطراب الهرمونات فضلاً عن الوفاة بسبب بالسرطان.

وفي السياق، اكتشف باحثون من "جامعة ديوك" و"معهد سياسة العلوم الخضراء" أيضاً أن مستويات مثبطات اللهب في الهواء كانت صيفاً أعلى مرتين إلى خمس مرات في كابينات السيارات مقارنة بوضعها في فصل الشتاء، بحسب الموقع الأميركي المتخصص "ميديكال نيوز توداي" MNT.

لكن كيف يمكن تقليل مخاطر التعرض للمواد الكيميائية هذه داخل السيارات؟ للمساعدة في حماية السائقين والركاب داخل السيارات، تقول البروفسورة المتخصصة في هذا المجال بجامعة ديوك، هيذر إم. ستايبلتون، إن تهوية سيارتك، خاصة خلال أشهر الصيف الحارة، أمر مهم للغاية، مضيفة: "وإن أمكن، أوقف سيارتك في الظل أو استخدم واقي الشمس لتقليل درجة حرارة السيارة الداخلية خلال النهار"، وأوصت ايضاً "الأشخاص بفتح نوافذ السيارة وتهوئتها قبل ركوبها. وإذا كان لديك مشغل أوتوماتيكي، فمن الأفضل تشغيل السيارة لبضع دقائق قبل القيادة وتشغيل مكيف الهواء لتبريد درجة الحرارة الداخلية".

وفي السياق نفسه، نقلت "ميديكال نيوز توداي" عن دوغلاس أ. ميلر، الطبيب المختص في علاج الأورام بالإشعاع، الذي قال إن "العديد من المركبات تسمح بالقدرة على إعادة تدوير الهواء داخلها أو الاستفادة من الهواء الخارجي عند التدفئة أو التبريد"، ونصح الراغبين في تقليل التعرّض المحتمل إلى الحد الأقصى بـ"تجنّب استخدام ميزة إعادة تدوير الهواء"، متابعاً أنه "نظراً إلى ملايين الأشخاص الذين يقودون سياراتهم أو يسافرون بواسطتها في جميع أنحاء البلاد يومياً، فقد نجد من الناحية الإحصائية، حالات قد يؤدي فيها التعرّض البيئي من المثبطات الكيميائية إلى إحداث ورم خبيث".

وللمضي قُدماً، قال الطبيب: "أود أن أرى بحثاً في تحديث اللوائح المتعلقة بمتطلبات المواد في المركبات وتطوير مواد بديلة لا تحتوي على مركبّات يحتمل أن تكون ضارة بالصحة".

المساهمون