صحافيو الفيليبين يتركون أيتاماً خلفهم

صحافيو الفيليبين يتركون أيتاماً خلفهم

20 ديسمبر 2014
أشخاص نافذون كانوا خلف العملية (فرانس برس)
+ الخط -
تعتبر الفيليبين من أخطر بلدان العالم على الصحافيين. فقد قتل فيها ما لا يقلّ عن 100 صحافي في السنوات العشر الأخيرة. لكنّ الأصعب من هذا الوضع، هو أنّ معظم هؤلاء خلّفوا وراءهم زوجات وأزواجاً يناضلون من أجل إرسال أطفالهم إلى المدارس بحسب موقع "كي بي آر" الإخباري.

من هؤلاء الأطفال كاترينا سوميرا، التي قُتلت والدتها الصحافية قبل ثلاثة أعوام، بالرصاص، قبل وصولها إلى محطة الإذاعة التي تعمل فيها.

تقول كاترينا (17 عاماً): "لا أفهم لماذا قتلوا أمي. هي لم تفعل شيئاً خاطئاً". أما الوالد وزوج الصحافية الراحلة، خوان، فيعتقد أنّها قتلت بسبب تقارير كانت تجريها حول أرض متنازع عليها.

وبالرغم من أنّ أحد الجيران شاهد الجريمة، فإنّ القضية لم تحلّ بعد بسبب "أشخاص نافذين كانوا خلف العملية، وكان عليّ أن أنتقل مع أطفالي إلى مكان آخر من أجل حمايتهم" يقول خوان.

وبالفعل، فقد انتقل خوان مع كاترينا وشقيقيها الأصغرين. وكان عليه أن يناضل وحده من أجل تعليمهم، خصوصاً أنّ أمهم لطالما أخبرتهم أنّ "التعليم مهم جداً وسيساعدنا في حياتنا" بحسب كاترينا.

وتمكنت كاترينا من الاستفادة من تقديمات الاتحاد الوطني لصحافيي الفيليبين، الذي تكفل بأقساطها المدرسية. لتصبح واحدة من 120 تلميذاً يتيماً من أبناء الصحافيين القتلى، الذين يساعدهم برنامج تأسس قبل عشرة أعوام.

فقد بدأ برنامج المنح عقب اغتيال الصحافية الاستقصائية، مارلين غارسيا إسبيرات، التي قتلت بالرصاص أثناء تناولها العشاء مع أطفالها في المنزل.

وتقول القائمة على البرنامج دابيت كاستانيدا بانيلو، إنّ الأهم بالنسبة للبرنامج هو معالجة آثار الصدمة التي تسبب بها مقتل الأب أو الأم.

من جهتها، التحقت كاترينا بالبرنامج منذ سن الرابعة عشر، وكان مفيداً جداً بالنسبة لها. واليوم بدأت دراسة علم النفس في جامعة خاصة في مانيلا. وتقول عن دراستها هذه: "أريد أن أدرس سلوك كلّ شخص. أريد أن أعرف ما الذي حرّك المجرمين لقتل والدتي. كما أحاول أن أتجاوز الألم".

وعلى الرغم من نجاح البرنامج في إيصال الكثير من أبناء الصحافيين إلى الجامعة، وتخرجهم منها مدرّسين وممرضين ومهندسين وضباط شرطة، فإنّ دابيت تتمنى توقفه يوماً ما "فاستمراره يعني أنّ قتل الصحافيين مستمر في البلاد".