ريال مدريد وبرشلونة في مفترق الطرق بعد قضية "الفساد"

الريال وبرشلونة في مفترق الطرق: الملكي يحصد التتويجات والكتالوني تحاصره الأزمات

13 مارس 2023
لابورتا لم يحقق نجاحات مثل بيريز (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

دخل التنافس التاريخي بين فريقي ريال مدريد وغريمه نادي برشلونة منعرجاً حاسماً، في آخر خمسة مواسم مع انتقال السيطرة الرياضية، خاصة على الصعيد الأوروبي، إلى "الملكي"، الذي يُهيمن على أفضل التتويجات، في وقت تراجعت فيه نتائج الفريق الكتالوني.

وبعد التقارب المُسجل في العشرية الماضية مع صراع قوي بين الناديين، بدأت الهوّة التي تفصل الفريقين تتسع بشكل تدريجي، رغم أن أداء برشلونة في الدوري الإسباني أفضل هذا الموسم، وحقق الفريق نتائج لم تكن متوقعة، لكن يبدو مستقبل الفريقين مختلفاً بشكل كامل، ما يؤكد أن التنافس التاريخي قد يغيب في السنوات القليلة القادمة، بعد أن تخلى كل فريق عن أحد رموزه برحيل ليونيل ميسي عن برشلونة وكريستيانو رونالدو عن الريال.

الريال يُهيمن على أهم الألقاب

حصد ريال مدريد، في السنوات الأخيرة، دوري أبطال أوروبا في خمس مناسبات، وهو مؤشر على تميز الفريق من حيث حصد الألقاب في المسابقة الأهم في العالم للأندية، بينما تراجعت نتائج برشلونة على الصعيد الأوروبي، وتلقى خسائر تاريخية أمام روما وليفربول، وخاصة بايرن ميونخ.

ولم يعد برشلونة قادراً على التقدم في دوري الأبطال، إذ غادر المسابقة منذ دور المجموعات في آخر مناسبتين، مكتفياً بنجاحات محلية دون أهمية كبيرة، ومنذ عام 2014 تُوج الريال بدوري الأبطال خمس مرات وتوج برشلونة في مناسبة واحدة.

استراتيجية رياضية مختلفة

وتخلص ريال مدريد من العديد من النجوم ونفقاتهم المرتفعة، باستراتيجية رياضية جديدة، حيث لم يعد الفريق يستثمر مبالغ كبيرة إلا في المواهب الشابة مثل فينسيوس ورودريغو وتشاوميني وكامافينغا، واستغل قدراته المالية لإقناع بعد اللاعبين بالتعاقد مع الفريق في صفقات انتقال حرّ. 

بدوره، تورط برشلونة في العديد من الصفقات التي كلفته غالياً، كما أن النادي لم يعد يستثمر في النجوم مثلما كان يحدث سابقاً، وهو ما قد يُفسر أن البرسا لم يستفد كثيراً من التعاقدات التي قام بها، إضافة إلى أن بعض الأسماء قد يستحيل في المستقبل بيع عقودها مثل البولندي روبيرت ليفاندوفسكي.

أزمات مالية لبرشلونة واستقرار في مدريد

أثّر انتشار (كوفيد ـ19) على جميع الأندية في العالم، وهو ما دفع ريال مدريد وبرشلونة بشكل خاص إلى دعم مشروع "السوبرليغ". في الأثناء، فإن موازنات "الملكي" المالية لم تحقق عجزاً كبيراً، والفريق حافظ على توازنه وتفادى العقوبات.

وواجه برشلونة أزمات كبيرة نتيجة عدم قدرة الفريق على توفير التوازن بسبب الديون، وهو ما جعله يواجه العديد من الصعوبات من أجل تسجيل اللاعبين الجدد، بسبب ارتفاع سقف الأجور قياساً بوضع النادي المالي، وهبّ اللاعبون لنجدته عبر تخفيض رواتبهم.

اضطراب إداري في برشلونة

لا تواجه سياسة رئيس الريال، فلورنتينو بيريز، انتقادات رغم بعض الهزات، حيث يبدو محل ثقة الجماهير رغم الصعوبات في "الليغا" هذا الموسم، بينما واجه برشلونة أزمات إدارية خطرة وتبادل التهم، وخضعت مقرات النادي إلى التفتيش من الجهات القضائية، كما أن رئيسه السابق اضطرّ إلى الاستقالة، وتزايد تبادل الاتهامات بين المسؤولين، واشتعلت حرب البيانات بين الإدارة الحالية والإدارات السابقة.  

الريال حافظ على صورته

حافظ ريال مدريد على صورته كنادٍ رائد على الصعيد العالمي، وما زال الفريق الذي يستقطب أفضل اللاعبين والنجوم والمدربين، كما أن شعبيته تتزايد رغم أنه خسر العديد من النجوم في المواسم الأخيرة، ولكنه لم يفقد الإشعاع، بعد أن أسعد جماهيره بانتظام.

في هذه الأثناء، اهتزت صورة برشلونة بشكل كبير بسبب الأزمات الداخلية، قبل أن يتعقد الوضع أكثر مع الأزمة الجديدة، والتهم التي تحاصر النادي، بسبب شبهات تقديم رشاوي للاستفادة من الحكام، وبالتالي أصبح الوضع شديد التعقيد والغموض، والنادي مُعرض إلى العقوبات.

المساهمون