اليمن.. مستقبل بلا ملامح

اليمن.. مستقبل بلا ملامح

02 يوليو 2015
بقدر ما تكون التضحيات يكون التغيير (فرانس برس)
+ الخط -
تبدو ملامح المستقبل في اليمن غير واضحة إن لم تكن معدومة، في ظل دوامة العنف التي تكاد تعصف بالبلاد منذ أشهر. ما يعني أن جيلا كاملا من الشباب اليمني الطموح بات حائراً هو الآخر أمام هذه النتيجة التي لم يكن يتمناها أو يتوقعها عندما خرج إلى الساحات مطالباً بحريته وكرامته وبالعيش الرغيد.

عوامل كثيرة طرأت على مراحل "ثورات الربيع العربي"، ومنها ثورة التغيير في اليمن، بحيث أثرت مسببات داخلية وخارجية على إعادة إنتاج الأنظمة القديمة، تمثلت مهمتها في وأد هذه الثورات وقتل طموح الشباب.

في بعض مراحل هذه الثورات التغييرية التي جوبهت بثورات مضادة، ازداد الأمر تعقيداً، وتم استدعاء نماذج لإشكالات لها صلة بعمل استخباراتي دولي وإقليمي، من أجل الإجهاز على روح التغيير وتحويل مساره من المسار الإيجابي إلى السلبي، وبالتالي يكون الموت والدمار والقتل هو النتيجة التي توصلت إليها بلدان بعض هذه الثورات، ويكون شباب هذه الثورات في نظر إعلام الثورات المضادة، هو أحد المساهمين في إنتاج هذه الكوارث.


"جيل العربي الجديد" حاول استشراف المستقبل اليمني من خلال آراء بعض الشباب، الذين يعانون ويلات الحرب المتصاعدة منذ أشهر في مناطق مختلفة من بلدهم. حيث تباينت وجهات نظر الشباب اليمني حول مستقبلهم ومستقبل بلادهم في ظل دوامة العنف التي تعصف بالبلاد، وكان التشاؤم من القادم هو المسيطر على الغالبية، بينما تفاءل البعض بناء على أن ما يقدمه اليمن واليمنيون اليوم من تضحيات سيؤتي ثماره عاجلاً أم آجلاً، لأنه "بقدر ما تكون التضحيات يكون التغيير" على حد قولهم.

يقول الناشط أحمد المقطري لـ"جيل": من الصعب الحديث الآن بتفاؤل عن مستقبل البلد والدماء صارت تحاصرنا والدمار من حولنا. وكل ما يهم الشباب اليمني الآن هو وقف دوامة العنف، إذ لا يمكن أن ترى أي مستقبل واضح للبلد وسط هذا الموت اليومي الذي يكاد يأتي على كل شيء.

لكن آخرين اعتقدوا أن المستقبل سيكون أفضل، لكنه سيحتاج بعض الوقت والتكلفة. 
الناشط الإعلامي عيبان ياسين يعي حقيقة المأساة في الواقع اليمني، ويدرك أنه وجيلا كاملا جزء من ضحايا هذه المأساة اليومية في البلاد، "فالذي لم يمت بطلقة نارية أو قصف عشوائي، أو لم يصب بأي أذى، أو لم تتوقف أنشطته وأعماله وطموحاته وحياته، فقد أصيب بخيبة لن ينجو منها ببساطة" على حد قوله. موضحاً أن الأمر بحاجة للمزيد من الصبر على كل الذي يحدث، وسيكون الأمر حتماً أفضل مما كان.

من جانبه، يقول الناشط عامر السعيدي لـ"جيل": لقد كان أملنا في مستقبل يليق بأحلامنا كبيرا بحجم الوطن، أما بعد سقوط الدولة، وتحول الجيش إلى مليشيات، وسيطرة الحوثيين على المؤسسات، وقتل وتشريد المواطن اليمني، فإن الأمل في مستقبل يبدو مبالغة كبيرة، إذ لا ملامح للغد، ولا عنوان واضحا غير الحرب والدمار التي أجبرتنا عليها مليشيا صالح والحوثي. ويتابع السعيدي القول: كأي مواطن يمني أتمنى أن يكون غدنا أجمل، رغم كل الإحباط الذي يملأ نفوسنا ويحيط بنا من كل الجهات.

ويعتقد مراقبون محليون وأجانب كثر أن من المنطق الآن الحديث بواقعية وموضوعية عن المستقبل، في ظل ما يعانيه اليمن من ويلات متعددة، مثلها مثل كل البلدان العربية التي انحرفت فيها مسارات التغيير الإيجابي نحو السلبية التي لم يكن يتوقعها أحد، و"بات من غير المقبول ولا المعقول أن يكون أحد أبناء هذا الجيل حالما أكثر من اللازم ويتحدث بأوهام ليس لها صلة بالمستقبل"، وفقاً لشباب استطلع "جيل" آراءهم، واكتشف أنهم فقدوا جانبا مضيئا من حياتهم التي كانت بسيطة وملائمة كأي حياة في العالم النامي.

إلى ذلك، توقع المبعوث الدولي لليمن، أحمد ولد الشيخ، في وقت سابق، أن يكون هناك انفراج للأزمة اليمنية مع أواخر شهر رمضان الحالي. لكن هذه التصريحات التي تزامنت مع إعلان فشل المفاوضات اليمنية - اليمنية التي احتضنتها العاصمة السويسرية جنيف، قوبلت بردود فعل ساخرة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الشبابية والمجتمعية، وتمحور جل هذه الردود حول تواصل المأساة اليمنية والتي لا يبدو أنها ستنفرج قريباً، في إشارة إلى أزمات سابقة ومشابهة طال أمد حلها كالأزمة السورية مثلاً، واحتجاجات، إلى نسخ متعددة من المفاوضات الدولية التي لم تخرج معها الأطراف بأي حل سوى المزيد من الدماء والدمار والموت والجوع والتشريد.

(اليمن)

دلالات

المساهمون