ما المشترك بين ابنك وبيل غيتس؟

ما المشترك بين ابنك وبيل غيتس؟

21 أكتوبر 2015
اكتشاف شغف الأبناء هي الخطوة الأولى نحو العبقرية (Getty)
+ الخط -
ما هي العوامل والصفات المشتركة بين ستيف جوبز، بيل غيتس، إلون ماسك، سلمان خان، مارك زوكربيرغ، والحاصلين على نوبل؟ هذا السؤال ظل يراودني لفترة. بالتأكيد هناك صفات يشترك بها جميع القادة والمؤثرين حول العالم، كما أن هناك عوامل ساعدت على تكوين وظهور هؤلاء المؤثرين.
لذا ما هي هذه العوامل والصفات؟ وهل نستطيع تعليم أطفالنا وطلابنا هذه الصفات والمهارات من أجل أن يصبح كلًا منهم قائدًا ومؤثرًا في مجال عمله؟ هذه بالطبع تجربة تستحق الدراسة والتطبيق.

تعلّم الموهبة
منذ سنوات قام عالم النفس المجري لازلو بولغار بتأليف كتاب باسم "Bring Up Genius"، قام فيه بالتأكيد على أن مواهب الفكر والعبقرية هي مواهب يمكن تعليمها لأي شخص وليست حكرًا على الفطرة، وقام من خلال هذا الكتاب بشرح كافة الطرق والأساليب التي يمكن استخدامها من أجل إنشاء طفلٍ عبقري. 

الأمر لم ينتهِ عند هذا الحدّ، بل حينما تزوج اتفق مع زوجته على أن يكون هو مسؤولًا عن تربية أبنائهما وفق المبادئ والمعايير التي وضعها في كتابه حتى يبرهن على أن العبقرية هي شيء يمكن تعلّمه. النتيجة النهائية لتلك التجربة كانت في فتاتين تمتلك كل واحدة منهما حدًا فائقًا من الذكاء، إحداهما هي جوديت بولغار، إحدى أقوى وأفضل أبطال العالم في لعبة الشطرنج.

التجربة المعاصرة
إذا كان لازلو بولغار قد نجح في تجربته في إثبات أن العبقرية شيء يمكن تعلّمه، فلماذا إذًا لا نعيد تكرار التجربة بنكهة عربية من خلال بعض الطلاب في المرحلة الثانوية والجامعية. الأمر بسيطٌ للغاية، كل ما نحتاجه هو بعض البحث عن المهارات المشتركة في جميع القادة المؤثرين حول العالم، بالإضافة إلى معرفة المهارات التي يجب أن نعلّمها للطلاب من أجل أن يصلوا الى هذا المستوى.


أبسط طريقة للمعرفة هي التحدث إلى الخبراء والمتخصصين في مجالاتٍ مختلفة، لذا قمت بإعداد خطة مبدئية للعمل، وقمت بالتواصل مع بعض المتخصصين في مجالات مختلفة، مثل الهندسة، العلوم، التعليم، التربية، ريادة الأعمال، الإعلام، الخدمة المجتمعية، الأنشطة التطوعية، وبعض أساتذة الجامعات.

السؤال الذي طرحته كان بسيطًا للغاية، كالتالي: إذا كنت مسؤولًا عن تعليم وتدريب عشرة طلاب بهدف أن يصبح كل منهم قائدًا ومؤثرًا في مجاله، كأن يصبح أحدهم بيل غيتس القادم، والثاني حاصلًا على نوبل، والثالث مخترعًا، والآخر رائد أعمال ناجح، وهكذا، فما هي المهارات التي ستقوم بتعليمها لهم، وما هي الكتب والدورات والكورسات المتخصصة التي ستجعلهم يحصلون عليها حتى يسهل عليهم تحقيق أهدافهم المختلفة؟

الإجابات كانت متقاربة إلى حدٍ كبير مع بعض اللمسات الفنية التي أضافها كل متخصص، وسأقوم في السطور التالية بعرض نبذة مختصرة عن جميع الإجابات التي حصلت عليها على هذا السؤال من خلال المتخصصين.

صناعة الشغف
جميع الإجابات التي حصلت عليها بدأت بتعليم الطلاب كيفية اكتشاف شغفهم الخاص. المعظم إن لم يكن الجميع يعيش حياته بلا أي هدف، والبعض يمتلك أهدافًا قد يعتقد بها إلا أنها ليست فعلًا ما يبحث عنه. لذا الخطوة الأولى كانت في تعليم كيفية اكتشاف الشغف عن طريق معرفة بعض المجالات المختلفة من أجل تحديد المجال المناسب لكل طالب. كذلك الاختبارات الشخصية تم طرحها كإحدى الإجابات من أجل تحديد ما يتناسب مع شخصية كل طالب.

اقرأ أيضا:علّمْ ابنك كيف يفكر؟

المهارات الأساسية
اتفق الجميع أيضًا على أن المهارات الأساسية هي خطوة تعليمية لا بدّ منها إذا أردنا أن نصنع قائدًا مؤثرًا. مهاراتٍ مثل البحث، إدارة وتنظيم الوقت، مهارات القراءة والكتابة، والتخطيط الجيّد. كذلك مهارات التفكير شكلت عنصرًا في معظم الإجابات التي وردت، على الأخص استخدام المنهج العلمي كوسيلة للتفكير في حل المشكلات، والتفكير المنطقي والإبداعي.

تعلّم اللغات
معرفة لغة واحدة لا تكفي إذا كنت تودّ تغيير العالم وليس البيئة المحيطة بك فقط. لذا كان من ضمن إجابات الأغلب تعليم الطلاب اللغة الإنجليزية من أجل فتح العديد من أبواب المعرفة والخبرة أمامهم.

مهارات التواصل
إحدى الإجابات الهامّة اشتملت على تعليم الطلاب كيفية بناء العلاقات، حيث إنها تساعد بشكلٍ كبير في إنجاز الأعمال والوصول إلى الهدف بشكلٍ أسرع، فكلما زادت شبكة علاقاتك كلما أصبحت مهامك أكثر سهولة. كذلك مهارات العرض والتواصل والتحدث أمام الجمهور كانت ضمن أولوية التدريبات التي يجب أن يحصل عليها الطلاب.

بناء الشخصية
لا يمكن أن تصبح شخصًا قائدًا ومؤثرًا دون أن تمتلك شخصيةً مميّزة. التدريب في هذه الحالة يشتمل على مهارات القيادة والتحفيز والإلهام ومهارات الإلقاء. إذا كان الطالب قائدًا فهذا يعني أن عليه أن يصبح متحفزًا ومحفزًا وملهمًا للجميع، وهذه أمور من السهل تدريب الطلاب عليها.

ريادة الأعمال
يُقال إن أفضل طريقة لإحداث تأثير وتغيير العالم هي أن تبدأ مشروعك الخاص.

هذه الإجابة وردت من المتخصصين في ريادة الأعمال، الأنشطة التطوعية، والعمل المجتمعي. إذا كانت لدينا ميول مختلفة للطلاب، فلِمَ لا نعلّمهم فنون ومهارات وأساسيات ريادة الأعمال حتى يحوّل كل منهم أفكاره إلى مشاريع ريادية ناجحة.
يمكن أن يصبح لدينا شركة في الهندسة، وشركة في الطب، وشركة في الموسيقى، بل ومن الممكن أن تغيّر تلك الشركات العالم فعلًا، مثلما فعلت غوغل وفيسبوك وشركات غيرها من إحداث تغيير ملحوظ.

النتيجة النهائية
بعد تجميع الإجابات وفرزها ومن ثم إعادة تقسيمها مرة أخرى، أصبح لدينا ما يشبه المنهج التعليمي الذي يمكن أن نتبعه من أجل تعليم طلابنا فن التأثير وكيفية التغيير عن طريق تحقيق أهدافهم. كما أن لدينا فريقاً من عشرة أشخاص نقوم باتباع هذا المنهج وتعليم بعضنا بعضاً تلك المهارات مع الاستعانة ببعض المتخصصين والمدرّبين والخبراء.
من المفترض أن يستمر هذا الأمر لمدة خمسة أشهر، بعدها نقوم جميعًا بالعمل على مشروعٍ نهائي وفق ما تعلمناه، ومن يدري ربما يخرج من هذه المجموعة بيل غيتس القادم، أو عالم سيحصل على جائزة نوبل.

والآن إذا كنت مهتمًا بهذا الأمر دعنا نعيد طرح سؤال المتخصصين عليك:
إذا كنت مسؤولًا عن تعليم وتدريب عشرة طلاب بهدف أن يصبح كل منهم قائدًا ومؤثرًا في مجاله، فما هي المهارات التي ستقوم بتعليمها لهم، وما هي الكتب والدورات والكورسات المتخصصة التي ستجعلهم يحصلون عليها حتى يسهل عليهم تحقيق أهدافهم المختلفة؟

اقرأ أيضا: 12 نصيحة.. علّم ابنك كيف يخطط

المساهمون