حازم نهار

أكثر مسألة كانت غائبة لدى مجتمع الثورة السورية و"نخبها"، هي نقص المعرفة بسورية وبالنظام وبنيته وتوازناته وعلاقاته الإقليمية والدولية. تفكك المطالعة التالية بنية السياسة الخارجية للنظام السوري ودورها في حمايته، مبينا طبيعة ونوعية الأدوات المستخدمة.

لا يمكن أن تنتعش العروبة في سورية من دون الديمقراطية وحقوق الإنسان؛ فإعادة اكتشاف العروبة وضخ الدماء في عروقها غير ممكنيْن من دون أن تتحوّل سورية ذاتها إلى دولة وطنية ديمقراطية. ولا يمكن فهم تعبير "سورية أولًا" إلا في هذا السياق.

ثمة مشكلات أمام عقد "المؤتمر الوطني السوري" حاليا، منها: القفز عن المهمات الأولية الضرورية لنجاحه، والتقاعس عن إنجاز الأعمال الضرورية المتراكمة، واستمرار سيطرة العقل التجريبي. ما يعني أن عقد "مؤتمر وطني سوري"، لا يزيد على كونه "ضربة يائسٍ أو عاجز"

ترتكز السياسة الخارجية الإيرانية على دعامتين، الأيديولوجية الشيعية والمصالح القومية، وكل منهما تخدم الأخرى، فهل يساعدها هذا في المواجهة مع واشنطن؟ وكيف تستخدم إيران أدواتها في الإقليم؟ وهل تسقط الاحتجاجات نظام ولاية الفقيه؟

كان يمكن أن يكون الجدل اللاحق لوفاة الكاتب والمفكر السوري، محمد شحرور، أن يكون مصدر إغناء وإثراء. لكن على العكس، أصبح مصدر عداوة وتجييش. يناقش، هنا، حازم نهار، مصادر رؤية شحرور التجديدية للإسلام، وموقف الإسلاميين والعلمانيين من نتاجه، حياً، وميتاً.

يختلف حسين العودات عن أبناء جيله في أنه يتجاوز نفسه باستمرار، فيما هم تخثّروا عند مرحلةٍ معينةٍ، وأكلت عقولهم الأيديولوجيات. إنه يتقن الاعتذار، عندما يعتقد أنه أخطأ في أمرٍ أوتقديرٍما، وكثيراً مايسمعه المرء، يقول "كنت أهبل في لحظةٍ من اللحظات".

تولّد الأسماء المدعوة إلى مؤتمر الرياض للمعارضة السورية شيئاً من عدم الثقة بقدرتها على إنجاز شيء مختلف، خصوصاً أنها موجودة منذ خمس سنوات، ولم تنجز ما يُعتدّ به على صعيد توحيد رؤيتها، وتنسيق جهدها، والقيام بدور إيجابي تجاه الثورة السورية.

سورية تستحق، على الرغم من البيئة القاسية على الصعد كافة، والدم الضاغط على رؤوسنا وأرواحنا، أن يذهب جميعنا، المحسوبون، بشكل أو آخر، على ساحة الثقافة والسياسة، في طريق التفكّر في أنفسنا، وإعادة النظر في موروثاتنا الفكرية والسياسية والنفسية.