الهوية في زمن الهجرة: أحوالٌ سوريّة

الهوية في زمن الهجرة: أحوالٌ سوريّة

18 مايو 2024
الدُّمية أمل التي تمثّل طفلة سوريّة مُهاجرة، عند الحدود بين المكسيك وأميركا، 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تناولت ندوة "منتدى تفاكُر للحوار والثقافة" في برلين، بعنوان "هوية السوريّين في ألمانيا وتركيا: التطوّرات والعوامل المؤثّرة"، العوامل المؤثرة على هوية اللاجئين السوريين وتأثير الهجرة القسرية على حياتهم منذ 2011.
- أشارت الباحثة آية الويس إلى تعقيدات الهوية وتأثيرات الاندماج، الانصهار، الانعزال، والتهميش في المجتمعات المضيفة، مؤكدة على دور التثاقف والتمازج الثقافي في تشكيل هوية اللاجئين.
- ناقش المتحدثون معضلة التعريفات الأحادية للهوية وأهمية التجارب الإيجابية في تعزيز الاندماج، مع التأكيد على أن الهوية تتطور وتتشكل عبر الزمن، خاصة في ظل الضغوطات النفسية وتعدد الهويات.

شكّلت تداعيات الحرب في سورية صدمةً كبيرة على المستوى النفسي لمَن عانى منها، كما جاءت تجربة اللجوء في مرحلة لاحقة لتضيف شعوراً من القلق والاغتراب عانى منها المهاجرون السوريّون، وقد انعكست هذه العوامل، بطبيعة الحال، على شرائح كبيرة منهم في ألمانيا وتركيا بحُكم أنّ هذين البلدين كان لهما الحصّة الأكبر من أعداد اللّاجئين.

الهوية.. عوامل مؤثّرة

ضمن هذا السياق، نظّم "منتدى تفاكُر للحوار والثقافة" في برلين ندوةً، يوم الاثنين الماضي، بعنوان "هوية السوريّين في ألمانيا وتركيا: التطوّرات والعوامل المؤثّرة" قدّمتها آية الويس، الباحثة السورية المُتخصّصة في علوم الاجتماع بـ"جامعة بريمن"، وتناولت فيها التطوّرات والعوامل المؤثّرة على وعي اللاجئين السوريّين في ألمانيا وتركيا بهويّتهم. بُثّت الندوة عبر منصّة "زووم"، ويسّرها الباحث البراء السعدي.

تراوح العلاقة بالمجتمعات المُضيفة بين الاندماج والانصهار والانعزال والتهميش

انطلقت الويس من تبيان أنّ "ما تعرّض له أكثر من خمسة ملايين سوريّ بدءاً من عام 2011، ليس أقلّ من هجرة قسرية وهذا تغيير جذري على المستوى الحياتي، حيث بلغ عدد السوريّين في تركيا عام 2022 ثلاثة ملايين ونصف، في حين بلغ عددهم في ألمانيا قرابة مليون". وتابعت: "بكُلّ الأحوال لعب المُجتمع المضيف دوراً في نظرة المهاجرين إلى واقعهم الجديد، سواء بالرفض أو القبول، ونوع العلاقات الاجتماعية التي تحكم حياتهم".

معضلة التعريفات الأُحادية

ولفتت الباحثة إلى أنّ "الهوية ليست طبقة واحدة، بل طبقات تأخذ بالنمو والتشكُّل عبر الزمن، وبعد الهجرة هناك تطوُّرات تطرَأ على الهوية كما تتبعُها تغيّرات أُخرى من ناحية التأقلم مع المجتمع من عدمه، وضغوطات نفسيّة كبيرة ترافق المهاجرين أثناء رحلة الهجرة، بالإضافة إلى شعورهم بحالة من 'تعدُّد الهويات' بين بلدهم الأم والبلد الذي هاجروا إليه، خاصّة مع حضور وسائل التواصل الرقمية بقوّة، ممّا جعل الحياة أكثر انفتاحاً بين طرفَي هذه المعادلة".

وأشارت الويس إلى عملية التثاقف أو التمازج الثقافي، وقرأتها في سياقها السوري، حيث تفرّعت عنها وضعيّات اجتماعية مختلفة، كالاندماج والانصهار والانعزال والتهميش، وهنا لا بدّ، برأيها، من الوقوف عند التجارب الإيجابية وأثرها في تعزيز الاندماج.

بدوره عقّبَ الباحث حسام الدين درويش، مُختتماً الندوة، بأنّ "مسألة الهوية لا تتعلّق بما نريده من ذواتنا فحسب، وإن كان هناك لحظات تفرض ظهور تعريفات معيّنة وأُحادية حول الهويّة وتزداد في أوقات القمع التي تتطلّب في المقابل تأكيداً أكبر من قبل المقموعين أو المهمّشين على ما هُم عليه بالضبط".

المساهمون