كيف يمكن للمثقف أن يكون صاحب ضمير حر، غير مرتهن لأي انتماء سوى إنسانيته، وأن يكون قادرًا على الفصل بين الأمور وتحديد موقعه وزاوية نظره؟ وبأي معيار يُحاكَم، ويُحاكم إنتاجُه الثقافي معه؟
آراء
سوسن جميل حسن
26 يونيو 2018
معن البياري
رئيس تحرير "العربي الجديد"، كاتب وصحفي من الأردن، مواليد 1965.
كانت المحامية، الألمانية الإسرائيلية، فيلتسيا لانغر، تصف إسرائيل بأنها "دولة الإجرام الفاشي".. وكانت استثنائيةً في عملها منذ 1967 من أجل المعتقلين الفلسطينيين في سجون المحتل، وكانت تعتبرهم أسرى حرب، إيمانا منها بالحق في مقاومة الاحتلال..
بقدر ما كانت فيلتسيا لانغر في حياتها المديدة علامةً فارقة في مسيرة الكفاح الفلسطيني، كونها إسرائيلية ويهودية لأبوين ناجيين من المذبحة النازية، بقدر ما مثّل رحيلها، علامة مميزة ومضيئة في آن، من خلال الاعتراف بعلو مكانتها في الضمير العام.
قد يكون من المفارقات أنّ الفلسطينيين الذين يفرقهم الانقسام، وحده الشعور بالحزن على رحيل المحامية والمناضلة الحقوقية اليهودية البارزة فيلتسيا لانغر؛ جمّعهم إذ امتدحوا دورها البارز بإسناد قضيتهم والدفاع عن حقوق أسراهم في سجون الاحتلال.