مليشيات عراقية تستولي على معبد يهودي في العمارة

مليشيات عراقية تستولي على معبد يهودي في العمارة

11 فبراير 2015
المعبد اليهودي في محافظة العمارة العراقية (العربي الجديد)
+ الخط -
استولت مليشيات عراقية متنفذة على معبد يهودي في محافظة العمارة (320 كم جنوب بغداد) فيما لا يزال مرقد النبي عزير اليهودي تحت سيطرة ديوان الوقف الشيعي في المحافظة.

وأوضح مصدر مطلع في ديوان محافظة العمارة لـ"العربي الجديد" أن عناصر مليشيات مسلحة صادروا بناية المعبد الواقع في حي التوراة "سابقا" قرب كنيسة أم الأحزان، وقطعوا جميع الشوارع المؤدية إليه، ومنعوا الصحافيين من التصوير أو كتابة أي تقارير تتعلق بالموضوع، مشيراً إلى أن المليشيات هدمت الجزء الأكبر من المعبد، ولم يبق منه إلا بضعة أمتار، لافتاً إلى أن مقر المعبد سيتحول إلى مقر عام للمليشيات في جنوب العراق.

وفي الشأن ذاته، قال أحد اليهود العراقيين لـ"العربي الجديد"، إن استيلاء مليشيات خارجة على القانون على معبد يهودي ليس جديداً، بعد سيطرة ديوان الوقف الشيعي على مرقد النبي عزير في محافظة العمارة، مبيناً أنه اضطر إلى مغادرة مدينته ليتنقل بين بغداد وإقليم كردستان حفاظاً على حياته، بعد تلقيه تهديدات مباشرة بالتصفية في حال أثيرت قضية المعبد في وسائل الإعلام.

وانتقد اليهودي الذي رفض الكشف عن هويته الموقف الذي وصفه بـ"المخزي والمتخاذل" للحكومتين المحلية في العمارة والمركزية التي يترأسها، حيدر العبادي، بسبب الصمت عن الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات في حق طوائف المسلمين والأديان الأخرى، ملوحاً باللجوء إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة للمطالبة بالحقوق إذا استمر صمت الحكومة العراقية.


ودعا الولايات المتحدة الأميركية إلى عدم إعادة الأرشيف اليهودي إلى العراق في الوقت الحاضر إلى حين حل مشكلة معبد العمارة، مبيناً أن الأرشيف يتضمن معلومات تخص الديانة اليهودية، كالتعليم والمستوى الاجتماعي والاقتصادي وأسماء العوائل اليهودية، وهذه المعلومات لا يمكن أن تفيد الدولة العراقية بشيء لأنها، اليوم، أصبحت خالية من اليهود.

وأشار إلى وجود وثائق ومخطوطات يهودية مهمة في المكتبة الوطنية العراقية، لكنها لم تعرض ولم ترجع إلى أصحابها.

وكانت وزارة السياحة والآثار العراقية أكدت، أمس الثلاثاء، أحقية العراق باستعادة الأرشيف اليهودي، داعية الولايات المتحدة الأميركية إلى تحديد جدول زمني لإعادته.

وقال وزير السياحة والآثار، عادل شرشاب، خلال مؤتمر صحافي:"هذا الأرشيف ملك للعراق ولن نتنازل عنه"، كاشفاً عن فتح قنوات اتصال مع وزارة الخارجية العراقية لاستعادته عبر مطالبة واشنطن بالإجابة عن أسئلة وزارته، خصوصاً ما يتعلق بالأنباء التي تحدثت عن وصول الأرشيف إلى إسرائيل.

ودعت وزارة السياحة العراقية، في وقت سابق، المجتمع الدولي إلى مساعدة العراق في استعادة مخطوطة التوراة العراقية التي استولت عليها اسرائيل، فيما نقلت وكالة "الاسوشييتد برس" عن وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، "المخطوطة التي عثر عليها في مخزن المخابرات العراقية تمثل مصير اليهود".