التنسيقية المصرية : معتقلات "القناطر" يواجهن انتهاكات جسيمة

التنسيقية المصرية : معتقلات "القناطر" يواجهن انتهاكات جسيمة

21 أكتوبر 2014
الانتهاكات بحق المعتقلات تمثل مخالفة صريحة للأعراف والمواثيق الدولية(الأناضول)
+ الخط -


أدانت "التنسيقية المصرية لحقوق الإنسان" (مبادرة مدنية مصرية) بشدة الانتهاكات الجسيمة التي تتعرّض لها المعتقلات، بسبب آرائهنّ السياسية في سجن القناطر الخيرية، خاصة الشابات، وفي مقدّمتهنّ الطالبتان صفاء حسن طه (18 عاماً) وأسماء سيد صلاح (19 عاماً)، وهما كانتا قد اعتقلتا قبل ما يزيد على عشرة أشهر، بتهم التجمهر، والاعتداء على المنشآت العامة والأملاك الخاصة، والانضمام إلى جماعة أسّست بخلاف أحكام القانون والدستور، والتظاهر. وصدر حكم بحقّهما من الدرجة الأولى، يقضي بسجنهما لمدّة خمسة أعوام، وبتغريمهما خمسين ألف جنيه مصري.

وأشارت التنسيقيّة إلى أن ذلك تم "في محاكمة لا تتّفق مع المعايير الدوليّة للمحاكمات العادلة. فالدفاع لم يتمكّن من القيام بمهامه، ولم تتوفّر أدلة ماديّة تفيد بوقوع الجريمة، بل أتى الحكم بناءً على تحريات الأمن الوطني وتحريات الشرطة بالدرجة الأولى".

وأضافت التنسيقيّة أن "الانتهاكات التي تعرّضت لها المعتقلات في سجن القناطر تمثل مخالفة صريحة للأعراف كافة وللمواثيق الدوليّة المعنيّة بحقوق الإنسان، وفي مقدّمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيّة والسياسيّة. وتلك تنصّ على احترام حقوق الإنسان وصون كرامته، وعدم جواز إيذائه أو تعذيبه بدنياً أو معنوياً، بالإضافة إلى أن المتهم يظل بريئاً حتى تثبت إدانته، في حين تكفل له الدولة المحاكمة العادلة والعاجلة، وكذلك الدستور المصري الذي نصّ على ذلك في مواده".

كذلك، أوضحت التنسيقيّة المصريّة لحقوق الإنسان أن الانتهاكات تمثلت في الاعتداء عليهنّ بالضرب والسحل هنّ والمعتقلات الأخريات في قسم شرطة مصر الجديدة أثناء اعتقالهنّ في المرة الأولى، ثم الاعتداء عليهنّ في سجن القناطر بطريقة وحشيّة عن طريق الإداريات في السجن، بقيادة سجانة تُدعى سيدة، وبعلم من مأمور السجن الذي أمر باستدعاء قوات فضّ الشغب للاعتداء عليهنّ وعلى السجينات السياسيات الأخريات، بالضرب بالعصي الخشبيّة والهراوات، وهو ما جعلهنّ يُصبنَ بجروح وكدمات.

إلى ذلك، أجبر مأمور السجن المعتقلات على خلع ملابسهنّ الداخليّة -بزعم أنها مخالفة لملابس السجن- أمام قوات فضّ الشغب وأمام السجانات، في تعدٍّ سافر على حقوقهنّ وحريتهنّ. ولفتت التنسيقية إلى ما تعاني منه المعتقلات نتيجة سوء الرعاية داخل الزنازين، بالإضافة إلى انتشار الحشرات والثعابين، بعد قيام إدارة السجن بحرق أشجار محيطة بمبنى السجن، كانت مأوى لتلك الحشرات والثعابين. وقد دفع ذلك المعتقلات إلى تحرير شكوى قدّمنها إلى إدارة السجن، لكن من دون جدوى.
وشدّدت التنسيقيّة على أن ذلك من شأنه أن يهدّد حياتهنّ، ويوجب مساءلة إدارة السجن ووزير الداخليّة عن هذه الانتهاكات الجسيمة.

أضافت أن "الأمر لم يقتصر على ذلك، بل امتدت الانتهاكات بحق المعتقلات من خلال تأجيل النظر في الاستئناف لأكثر من مرّة على مدى أربعة أشهر متتالية. أما السبب، فهو عدم تمكّن إدارة السجن من نقل بعض هؤلاء لحضور الجلسة. وقد حُدّد موعد الجلسة الأخيرة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، للنظر في طلب الاستئناف.

وطالبت التنسيقيّة السلطات الحاليّة "بضرورة الإفراج عن جميع المعتقلات في سجن القناطر، وفي مقدّمتهنّ الطالبتان صفاء حسن طه وأسماء سيد صلاح".

المساهمون