بيكاسو الكرة الأردنية لـ"العربي الجديد": "لن أعود عن اعتزالي"

بيكاسو الكرة الأردنية لـ"العربي الجديد": "لن أعود عن اعتزالي"

28 يونيو 2014
النجم الأردني رأفت علي (تويتر)
+ الخط -

"جميع من تعاقب على تدريب المنتخب الأردني يتحمل مسؤولية إقصائي"

"إطاحة العميد بشفيع والذيب عن النشامى إهانة لعطائهما"

رسم نجم نادي الوحدات الأردني، رأفت علي، بإبداعاته وتمريراته وأهدافه الحاسمة، لوحات فنية ستظل عالقة في أفئدة وذاكرة الجماهير التي تغنت به، فأطربها على مدار أكثر من 22 عاماً قضاها في الملاعب، ليصنّف الخبراء والمؤرخون هذه المسيرة بأنها الأكثر عطاءً في تاريخ كرة القدم الأردنية على الإطلاق.

قرر الاعتزال بعد موسم مجهد وطويل محصّلته تتويج الوحدات بلقبي الدوري والكأس، ليتقدم زملاءه، يوم العشرين من يونيو/ حزيران من العام 2014، ويرفع كأس الأردن الذي طوى من خلاله الصفحة الأخيرة من حياته الرياضية الحافلة بالانجازات.

لم يتوقف إرث رأفت علي، نجم كرة القدم الأردنية، عند رفع الكأسين المحليين فقط، فهو صاحب الرقم 13 الذي ارتداه طوال حياته الرياضية، والذي لعبت الصدفة دوراً كبيراً في نسخه ـ أي الرقم ـ على العديد من الإحصائيات الأخرى بالتزامن مع موعد اعتزاله، إذ كان الوحدات يخطف لقب الدوري الـ13 في مسيرته بعدما سطر انتصاره الـ13 في هذه المسابقة.

"بيكاسو"، "المعلّم"، "الأسطورة"، "الجنرال"، جميعها ألقاب اشتهر بها رأفت علي، صاحب الـ39 عاماً والذي قرر الاعتزال في خضمّ مطالبات جماهيرية وضغوطات كبيرة سعى أصحابها إلى ثنيه عن هذا القرار.. لكن لا مفرّ، فلكل بداية نهاية، والنهاية هنا مناسبة ولا يمكن إهمالها وتجاوزها، ذلك لأن التوقيت مهم جداً عندما يقرر أي نجم بحجم رأفت إنهاء مسيرته الرياضية.

رأفت علي، خصّ "العربي الجديد" بحديث مطوّل تناول فيه أبرز محطات حياته الكروية، فكانت هذه الأسئلة والإجابات:

في البداية، السؤال الذي يشغل بال الجماهير الأردنية على وجه الخصوص ما سر الرقم 13؟
- حقيقة كان للصدفة دور في ذلك، فالأمر كان عشوائياً، فعندما صعدت إلى الفريق الأول بنادي الوحدات عام 1993 كان أمامي العديد من الخيارات في ما يتعلق بالأرقام، بل كانت هناك أرقام مميّزة في متناول يدي، لكنني أحببت الرقم 13، الذي لازمني طيلة مسيرتي مع الوحدات، فكان قصة نجاح ستبقى معي ما حييت.

ماذا يعني لك الموسم الأخير مع الوحدات؟
- هو بحق من أجمل المواسم التي لعبتها مع الفريق، فالرقم 13 كان له مفعول السحر في العديد من المواقف، فالفريق سجل انتصاره الثالث عشر على حساب فريق "ذات رأس" وحسم من خلاله الصراع رسمياً على لقب الدوري الذي توّجنا به للمرة الثالثة عشر في تاريخ النادي.

هل تعرّضت إلى ضغوطات لثنيك عن قرار الاعتزال، وخاصة أن الوحدات سيشارك لأول مرة في دوري أبطال آسيا؟
- نعم تعرضت وما زلت أتعرّض لضغوطات يومية من المحبين والجماهير والنادي للتراجع ولو لموسم واحد عن قرار الاعتزال، إلا أن الأمر كان قد حسم بالنسبة لي، إلى جانب صعوبة تأجيل الاعتزال في ظل ازدحام صفوف الفريق باللاعبين الشباب المميزين والقادرين على إكمال مسيرة الوحدات نحو المزيد من الانجازات. وأنا بالمناسبة لن أترك الوحدات فهو بيتي الذي ترعرعت فيه طيلة حياتي وكسبت من خلاله محبة الجماهير. نادي الوحدات كل شيء بالنسبة لي وسأحاول العمل على التشبّث بأية فرصة للبقاء داخل أسواره في المستقبل.

هل حددت موعداً لمباراة الاعتزال وما هي ترتيباتها؟
- لم نحدد بعد موعداً لمباراة الاعتزال، ولا أخفيك فقد خاطب نادي الوحدات نظيره نادي الكويت الكويتي الذي تربطني به علاقة جيدة نظراً لاحترافي في صفوفه قبل ثلاثة مواسم ليكون طرفاً في المباراة التكريمية، حيث أبدى الأشقاء ترحيبهم بالفكرة على أن تتضح الأمور بشكل رسمي في الفترة المقبلة.
 
ما هي وجهة رأفت علي بعد الاعتزال؟
- انخرطت قبل أيام في دورة تدريبية آسيوية لدى اتحاد كرة القدم الأردني للمستوى الثالث بهدف التعرّف على الأمور الفنية والتدريبية من أجل رد الجميل للنادي واللعبة التي أعشقها وحتى لا أبتعد عنها، وسأواصل التعرّف أكثر من خلال المشاركة بجملة من الدورات التدريبية التي تؤهل للقيادة الفنية والدخول في عالم التدريب الكروي.

سجلك الاحترافي خارج الأردن يتضمن تجربة يتيمة مع الكويت، بماذا تفسر ذلك؟
- سبق لي أن تلقيت عدة عروض احترافية خلال مسيرتي الرياضية ولم تكن لديّ الرغبة وقتئذٍ في ترك نادي الوحدات لعدة أسباب منها الدراسة والتزاماتي العائلية بسبب الزواج، إلى جانب صعوبة الابتعاد عن الفريق، الذي بدوره لم يكن يستطيع الاستغناء عن خدماتي. في حين أن عرض الكويت جاء بعد انتهاء عقدي مع الوحدات، لألعب معه في نهائي بطولة كأس الاتحاد الآسيوي والذي خسرناه بصعوبة 1-2 في أوزبكستان أمام فريق ناساف كارشي عام 2011 حيث كانت تجربة ناجحة بكل المقاييس وخرجت منها بفوائد جمّة.

لو طُلب منك الاحتراف في دولة عربية مَن كنت ستختار؟
- كنت أتمنى الاحتراف في دولة قطر كون الدوري القطري يمتاز بالإثارة والندية ويضم نخبة من أبرز نجوم العالم، فلو خُيّرت خلال مسيرتي مع أي الأندية القطرية، لانحصرت خياراتي في ناديي السد أو الريان اللذين يعتبران بنظري الناديين الأبرز في الدوري القطري.

مع المنتخب الأردني بطولات وألقاب وغياب قسري، ما السبب؟
- كنت أتشرّف دائماً بالدفاع عن ألوان منتخب بلادي، إذ سبق وشاركته في تصفيات آسيا 2006-2007 ونلت حينها لقب هداف التصفيات، وأنا راضٍ كل الرضى عن الفترة التي قضيتها مع النشامى رغم قصرها لأنها كانت مميّزة على صعيدي الأداء والنتائج، ناهيك عن أنني توّجت مع المنتخب بلقب ذهبية الدورة العربية التي أقيمت في بيروت عام 1997، ومن ثم في دورة عمّان عام 1999. كما لعبت في صفوف المنتخب تحت قيادة المدير الفني الراحل محمود الجوهري، وأعزو ابتعادي عن المنتخب لآراء فنية وأنا أحمّل المدربين الذين تعاقبوا على المنتخب الأردني المسؤولية في إبعادي كونهم المخولين في عملية الاختيار، رغم أنني كنت مستعداً لتمثيل المنتخب في أي وقت، بل إن أدائي كان مميّزاً لكن الأجهزة الفنية المتعاقبة كانت لها وجهات نظر أخرى.

كيف ترى منتخب النشامى مع المدير الفني المصري حسام حسن؟
- أتمنى التوفيق للمنتخب في الاستحقاقات المقبلة خاصة في نهائيات أمم آسيا، واعتقد أن الانتقادات التي تطال المدير الفني حسام حسن طبيعية وهي تواجه أي مدرب في العالم. لكن ما أود قوله إن استبعاد المدير الفني لأبرز لاعبي الوطن، أمثال عامر ذيب والحارس عامر شفيع، يعتبر غريباً للغاية حتى لو كان ذلك تحت شعار الإحلال والتبديل، فكلا اللاعبين من وجهة نظري كانا العمود الفقري للمنتخب الأردني في تصفيات كأس العالم الأخيرة، التي وصل خلالها النشامى إلى الملحق العالمي للمرة الأولى في تاريخه، وإقصائهما بين ليلة وضحاها دون مسوغات مقنعة فيه تجاهل لمسيرتهما وعطائهما الكبير خلال السنوات الماضية.

قدوتك في الكرة العالمية مَن يا ترى؟
- أنا معجب باللاعب البرازيلي رونالدو وقدراته الفذة في التهديف ولا زلت أعتبره اللاعب الأفضل عالمياً على مدار السنين الماضية.

كلمة أخيرة لمَن توجهها؟
- أنا الجسد.. وجمهور نادي الوحدات هو الروح. أعتزّ بجماهير فريقي، فهم مَن صنعوا رأفت علي وساهموا في تطوره، كما أن نادي الوحدات بيتي وسيظل. وأتوجه بالشكر إلى الأمير علي بن الحسين الذي وصل بالمنتخب الأردني إلى مستويات تاريخية وغير مسبوقة في عهده.

دلالات

المساهمون