كيف استعان فولفسبورغ بأسلوب دورتموند من أجل القضاء عليه؟

كيف استعان فولفسبورغ بأسلوب دورتموند من أجل القضاء عليه؟

31 مايو 2015
مدرب فولفسبورغ يفوز على دورتموند بأسلوب كلوب (العربي الجديد)
+ الخط -

يعتبر يورغن كلوب واحدا من أفضل المدربين الألمان إذا لم يكن أفضلهم خلال السنوات القليلة الماضية، لأنه رجل ساهم في تطور دورتموند كثيراً وأضاف إلى فلسفة الضغط المتبع في الملاعب الألمانية بعداً آخر وعمقاً أشمل، مع منهج تكتيكي يعرف بالكرة العمودية المباشرة، وتأثر كلوب كثيراً بالضغط الذي قدمه ساكي مع ميلان، ووصل في النهاية إلى أسلوب لعب يعتمد على إغلاق مناطقه مع الوصول إلى مرمى خصومه بأقل عدد ممكن من التمريرات.

نهاية حقبة
رحل بعض نجوم الفريق مع الوقت، وفشل بروسيا في تعويضهم بأسماء أكثر قوة، أوباميانج رغم أهدافه ليس أفضل من ليفاندوفيسكي، وميختاريان بعيد كل البعد عن عبقرية ماريو جوتزه مع دورتموند، وبكل تأكيد الياباني كاجاوا لم يعد كالسابق، وبالتالي ضعفت بطاريات أسود الفيستفالين، وصار أداؤهم مكرراً ورتيباً، حتى نجحت فرق أخرى في المرور أمامهم، وعلى رأس هذه الفريق فولفسبورغ، الحصان الحقيقي للكرة الألمانية هذا الموسم.

يسير المدرب ديتر هيكينغ على خطى الكبار نحو صناعة فريق يستطيع تحدي بايرن مستقبلاً، والحصول على مقعد دورتموند داخل الأوساط الألمانية، مع طريقة لعب 4-2-3-1 التي طالما استخدمها كلوب لقتل منافسيه والحد من خطورتهم، وكأن هذه الخطة بمثابة الدابة التي قتلت صاحبها، لأن هناك أسماء جديدة سبقت يورغن وبروسيا في تطوير هذه اللعبة.

من الصين إلى ألمانيا
"في الصين يشاهدون ما تقوم به، ثم يقومون بعمل نسخة منه، مع إضافات أكبر وكم أشمل، وفي النهاية يتغلبون عليك"، هكذا يتحدث بعض الخبراء حول الطفرة الصينية الكبيرة في كافة مجالات الصناعة والتجارة، وربما يصلح هذا المثل لكرة القدم أيضاً، لأن بايرن هاينكس تفوق في 2013 بالضغط والمرتدات على طريقة دورتموند، وأعاد هيكينغ الدفة هذا الموسم مع الفولفو، والصدفة الغريبة أن بروسيا خسر نهائي الأبطال أمام بايرن، ولم يقدر على مجاراة فولفسبورغ في نهائي الكأس هذا العام.

الفكرة ليست في أفضلية مدرب على آخر، لأن يورغن كلوب هو صاحب الطفرة في هذا الجانب، لكن نجحت الفرق المنافسة في إضافة أسلحة جديدة إلى قوتها، مع حفاظها على القوام الأساسي بشكل عام، حتى نجحت في الوصول إلى منصات التتويج في النهاية، وبالتالي قدم فولفسبورغ نفسه كمنافس حقيقي لبايرن بعيداً عن دورتموند.

لعب الفريقان في نهائي الكأس بطريقة لعب 4-2-3-1 لكن تفوق فريق واحد في النهاية، لأنه يضم صانع لعب بقيمة دي بروين، وهدافاً قادراً على الضغط مثل باس دوست، وجناحا متحركا وديناميكيا بقدرات دانييل كاليوري، وبالطبع دفاعا منضبطا ومتوازنا يعطي حماية أكبر أمام حراسة المرمى.

البناء الحقيقي
قام فولفسبورغ بعدة تعاقدات محورية خلال السنوات الأخيرة، وأعاد ديتر هيكينغ اكتشاف لاعبيه القدامى، لذلك نجحت ثنائية "دي بروين، دوست" في اختراق معظم فرق البوندسليغا، خصوصاً أن البلجيكي يمتاز بمهارة فائقة وقدرة قوية على صناعة الأهداف وتسجيلها، وحينما يلعب خلف مهاجم قوي فإنه يستطيع الهروب بسهولة من الرقابة، والتحول سريعاً إلى داخل منطقة الجزاء، مع حرية أكبر بالثلث الهجومي الأخير.

وأمام بروسيا دورتموند، فشل ثنائي ارتكاز الفريق في مراقبة دي بروين، والسر في عودة باس دوست كثيراً للخلف، مع التحركات المستمرة من جانب الجناحيّن بيرسيتش وكاليوري، فيما يعرف فنياً بالفوضى التكتيكية الخلاقة التي تجعل المنافس يضع كامل تركيزه في جانب ما بالملعب، ثم يحدث التحول القاتل إلى الجانب الآخر، لخلق الفراغ اللازم لصنع الخطورة بالأمتار الأخيرة من المستطيل الأخضر.

يمتاز الفريق المميز بقدرة مالية ممتازة ودعم غير محدود من جانب الرعاة، لكن الأمر لا يخص المال فقط، لأن إدارة النادي تضع العين الخبيرة قبل كل شيء، ولا تدفع الأموال الطائلة إلا في بعض الحالات الخاصة، ومدير فني بحنكة ديتر يستطيع إضافة صبغة الجماعية والتوازن بين الدفاع والهجوم لمجموعته الجديدة.

فريق العام
حقق بايرن ميونخ لقب الدوري المحلي بجدارة، وفشلت كل الفرق الألمانية في إضافة النجاح الأوروبي بالقارة العجوز، لكن يستحق فريق فولسفبورغ أن يكون النادي الأفضل في ألمانيا خلال عام 2015، بعد تقديمه دوراً ثانياً جيداً ونجاحه في هزيمة البافاري، وتضييق الفارق حتى الأمتار الأخيرة من الموسم، مع إضافة عامل التفوق من خلال الفوز على دورتموند، في انتظار سوبر ناري أمام رفاق غوارديولا.

في المقابل، كانت النهاية مريرة وصعبة بالنسبة ليورغن كلوب وفريقه، ورغم كل النجاحات العظيمة لكتيبة سيغنال أيدونا بارك خلال الحقبة الماضية، إلا أن الختام لم يكن أبداً بنفس قدر البدايات، وبالتالي اتخذ المدرب غريب الأطوار قراره الأفضل بالتخلي عن الرحلة، وإراحة قلبه العاشق من تقلبات الساحرة المستديرة مؤخراً، ليكون أمام خلفه توخيل مهمة شاقة للغاية في محاولة إعادة بروسيا إلى الطريق الصحيح.

الموسم الجديد في ألمانيا لن يكون سهلاً على الإطلاق، وإذا استمر الفولفو في صحوته الحالية، من الممكن جداً مزاحمة بايرن على لقب الدوري، خصوصاً إذا استمر دي بروين مع الفريق، بتقوية خط دفاعه بصفقات جديدة، خصوصاً أن هذا المركز هو الأضعف داخل عمق الفريق، وفي حالة تطويره سيكون الأمر مختلفاً مستقبلاً، عليهم المواصلة فقط.

اقرأ أيضاً..

تسريحة "ألفيس" تُثير سخرية عشاق برشلونة


بالفيديو.. صافرات الاستهجان تغطّي على صوت النشيد الوطني الإسباني

المساهمون