4 مهارات كروية أصلها لاتيني وزادت من روعة اللعبة

4 مهارات كروية أصلها لاتيني وزادت من روعة اللعبة

10 اغسطس 2015
+ الخط -


إذا كان الإنجليز هم من وضعوا قواعد كرة القدم بشكلها المعروف، فإن أميركا الجنوبية هي صاحبة المقام الرفيع في تقديم فنون اللعبة وكل ما تشتهيه الأنفس الكروية، وأهمه الروح البدائية لذلك العالم الذي كان في يوم من الأيام هدفه الوحيد هو المتعة.

كم مرة أطلقت الجماهير صرخات الفرح بعد هدف من مقصية مزدوجة، أو صفقت تحية لتمريرة أو تسديدة بطريقة "رابونا"؟ بكل تأكيد الكثير والكثير من المرات.. فمثل هذه المهارات هي القلب النابض للعبة الذي يمنح للمشجعين فرص الاستمتاع والتباهي والتفاخر.

وتعد أميركا الجنوبية المصدر الرئيسي لأغلب، وإن لم يكن كل، أشكال المهارات الكروية، سواء في التسديد والتمرير أو المراوغة، لذا فإن الكثير من مسمياتها نقلت كما هي من دون ترجمة بلغتها الأصلية، سواء الإسبانية أو البرتغالية.

لا رابونا
حينما يرتكز اللاعب على ساقه الأقوى ويلف الأضعف حولها من الخلف ويمرر أو يسدد بها الكرة بالكعب، فهذه هي مهارة "لا رابونا" ولكن ما هي نشأتها؟

الأمر يتعلق بقصة طريفة للغاية، حيث كان أول من نفذ هذه المهارة هو ريكاردو انفانتي، لاعب استوديانتيس دي لا بلاتا، ليسجل هدفا في مرمى روساريو سنترال عام 1948، حيث استغلت مجلة (الغرافيكو) لعبة الألفاظ ونشرت كاريكاتيرا للاعب الأرجنتيني في زي مدرسي، نظرا لأن "انفانتي" أيضا كلمة موجودة في الإسبانية وتعني "طالب" وكتبت تحتهel infante que se hizo la rabona والتي تعني حرفيا "الطالب الذي هرب من المدرسة".. في إشارة إلى هروبه من دفاعات روساريو سنترال عن طريق هذه المهارة الجديدة في التسجيل، ومن بعدها بدأ استخدام كلمة "لا رابونا" للإشارة إلى هذا التكنيك الكروي.

ويعد الأرجنتينيون أبرز من يستخدمون هذه الطريقة، سواء في التمرير أو التسديد، ومنهم أنخل دي ماريا المنتقل حديثا إلى باريس سان جيرمان الفرنسي.



لا فوليا سيكا
تقدم البرازيل، القطب الأكبر الآخر في كرة القدم اللاتينية، هي الأخرى مهارة أخرى ابتكرها أحد لاعبيها، وهو ديدي، الذي توج بالكثير من الألقاب، من ضمنها كأس الأندية الأوروبية البطلة مع ريال مدريد، وكأس العالم مع المنتخب البرازيلي عام 1958.

تعد "لا فوليا سيكا" طريقة في تسديد الكرة يمكن استخدامها أثناء اللعب، ولكنها تكون أكثر فاعلية أثناء الركلات الحرة، وترجمتها الحرفية هي "الورقة الميتة" أو الـ"ورقة الجافة"، وفيها يسدد اللاعب الكرة من منتصفها، لترتفع وتتهادى فجأة في اتجاه مختلف، كما لو كانت مثل أوراق الشجر المتساقطة، ومن أبرز اللاعبين في الوقت الحالي الذين يلجأون إليها البرتغالي كريستيانو رونالدو.



لا فوكينيا
تعتبر هذه المهارة أيضا ماركة مسجلة عند البرازيليين، وفيها يقوم اللاعب برفع الكرة لنفسه ومراوغة الخصم الموجود أمامه عن طريق استخدام رأسه.

وتعني كلمة "لا فوكينيا" الفقمة الصغيرة، وهي تشبيه جميل للحالة التي يكون فيها اللاعب أثناء استخدام هذه التقنية، حيث يكون أشبه بفقمة السيرك التي تحرك الكرات فوق رأسها.

وكان أول من استخدم هذه المهارة، هو اللاعب البرازيلي كيرلون مورا الذي كان البعض يعتبره بمثابة رونالدينيو القادم، ولكن مسيرته لم تنطلق بالصورة المأمولة، فيما يعد في الوقت الحالي مواطنه نيمار أشهر اللاعبين الموجودين حاليا الذين يستخدمون هذا التكنيك.



لا تشيلينا
هذا هو أول مسمى ظهر لواحدة من أروع المهارات في عالم كرة القدم، وهي الركلة المقصية، والتي على عكس المهارات والطرق السابقة ليس من الشائع استخدام مسماها الأصلي المنتمي للغة الإسبانية.

كان أول من نفذ هذه الحركة، هو الإسباني رامون أونزاجا أسلا، الذي وصل إلى تشيلي وعمره 12 عاما وحصل على جنسية البلد اللاتيني وعمره 18 عاما. وبخلاف ممارسة الكرة، فإنه كان متعدد الأوجه ويلعب كرة الماء وألعاب القوى والجمباز، الذي كان السبب الرئيسي في ابتكاره لهذا الأسلوب الرائع في التسجيل.

وتعود أول "تشيلينا" أو "مقصية" في التاريخ إلى يناير عام 1914، حيث سجل أونزاجا بها في ملعب المورو، كما يقول الكاتب الأوروغواياني الراحل إدواردو جاليانو في كتابه "كرة القدم تحت الشمس والظل".

دلالات

المساهمون