خريطةُ أحلام الموريتانيّين

خريطةُ أحلام الموريتانيّين

01 يناير 2015
يتمنى الموريتانيون أن يكون العام الجديد جميلاً (Getty)
+ الخط -

عادةً ما يتفاءل الموريتانيون بالسنة الجديدة. غالباً ما تكون بمثابة فرصة لتجديد أحلامهم وتحقيق ما عجزوا عنه وتجنب الإخفاقات. ومهما اختلفت التطلعات، فإنها تحمل الأمل بعام أفضل من الذي سبقه. كثيرون يحصون إنجازاتهم وإخفاقاتهم، ويصوغون أهدافهم مجدداً أو بطريقة أخرى، مستفيدين من أخطاء الماضي.

محمد ولد الشيخاني (33 عاماَ)، وهو موظف حكومي، يرى أن "أهم إنجاز حققه خلال العام الماضي هو اقترانه بابنة عمه، بالإضافة إلى حصوله على ترقية ومنصب جديد في العمل، فقد أصبح رئيس مصلحة في المؤسسة التي يعمل فيها". بالنسبة إليه، كان "إكمال نصف دينه الحدث الأجمل". وعن أحلامه في العام الجديد، يقول: "أتطلع إلى اليوم الذي أصبح فيه أباً، وأتمنى أن يتحقق هذا خلال العام الجديد، بخاصة أنها أمنية جميع أقربائي".

من جهتها، تحكي أمينة بنت بابا أحمد (57 عاماً)، وهي ربة منزل، بكثير من الفرح عن العام المنصرم. كان حافلاً بالأحداث واللحظات السعيدة بالنسبة إليها. فقد تمكنت من أداء فريضة الحج، وحصل ابنها البكر على وظيفة بعد ثلاث سنوات من البطالة. ونجحت ابنتها في اجتياز امتحان الثانوية العامة. أيضاً، حصل زوجها على بيت بعد القرعة التي أجرتها المؤسسة التي يعمل فيها. تقول: "هذا العام استثنائي بالنسبة لعائلتي، وأتمنى أن يكون العام المقبل حافلاً بالأحداث السعيدة، وتحديداً شفاء والدي وزواج ابتني الكبرى. إذا تحقق هذين الحلمين، سأكون في غاية السعادة، وأعتبره عاماً رائعاً لا يمكن نسيانه".

في المقابل، لم تكن سنة عبد الله ولد سيدي يسلم (48 عاماً)، وهو حرفي، جيدة. مع ذلك، يبدو متفائلاً بالعام الجديد. يقول: "منذ بداية العام الماضي، عانيت كثيراً. تعرضت لحادث سير وأصبت بكسور في أنحاء مختلفة من جسدي. أجريت عمليات جراحية عدة، وتسببت الأمطار في تدمير جزء من منزلي وتلف أثاثه". يرى أن هذه الأحداث السيئة هي "اختبار لقوة عزيمته وإيمانه"، ويتنمى أن "يحمل له العام المقبل أحداث سعيدة تمحو هذه الذكريات السيئة، بخاصة على صعيد العمل".

تخطيط

يكادُ التفكير بإنجازات العام الماضي وأحلام السنة المقبلة يكون تقليداً لدى الشباب في موريتانيا، بخاصة أن غالبيتهم يخططون للمستقبل، ويضعون خريطة لأحلامهم وطموحاتهم. يرى عمر ولد يحيى (22 عاماً) أن "التخطيط للمستقبل يتطلب الاجتهاد لتحقيق الأهداف المتوخاة في كل مرحلة، ويؤكد أن أصدقاءه وطلاب الجامعات عادة ما يضعون أهدافاً محددة في كل سنة. وعند نهاية العام، يحاسبون أنفسهم ويقومون بجرد الأحداث التي عاشوها".
في العام الجديد، يريد عمر النجاح في امتحانات الجامعة بتقدير جيد، والحصول على تمويل لمشروع وصفه بـ "الطموح" قدمه لإحدى المؤسسات التي تساعد الشباب. يشير إلى أنه "عاش أحداثاً سعيدة وأخرى سيئة خلال العام الماضي. كان الأسوأ وفاة زميله في الجامعة. أما الأحداث السعيدة، فكانت حصوله على تقدير جيد جداً في اختبار الجامعة، وهدية عبارة عن دراجة نارية فخمة".

أحلام

يقول الأستاذ في علم النفس يعقوب ولد حامد إن "بداية العام الجديد تعد الوقت الأنسب لتعداد الإنجازات واستحضار اللحظات السعيدة والأحداث التي عاشها الإنسان". يضيف "هذه المناسبة هي فرصة للتفكير أيضاً، بخاصة في هذا العصر السريع، حتى نستطيع مواكبة إيقاع تغيرات الحياة وننجح في التخطيط والعمل والإنجاز". يوضح أن "بداية العام تحمل روحاً جديدة وشحنة كبيرة من التفاؤل يجب استغلالها لتحقيق التطلعات والأماني والاستفادة من إنجازات العام الماضي والتخطيط لاستحقاقات السنة المقبلة".

يُشير حامد إلى أن "التأمّل في أحداث العام الماضي يساعد على رسم ملامح الغد الذي نريده، سواء كانت السنة مليئة بالإنجازات الشخصية أو لم تكن". أيضاً، يدعو إلى "ضرورة تكريس روح التفاؤل التي نلمسها لدى كثيرين خلال استقبال السنة الجديدة، ووضع خريطة بالأحلام والسعي لتحقيقها".