هل يكون بيل "سوبرمان" في غياب رونالدو؟

هل يكون بيل "سوبرمان" في غياب رونالدو؟

27 يناير 2015
+ الخط -


"لماذا نضع مزيداً من الطلاء على سيارة البنتلي باهظة الثمن، ونحن في طريقنا إلى فقدان قوة المحرك الرئيسي؟"، عبارة شهيرة أطلقها ابن الصحراء زين الدين زيدان، حينما سئل عن الصفقات التي يجب أن يعقدها ريال مدريد بعد رحيل الفرنسي كلود ماكايليلي، في دلالة واضحة على أهمية لاعب الارتكاز في تشكيلة "الجلاكتيكوس"، لتتحقق نبوءة الرقم 10 ويعاني الملكي كثيراً خلال بدايات الألفية الجديدة.

إعادة للتاريخ؟
بعد قدوم الويلزي جاريث بيل إلى العاصمة الإسبانية، خرجت بعض وجهات النظر التي تهاجم القيمة المبالغ فيها للصفقة، وأعادت إلى الواجهة تصريحات زيدان القديمة حول أهمية الطلاء بالنسبة للسيارات الفارهة، للإشارة إلى صعوبة تألق اللاعب القادم من توتنهام في ظل وجود الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو، وعلى الطريقة الشعبية، من الصعب على قائدين تولي دفة سفينة واحدة.

لكن ذكاء الإيطالي كارلو أنشيلوتي جعل من السهل واليسير لعب أكثر من نجم في توليفة واحدة، في ما عرف إعلاميا بمرحلة "النيو جلاكتيكوس"، مع كثير من الأهداف لكريستيانو ومزيد من التعاون لبيل، لذلك لعب النجم البرتغالي دور البطل، وارتضى زميله البريطاني بدور صديق البطل، ليكون الجزاء من جنس العمل، ويُحرز بيل أغلى هدفين، الأول في نهائي الكأس، والثاني في نهائي دوري أبطال أوروبا.

أين بيل؟
يلعب ريال مدريد بطريقة لعب أقرب إلى 4-4-2، رباعي دفاعي ثم رباعي آخر في الوسط، مع مهاجم صريح ولاعب حر خلفه، يتحرك في كل مكان ويفعل كل شيء بالكرة، ورونالدو من يقوم بهذا الدور، لأنه أكثر لاعبي الفريق تحرراً من التعقيد التكتيكي، فيما يلتزم رباعي الوسط بالأدوار الدفاعية والضغط على حامل الكرة، والعمل على بناء الهجمة بشكل مثالي من الخلف إلى الأمام.

لذلك يتمركز بيل كثيراً على الطرف كلاعب جناح على الخط، لا يكتفي بالانطلاق والعدو بل يقطع في العمق، يسدد ويسجل ويصنع الأهداف، مع حفاظه على وحدة الفريق من خلال العودة إلى الدفاع ومساندة الظهير الزميل، وبالتالي يظهر الويلزي بشكل مميز مع الميرينجي، لكن من دون بريق حقيقي، نعم سجل 10 أهداف في الليجا، لكن رونالدو له اليد العليا في النهاية بالنسبة للشق الهجومي.

كذلك في منطقة الوسط، يقدم جاريث لمسات مميزة وصنع بعض الأهداف، لكن لاعباً مثل ايسكو يخطف الأضواء منه، نتيجة مهارته الشديدة في التحكم بالكرة خلال المساحات الضيقة، وحينما يغيب مودريتش يتحدث جميع المتابعين عن تأثير الكرواتي، لكن حينما أصيب بيل وابتعد، لعب الريال بنفس القوة بل بنسق أفضل، ليفوز على ليفربول في الأبطال، ويهزم برشلونة في كلاسيكو الليجا، لتكون وضعية النجم السريع أشبه بالعامل المساعد فقط في معادلة الملكي.

التحدي قادم
رب ضارة نافعة، هكذا هو العنوان الذي يتمناه جمهور الريال بعد طرد النجم رونالدو خلال مباراة قرطبة، وتشير الأخبار إلى أن فترة إيقاف الرقم 7 ستكون من مباراة إلى ثلاث، ليضع أفضل لاعب في عام 2014 فريقه في مأزق حقيقي، لأن إخراج هداف الليجا بعيداً عن التشكيلة الأساسية يعني تحديا جديدا يوضع أمامه المدير الفني أنشيلوتي وكتيبة النجوم في سانتياجو برنابيو.

وكل هذه المعوقات تقود الفريق الأبيض إلى شعار واحد فقط، المنقذ هو جاريث بيل. اللاعب الذي استخدمه فيلاش بواش مع توتنهام في مركز "الكل في الكل"، هو لاعب الجناح الذي يبدأ على الطرف ويقطع في العمق من أجل التسديد، أيضاً يتحول إلى الطرف الآخر ويلعب كجناح تقليدي، ينطلق على الخط ويرفع الكرات إلى المهاجمين داخل منطقة الجزاء.

ولا يكتفي بهذا الدور، بل يدخل إلى العمق ويلعب في المركز 10 كصانع لعب صريح في طريقة لعب 4-2-3-1 بين الجناحين وخلف المهاجم، بل استخدمه المدرب البرتغالي كمهاجم صريح في بعض المواجهات، ليتحول توتنهام إلى فريق جاريث ورفاقه. وهذا الأداء القوي من الممكن أن يُعاد مرة أخرى مع ريال مدريد في ظل غياب رونالدو.

يبدأ كارلو بكريم بنزيمة في الهجوم، ايسكو وجيمس رودريجز على الأطراف مع محوري ارتكاز في العمق، أما مركز اللاعب الحر فلا بديل عن جاريث بيل، ليقوم بالدور الذي تألق فيه رونالدو خلال الآونة الأخيرة، ويحاول إضافة لمسة خاصة إلى مشواره مع النادي الملكي، لأن الأرقام مهمة في كل الأحوال، لكن البصمة الكروية رفيعة المقام لها مفعول السحر عند المتابعين في نهاية المطاف.

المساهمون