أبو السعود لـ"العربي الجديد": نوبة بكاء تسببت بدخولي عالم الجمباز

أبو السعود لـ"العربي الجديد": نوبة بكاء تسببت في دخولي عالم الجمباز

09 مايو 2024
أبو السعود تأهل لأولمبياد باريس 2024 (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أحمد أبو السعود، البطل الأردني في الجمباز الفني، يتأهل إلى أولمبياد باريس 2024 بتصدره التصنيف العالمي في جهاز حصان المقابض، محققًا إنجازات بارزة في بطولات كأس العالم.
- تكريمه بوسام التميز الذهبي من الملك عبدالله الثاني، وتأهله كأول لاعب جمباز أردني وعربي للأولمبياد عن جهاز حصان المقابض، يعكس مسيرة حافلة بالعمل الشاق والإصرار.
- يخطط أبو السعود للمنافسة في باريس 2024 ويفكر في مستقبله بعد الأولمبياد، مع التركيز على الأهمية الكبيرة للألعاب الفردية وتقديم نصائح للشباب بعدم الاستسلام ومواصلة تحقيق الأحلام.

برز نجم البطل الأردني في رياضة الجمباز الفني، أحمد أبو السعود بعد تأهله مؤخراً إلى دورة الألعاب الأولمبية "باريس 2024" عن جهاز "حصان المقابض"، إذ أنهى سلسلة بطولات كأس العالم الأربع بذهبيتين وفضية.

وتربع أبو السعود، فضلاً عن ذلك، على صدارة تصنيف اللاعبين برصيد 85 نقطة، بعد احتساب أفضل ثلاث نتائج حققها في الجولات الأربع، حيث جمع 30 نقطة بإحرازه ذهبية "جولة القاهرة"، و25 نقطة من فضية "جولة ألمانيا"، و18 نقطة من "جولة أذربيجان"، و30 نقطة من "جولة قطر".

ومرّ أبو السعود بمحطات عديدة في مسيرته الرياضية، وتوج بالميداليات الذهبية في العديد من البطولات العربية والقارية والعالمية، ونال العديد من الميداليات الفضية والبرونزية، قبل أن يسطر اسمه "بحروف من ذهب" في سجلات تاريخ اتحاد الجمباز الأردني، بعدما بات أول لاعب جمباز أردني يتأهل إلى "الأولمبياد"، وأول لاعب عربي يتأهل عن جهاز "حصان المقابض" إلى الدورة العالمية.

ومن المحطات المضيئة في مسيرة أبو السعود، أن العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أهداه وسام التميز الذهبي من الفئة الأولى، بعد إحرازه الميدالية الفضية ببطولة العالم 2022، في مدينة ليفربول البريطانية، ورغم ذلك لم تكن مسيرته الرياضية مفروشة بالورد، وصعوده إلى القمة لم يكن محض صدفة، على الرغم من أن الصدفة هي التي جعلته يتوجه إلى ممارسة لعبة الجمباز. الكثير من كواليس حياة أبو السعود الرياضية وأسباب فشله ونجاحه، وكيف حقق طموحاته كشفها النجم الأردني في حوار حصري مع "العربي الجديد" وفي ما يلي تفاصيله:

● حدثنا عن بدايتك في لعبة الجمباز؟

- بدايتي بلعبة الجمباز كانت صدفة، حينما كان عمري 4 سنوات، وكنت كثير الحركة والقفز، فقرر والدي إرسالي إلى اتحاد الجمباز، إذ كان القرار مصادفة، ولم يكن مخططاً له، وحينما كان عمري 6 سنوات بكيت بشدة، لأني لم أذهب إلى التدريبات، ومنذ ذلك اليوم عرفت عائلتي أن هذه اللعبة هي هدفي، ويجب أن أكمل الطريق في ممارستها، وفعلياً كان إرسالي إلى اتحاد الجمباز بالصدفة ثم أصبحت اللعبة بدمي، ولم أستطع التخلي عنها.

● كيف اخترت اللعب على جهاز حصان المقابض؟

- كنت ألعب على جميع الأجهزة بلعبة الجمباز، حتى أصبح عمري 18 عاماً، وكنت متميزاً منذ الصغر على جهاز حصان المقابض، لذلك قررت ترك باقي الأجهزة، والتركيز على هذا الجهاز، لأنني كنت أعلم أنني سأتمكن من الوصول إلى الأولمبياد به.

● ما الصعوبات والتحديات التي واجهتك خلال مسيرتك الرياضية؟

- الصعوبات التي واجهتني كانت متمثلة بمحاولة إيجاد التوازن بين التدريب والدراسة، خصوصاً وقت الجامعة، كوني كنت طالباً على مقاعد الدراسة وأعمل في الوقت نفسه، حتى أتمكن من دفع الأقساط الجامعية، لذلك كان الوقت ضيقاً لمواصلة التدريبات، إلا أنني كافحت من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، على الرغم من وجود صعوبات مالية أيضاً.

● لماذا كانت مشاركتك في "أسياد هانغتشو" الماضية مخيبة؟

- لعبة الجمباز تعتمد على حركات معينة، والأجزاء من الثواني مهمة للغاية، وهي رياضة من المستحيل أن يقدم فيها أفضل اللاعبين في العالم الأداء نفسه، وفي دورة الألعاب الآسيوية أخطأت في بداية الجملة المطلوبة وأكملتها بنجاح، لكن الخطأ أضاع عليَّ المنافسة على الميداليات، وخرجت مبكراً، رغم أنني كنت مرشحاً للتتويج بالذهبية، وأنا أعتبر ذلك سوء حظ، وأتمنى التعويض في الأولمبياد.

● صف لنا شعورك بعد التأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية "باريس 2024"؟

- التأهل للألعاب الأولمبية يعني لي كل شيء بصراحة، وهو تتويج لـ24 عاماً من التدريبات الشاقة، وهو الحلم الذي كنت أسعى إليه، والحمد لله أنني حققته، والتأهل إلى الأولمبياد طموح كل لاعب، وأنا فخور كثيراً بما حققت، وأن أكون أول لاعب عربي وأردني يتأهل عبر التصنيف، وأول لاعب أردني يدخل الجمباز إلى العالمية.

● كيف كان مشوار التأهل إلى الأولمبياد؟

- مشوار التأهل كان عبارة عن أربع بطولات كأس عالم، يُحتسب منها أفضل ثلاث نتائج، والحمد لله حققت في البطولة الأولى، التي أُقيمت في مصر، الميدالية الذهبية، وفي الثانية حققت الفضية، وتصدرت التصنيف العالمي من البطولة الأولى وحتى آخر بطولة، وفي البطولة الثالثة، التي جرت في أذربيجان، حققت المركز الخامس، وفي البطولة الرابعة التي نُظِمَت في الدوحة حققت المركز الأول، ومِن ثمَّ أسقطت نتيجة أذربيجان، وأنهيت التصفيات بذهبيتين وفضية. في الحقيقة تتويجي بهذه الميداليات المتتالية كان حلماً بالنسبة لي، كنت أسعى إليه منذ فترة طويلة، لكي أتربع على عرش التصنيف الدولي، وبعد تدريب مكثف طيلة 24 عاماً أثمر البطولات، التي حققتها مؤخراً، وأصعب بطولة كانت الأولى، كونها في بداية الموسم، لأن العامل النفسي مهم جداً في البدايات.

● هل كان التأهل ناتجاً عن تخطيط مسبق؟

- في السنوات السابقة حققت فضية بطولة العالم، وكان هذا إنجازاً تاريخياً، ومنذ عامين تقريباً بدأ العمل والتخطيط مع مدربي من أجل التأهل إلى الأولمبياد، ووضعنا خطة متكاملة تتضمن مواعيد التدريبات، وكيفية المشاركة في البطولات، وكيفية رفع مستواي الفني، والوقوف على الأخطاء الفنية لتفاديها خلال البطولات الرسمية، بالإضافة إلى رفع المستوى البدني، والحمد لله نجحت خططنا، وحققنا الهدف المنشود. من كواليس البطولات السابقة حصولي على برونزية العالم، لكنها لم تكن كافية لتأهلي إلى الأولمبياد، الأمر الذي جعلني أشارك في بطولات كأس العالم لتحقيق الهدف.

● هل تعتقد أن المنافسة على إحدى الميداليات في الأولمبياد صعبة أم ممكنة؟

- كما قلت سابقاً، لعبة الجماز تعتمد على جزيئات دقيقة، وخطأ بسيط قد يضيّع على أفضل اللاعبين التتويج بالميداليات، وسأحاول بقدر ما أستطيع تتويج مسيرتي الرياضية باقتناص ميدالية أولمبية.

● ما طموحاتك المستقبلية بعد المشاركة الأولمبية المرتقبة؟

- لم أقرر مستقبلي حتى الآن، لكن هناك أفكاراً كثيرة تدور في خاطري، حيث أفكر بعد المشاركة بالأولمبياد، في التوجه إلى المجال الأكاديمي، كوني ما زلت طالب دراسات عليا "ماجستير"، وأفكر في العمل بمجال التدريب، لكن على العموم الخطط المستقبلية بالنسبة لي ليست واضحة وستتضح بعد الأولمبياد وحسب الظروف المتاحة.

● هل تعتقد أن الأردن يمتلك مواهب أخرى في لعبة الجمباز؟

- أعتقد أن اتحاد الجمباز يملك حالياً العديد من المواهب الشابة في اللعبة، وأعتقد أنه قادر على صقل العديد من تلك المواهب لتحقيق الإنجازات مستقبلاً. 

● ما أسباب عزوف الأردنيين عن الألعاب الفردية؟ 

 - الأردن يتميز بالألعاب الفردية، وهي منجم الإنجازات، لكن الألعاب الجماعية لها شعبية أكثر، ويتوجه اللاعبون إليها، لأن لها جمهوراً أكثر، وأدعو أصحاب المواهب إلى التوجه لممارسة الألعاب الفردية.

● ما نصائحك للشباب والمواهب الصاعدة؟

- رسالتي إلى الشباب هي عدم الاستسلام مطلقاً، فقد فشلت في 20 بطولة قبل تحقيق أول ألقابي الدولية، وكنت أفكر بترك اللعبة، لكني رفضت الاستسلام، ولذلك أقول لهم: مهما كانت الظروف المحيطة بكم والتحديات عليكم الانطلاق نحو أهدافكم، التي وضعتموها وتحقيق أحلامكم، وستصلون إلى مبتغاكم، لكن لا تستسلموا.

أبرز إنجازات أبو السعود:
- الميدالية الفضية في حصان القفز في بطولة العالم للجمباز 2022، وهي أول ميدالية في تاريخ العرب ببطولات العالم للجمباز.

- الميدالية البرونزية في بطولة العالم للجمباز، التي أُقيمت في مدينة "انتويرب" البلجيكية، العام الماضي.

- الميدالية الذهبية في البطولة الآسيوية، التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة في يونيو/ حزيران 2022.

- ذهبية دورة الألعاب العربية الجزائر 2023. 

- الميدالية الذهبية في منافسات حصان القفز ضمن دورة ألعاب التضامن الإسلامي الخامسة 2021. 

- المشاركة في أربع بطولات لكأس العالم.

المساهمون