كرة القدم.. علاجٌ ضد التوحد

كرة القدم.. علاجٌ ضد التوحد

02 ابريل 2024
لقطة قبل لقاء خيتافي وإشبيلية بملعب كوليسيوم في 30 مارس 2024 (دييغو سوتو/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- نادي خيتافي ينظم مبادرة إنسانية للأطفال المصابين بالتوحد في يوم العالمي للتوحد، متيحًا لهم تجربة فريدة بالمشاركة مع نجوم الفريق على أرض الملعب، وتعزيز التواصل الاجتماعي من خلال كرة القدم.
- الرياضة، وخاصة كرة القدم، تُظهر تأثيرًا إيجابيًا على تحسين مهارات التواصل الاجتماعي وثقة الأطفال المصابين بالتوحد، مع تسليط الضوء على قصص شخصية تُبرز الأثر العميق لهذه التجارب.
- تواجه المبادرة تحديات مثل تقبل الأطفال لنتائج المباريات وتطوير مساحات عازلة للصوت بالملاعب لجعل الرياضة أكثر شمولية، مما يُسهم في دمج الأطفال المصابين بالتوحد بشكل أفضل في المجتمع.

يُصادف يوم الثلاثاء، 2 إبريل/نيسان من كل عام، اليوم العالمي للتوحد، ولهذا أراد نادي خيتافي تقديم مبادرة إنسانية لمجموعة من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب، ليعيشوا تجربة فريدة خلال المباراة التي أقيمت على ملعب "الكولوسيوم" ضد إشبيلية، السبت، ضمن منافسات الدوري الإسباني لكرة القدم (الليغا).

وبحسب تقرير صحيفة "ماركا"، عاش الأطفال لحظات لا تنسى على عشب الملعب جنبًا إلى جنب مع نجوم الفريق الأزرق. وقالت إيرين مورينو، والدة إيزان، وهو طفل مصاب بالتوحد ويبلغ من العمر 11 عاماً، وهي عضوة جمعية "أفانيا" التي تختصّ بدعم اضطراب طيف التوحد: "لقد كان الأمر مميزاً للغاية، ولا يُصدق بالنسبة للأطفال وللآباء"، فيما قالت والدة الطفل إيرين المصاب بالتوحد أيضاً: "كان من الصعب جداً عليه الحضور إلى المباراة الأولى. ولم يكن يريد أن يأتي مجدداً، لكنني أقنعته، ومنذ ذلك الحين بدأ بالحضور معي في الكثير من المناسبات".

كيف تساعد كرة القدم الأطفال المصابين بالتوحد؟

كرة القدم رياضة تساعد المصابين بالتوحد على التواصل مع الأصدقاء، وبشأن هذا قالت والدة الطفل إيزان: "يتحدث الأطفال مع زملائهم في المدرسة عما حدث في الملعب وعن اللاعبين. خيتافي هو فريقهم المفضل والذي يساعدهم على التواصل مع الآخرين. ما حدث يوم السبت جعلهم يشعرون بسعادة كبيرة. قال لي إيزان إنّه صديق لسوريا (لاعب خيتافي)، لأنه خرج يداً بيد معه إلى الملعب، وتحدث معه في نفق غرفة خلع الملابس. ولهذا السبب، سابقاً كان يريد أن يكون مثل أنيس أونال (مهاجم فريق خيتافي) في تسجيل الأهداف، والآن يريد أن يكون مثل ديفيد سوريا".

توماس هو والد بابلو، الصبي البالغ من العمر 13 عاماً وهو لا يتكلم، وكان قد خرج مع اللاعب خوان إغليسياس إلى أرضية الميدان، وبشأن ذلك قال الأب: "إنها مشاعر عظيمة جداً. إنّهم أطفالٌ مميزون ويكتشفون مشاعر الآخرين بسرعة"، فيما خطف اللاعب نيمانيا ماكسيموفيتش الأضواء مع الطفل ليام، مشجع الفريق الصغير، البالغ من العمر 4 سنوات فقط، الذي لا ينفصل عن والدته مطلقاً، حيث جاء إلى ملعب "الكولوسيوم" وهو يبكي، ونزل إلى نفق غرفة تبديل الملابس بعدها ليحتضنه ماكسيموفيتش، وقال له بضع كلمات لمدة 15 ثانية، ثم هدأه وخرج إلى الملعب بثقة كبيرة بين ذراعي الصربي.

ولكن ليس كلّ شيء سهلاً في هذه العملية بالنسبة لهؤلاء الأطفال عندما يذهبون إلى الملعب، فهناك شيء يصعب عليهم تقبله، فقد قالت والدة إيرين: "عندما يخسر خيتافي فإنهم لا يفهمون ذلك ومن الصعب عليهم استيعابه. علينا أن نعمل على هذا الجانب لأنه يؤثر عليهم كثيراً، وهم لا يفهمون أن كرة القدم تتقبل الفوز والخسارة".

وفي إسبانيا، بدأ المسؤولون هناك بإنشاء غرفٍ في الملاعب للمشجعين المصابين بالتوحد، حيث يقوم نادي ريال بيتيس بتطوير مساحات عازلة للصوت في الملاعب للذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، وبهذا الشأن قالت والدة إيرين، التي وجدت أفضل علاج لطفلها في كرة القدم: "ستساعد هذه المساحات في جميع ملاعب كرة القدم على دمج الأطفال المصابين بالتوحد وربطهم بفريقهم المفضل. ليس فقط المصابين بالتوحد، ولكنها ستكون مفيدة أيضاً لأولئك الذين يعانون من الصرع أو القلق أو من أي مشكلة أخرى". 

المساهمون