صوت المرأة الفلسطينية يرتفع عبر الإذاعات الإلكترونية

صوت المرأة الفلسطينية يرتفع عبر الإذاعات الإلكترونية

07 مايو 2014
هنا غزة بصوت النساء (العربي الجديد)
+ الخط -

تجتمع في راديو "صوت نساء غزة" التابع لشبكة PNN، أصوات نسائية شابة من خلال إذاعة الكترونية تهتم بقضايا وهموم المرأة الفلسطينية.

تقول مديرة الإذاعة، إسلام البربار، لـ"العربي الجديد" إن "المرأة في قطاع غزة بحاجة إلى صوت نسائي يعبّر عنها، ويتحدث باسمها وينقل همومها إلى المستمعين، وهذا هو هدف الإذاعة الأبرز"، موضحة أن "انطلاق المشروع لم يكن بالأمر السهل وأن الإعداد له استمر لشهور عدة".

تدير البربار إذاعة الكترونية مجتمعية مختصة في قطاع غزة، تعنى بقضايا المرأة بشكل مباشر وتناقش مشاكل المجتمع السياسية والاقتصادية والثقافية والمجتمعية بعيون النساء. تلفت إلى أن "هناك 43 إذاعة محلية في الأراضي الفلسطينية لا تقدم برامج خاصة بالمرأة وحقوقها، لهذا كان وجود إذاعة تعالج النقص الواضح في حضور المرأة".

إيجاد مساحة مشتركة بين المرأة والرجل هو أحد أهداف الإذاعة بحسب ما تشير البربار "فغالبية الطاقم الإعلامي للإذاعة من النساء، وهناك رجال عاملون بها يختصون بالجانب التقني فقط، ولا يتدخلون في مضمون السياسة الإعلامية للإذاعة".

تشير البربار إلى أن "الإذاعة كانت الخطوة الأولى لمشروع يهدف إلى إنشاء 6 إذاعات في الضفة وغزة، وقد انطلقنا بأربع برامج هي "حكي صبايا"، "أدينا بندردش"، "قهوة صباحية"، و"أسيرات من بلادي" وتتحدث عن يوميات النساء ومشاكلهن وتفاصيل حياتهن".

توضح البربار أن "إدارة الإذاعة تبحث دائما لإيجاد طرق تسمح بالوصول لأكبر عدد من النساء، وأن الطموح يصل إلى نقل العمل إلى الأثير بجانب العمل الالكتروني، إلى جانب الاهتمام الكبير بوضع سياسات واستراتيجيات تلبّي جميع الأذواق وتجذب المستمعين بكل فئاتهم وانتماءاتهم".

وقد واجهت صعوبات كبيرة طاقم الإذاعة حتى موعد انطلاقها رسميا في الأول من مايو/أيار، كما تشرح البربار، منها الحصول على التراخيص "رغم أنها قناة إعلام مجتمعي يجب أن يدعم من قبل الدولة"، وغياب التمويل الحقيقي للمشروع، واعتماده على مجهودات أقرب إلى الشخصية.

 

 "حوا أون لاين"

إذاعة أخرى أطلقها "مركز وطن لتنمية قدرات الشباب" من مخيم "النصيرات" للاجئين وسط قطاع غزة، حملت اسم "حوا أون لاين" تنقل رسالة حواء، هي الأخرى، عبر موجة الكترونية.

ترى المذيعة ابتسام أبو شمالة أن "فكرة إنشاء إذاعة الكترونية تركز اهتمامها على قضايا المرأة، في عصر شكل الانترنت حلقة التواصل الأبرز في العالم، ربما تكون أنجع من الإذاعات المحلية التي لا تصل إلا إلى جمهور محدود".

وتشير إلى أن "حواء أون لاين" تختص بقضايا المرأة والطفل على حد سواء، ولا حدود لها في طرح القضايا وتمتلك الجرأة، بهدف الوصول إلى مجتمع واعٍ ومنصف".

توضح أن "إطلاق إذاعة متخصصة لم يكن سهلا، في ظل الظروف التي تواجه كل المشاريع الشبابية عموما، فما بين التمويل إلى اختلاف وجهات النظر حول إنشائها، إلى إمكانية تناول مواضيع حساسة تمس المرأة، كل ذلك كان تحدياً كبيراً".

وتأمل أبو شمالة "ألا يقتصر هذا الصوت الكترونيا فقط بل أن ينتقل إلى الأثير، مع وجود مؤسسات شريكة وداعمة، وأن يترك أثرا إيجابيا حول الدور الذي تلعبه المرأة في المجتمع الفلسطيني، وتغيير نظرتها إلى نفسها أولا، من خلال تغيير المفاهيم الخاطئة، ومكافحة التمييز بين الجنسين".

من جهة ثانية، ترى مقدمة البرامج بإذاعة "صوت الشعب" منى حلس أن "المرأة تعاني انحسارا في دورها الإعلامي خصوصا في غزة، وفكرة وجود إذاعة متخصصة بقضايا المرأة تعبر عن همومها كان حاجة حقيقية في مجتمع شرقي محافظ، دائما ما شكل الاقتراب فيه من أهم القضايا النسائية معضلة كبيرة".

وتشير إلى أن "مشكلة المرأة ليست في النصوص القانونية وإنما في الممارسة اليومية، فبرغم القوانين الكثيرة نجد جرائم كالقتل على خلفية الشرف، والتي سجلت 12 حالة خلال العام الماضي فقط، وقضايا سفاح القربى، ومنع المرأة من حقها في الميراث، كل هذه قضايا تحتاج إلى تسليط الضوء عليها أكثر".

ترى حلس أن "خصوصية ووضعية المرأة الفلسطينية ومكانتها النضالية في المجتمع الفلسطيني، والظلم والقهر الاجتماعي الذي تتعرض له مضافا إليه ويلات الاحتلال والمشاركة في المقاومة، يجعل منها حالة فريدة تحتاج إلى خطاب خاص"، مؤكدة أن "المرأة وحدها قادرة على التعبير عن نفسها، فهي الأقدر على توضيح صورتها ونقل رسالتها، من هنا كان إنشاء إذاعات متخصصة للمرأة بداية تستحق البناء عليها". 

دلالات

المساهمون