انتهت تهدئة الـ72 ساعة لتعود الطائرات الإسرائيلية، وتشنّ هجماتها الجوية على قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين بينهم طفل. ولم تصمت المقاومة على العدوان الإسرائيلي المتجدد، فردّت برشقات من الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية.
استغل عشرات الآلاف من المشرّدين في قطاع غزة الإعلان عن بدء الهدنة، الثلاثاء الماضي، للرجوع إلى منازلهم التي تركوها هرباً من القذائف الإسرائيليّة، ليجدوها وقد سُويت بالأرض.
قدرت وزارة الأشغال الفلسطينية قيمة إعادة إعمار المساكن التي تهدمت خلال العدوان الإسرائيلي علي غزة بأكثر من مليار دولار، وقال وكيل الوزارة ناجي سرحان لـ" العربي الجديد": إن الدمار الذي أصاب المباني السكنية فاق كل التوقعات.
كشف وقف إطلاق النار المؤقت في غزة، عن الدمار الهائل الذي سبّبه الاحتلال بعدوانه على القطاع، وذلك بعد استبسال المقاومة بالتصدي له برّياً، ما دفعه للانتقام بتدمير المباني السكنية واستهداف المدنيين.
أشار تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، "اليونيسيف"، إلى أن نسبة ضحايا العدوان الإسرائيلي من الأطفال بلغت ثلث عدد الضحايا المدنيّين بنسبة 31 في المئة، مبيّناً أن أكثر من عشرة أطفال يقتلون يومياً في غزة، من بينهم أطفال رضّع.
تعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي ضرب كل القطاعات الاقتصادية في غزة. المصانع الناشطة في القطاع كان لها نصيبها الكبير من العداون، فدمر القصف حوالي 50 مصنعاً، ما خلف خسائر بملايين الدولارات، ومئات العاطلين عن العمل... إنها نكبة القطاع الصناعي.
دخلت الهدنة المؤقتة في قطاع غزة حيز التنفيذ عند الساعة الثامنة صباحاً؛ فاستغل الأهالي الهدوء الحذر للملمة جراحهم، وانتشال شهدائهم، ومداواة جراحاتهم، نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي استمر قرابة الشهر، فيما يرتقب أن تعقد لقاءات في القاهرة للتفاوض حول
تتشابه قصص الآلاف من أهل غزة، الذين أخذوا أسرهم وتركوا منازلهم هرباً من شدة القصف، وطلباً للنجاة والحياة. إلا أن الغارات الإسرائيلية استهدفت السيارات التي تقلُّهم والمنازل التي أووا إليها، فلم تترك لهم شبراً آمناً يلجأون إليه.
دفعت الخسائر الكبيرة التي تكبّدها جيش الاحتلال، نتيجة العمليات القتالية التي نفّذها مقاتلو كتائب القسام عبر الأنفاق الحربية، أحد أبرز قادة سلاح الهندسة في الجيش الإسرائيلي، إيتان يتسحاك، إلى المطالبة بإعادة صياغة العقيدة القتالية للجيش الإسرائيلي.