نجوم ضحية منتخباتهم في كأس أفريقيا: بونجاح وزياش ومصطفى أبرزهم

07 فبراير 2024
نجوم تألقوا رغم ضعف نتائج منتخباتهم (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

شهدت منافسات كأس أفريقيا لكرة القدم "ساحل العاج 2023"، تأثر عدد من النجوم بضعف نتائج منتخبات بلدانهم في البطولة، ما حكم عليهم بوداع المسابقة سريعاً رغم تألقهم اللافت.

وكتبت النسخة الـ 34 لـ "الكان"، تألق المصري مصطفى محمد، مهاجم نادي نانت الفرنسي وأفضل لاعبي المنتخب المصري في البطولة القارية، وسجل مصطفى محمد 4 أهداف، وكان الهداف الأول في التشكيلة، ونافس بقوة على لقب الهداف، وأجمع الجمهور المصري على توهج النجم الكبير الذي تصاعدت أسهمه في بورصة اللاعبين، واقترب ثمنه من 10 ملايين دولار أميركي، بعدما بدأت أندية أوروبية بمتابعته.

لكن رحلة اللاعب لم تستمر كثيراً في "الكان"، وتوقفت عند الدور ثمن النهائي، على خلفية فشل منتخب مصر في عبور عقبة الكونغو الديمقراطية، وخسارته (7-8) بركلات الترجيح، ليودع البطولة التي كانت أفضل بطولاته على الصعيد الدولي، خصوصاً بعدما سحب البساط من تحت قدمي زميله محمد صلاح كابتن المنتخب المصري وهداف ليفربول الإنكليزي.

وينضم إلى نجم هجوم منتخب "الفراعنة" نجم آخر، هو بغداد بونجاح، مهاجم المنتخب الجزائري وهداف السد القطري، وأحد ألمع نجوم الجيل الذهبي في الجزائر الفائز ببطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 في مصر. وظهر بغداد بونجاح بمستوى مميز في تشكيلة المنتخب الجزائري، وشهد الدور الأول تسجيله 3 أهداف في 3 مباريات، أبرزها ثنائية في مرمى بوركينا فاسو، ووضع نفسه مرشحاً قوياً للحصول على لقب الهداف في" الكان".

كذلك سحب البساط أيضاً من تحت قدمي زميله رياض محرز، "كابتن" الجزائر ونجمها اللامع في السنوات العشر الأخيرة، لكن رحلة بغداد بونجاح لم تستمر هي الأخرى طويلاً في البطولة، ودفع الثمن من الدموع في أعقاب فشل منتخب الجزائر في تخطي الدور الأول، والإخفاق مثل المنتخب المصري في حصد أي انتصارات.

وظهر نجم ثالث عربي في الصورة، كان من أفضل النجوم في الدور الأول، وهو حكيم زياش صانع ألعاب المنتخب المغربي، الذي سجل هدفاً، وصنع آخر، وكان العقل المفكر وأفضل لاعبي "أسود الأطلس" في المجموعة السادسة، وساهم في تصدّر المغرب لجدول الترتيب، وتقديم نفسه، أي المنتخب المغربي، بقوة كمرشح لإحراز اللقب، ولكن مسيرة "أسود الأطلس" (رابع كأس العالم في قطر 2022) لم تستمر، خصوصاً بعدما تأثر حكيم زياش بإصابة قبل الدور ثمن النهائي، وتوقفت الرحلة في البطولة القارية على خلفية الخسارة من جنوب أفريقيا بهدفين دون رد، وتوديع البطولة مبكراً.

وكان حكيم زياش رغم تخطيه الثلاثين عاماً، الأفضل بين أقرانه في تشكيلة المغرب، وسحب البساط من تحت أقدام نجوم آخرين من كبار المحترفين، مثل أشرف حكيمي ويوسف النصيري وسفيان أمرابط وعز الدين أوناحي، وأكد زياش أنه لا يزال قادراً على العطاء وأداء دور صانع الألعاب الأول في المغرب.

وبعيداً عن النجوم العرب، ظهرت مجموعة أخرى كبيرة من اللاعبين الأفارقة الذين تألقوا بصورة لافتة، وكانوا الأفضل في منتخبات بلادهم، واستحوذوا على نصيب الأسد من الاهتمام وتألقوا، ولكن منتخباتهم ودعت بدورها البطولة مبكراً. ويتصدر القائمة من خارج النجوم العرب، محمد قدوس نجم وسط منتخب غانا، وجوهرة "بلاك ستارز" الأولى، الذي سجل هدفين في الدور الأول، وساهم في حصد غانا تعادلين في المجموعة الثانية، وغاب عن ضربة البداية التي شهدت خسارة لغانا. ولم يستمر المنتخب الغاني في البطولة القارية لتنتهي مسيرة النجم الغاني الأبرز ومستقبل الكرة هناك في السنوات العشر المقبلة، كما يتوقع الخبراء، في مشاركة مأساوية بالنسبة إلى المنتخب الغاني، والخروج خلالها من الدور الأول للبطولة القارية الثانية على التوالي.

وقدم لاعب آخر نفسه بشكل مميز، وهو لامين كمارا جوهرة الوسط الصاعدة في منتخب السنغال الذي تألق بدوره في البطولة، وسجل هدفين، وساهم في تسجيل ثالث، وكان أهم اكتشافات أليو سيسيه، مدرب "أسود التيرانغا"، وقاد السنغال في الدور الأول لتحقيق 3 انتصارات متتالية، وتصدر جدول ترتيب المجموعة، ولكن لم تستمر أحلام لامين كمارا، الذي خطف الأنظار من المخضرم ساديو ماني، أفضل لاعب أفريقي سابق، وودعت السنغال فجأة البطولة القارية من الدور ثمن النهائي بعد الخسارة أمام ساحل العاج.

كذلك لمع في الصورة أفضل مهاجمي كأس أفريقيا في نسختها الـ 34، وهو إيميليو نسووي، مهاجم منتخب غينيا الاستوائية الذي قدم أفضل مبارياته الدولية عبر تاريخه، وسجل 5 أهداف، وتصدر جدول لائحة الهدافين مبكراً من نهاية الدور الأول، وقدم نفسه ورقة رابحة، وقاد منتخب بلاده لتصدر المجموعة الأولى، لكن منتخبه سقط  في "الديربي" الغيني في الدور ثمن النهائي، وودع البطولة، لتنتهي مسيرة نسووي سريعاً في سباق "الكان"، تاركاً خلفه مشاركة شخصية وفردية جيدة، ولكن درامية جماعياً مع المنتخب الغيني الاستوائي.

كذلك توهج نجم غيني في كأس أفريقيا، هو محمد بايو، هداف غينيا الأول، الذي سجل 3 أهداف، وكان البطل الأول في الفريق، لكن منتخب بلاده فشل في تخطي الدور ربع النهائي، وتبخرت أحلام بايو في الذهاب بعيداً في "الكان". وينضم إليه بيرتراند تراوري، نجم منتخب بوركينا فاسو وقائده، الذي يعتبر أهم أوراق "الخيول" الرابحة في "الكان"، وسجل 3 أهداف، ولكن منتخب بلاده لم ينجح في الوصول إلى أبعد من الدور ثمن النهائي.

وشهدت كأس أفريقيا أيضاً ظهوراً فردياً ساهم في تقدم المنتخب الأنغولي للدور ربع النهائي، ولكن في النهاية لم ينجح في الذهاب لأبعد من هذا، وتحديداً الثنائي الهجومي دالا وكريستوفاو مابولولو، اللذين سجلا معاً 7 أهداف، وكانا أخطر "دويتو" في البطولة، والقوة الضاربة التي تمثل 90% من منتخب أنغولا.

المساهمون