معوّقو بريطانيا إلى تزايد بنسبة 40%

معوّقو بريطانيا إلى تزايد بنسبة 40%

21 ديسمبر 2014
مباراة في كرة السلة بين مقعدين بريطانيّين وأستراليّين بلندن(Getty)
+ الخط -

لا تهمل بريطانيا المعوّقين في بلادها، وتسعى الحكومة وعدد كبير من المنظمات الخيريّة إلى تأمين حياة كريمة لتلك الفئة التي تشكّل خمس عدد السكان. لكن على الرغم من الجهود الحثيثة التي تُبذل والامتيازات التي يتمتّع بها هؤلاء في بريطانيا حيث لا مجال لمقارنة أوضاعهم بأمثالهم المنبوذين أو المضطهدين في معظم بلادنا العربيّة، ما زال الأشخاص المعوّقون يعانون من مشاكل يوميّة عديدة. أما السبب، فنظرة عدد لا يستهان به من العامّة إليهم على أنّهم عبء.

فيتمّ تجاهل القانون أحياناً من خلال الامتناع عن توظيفهم أو التعرّض لهم والعمل على إيذائهم لفظياً أو حتى جسدياً. ويُشار إلى علاقة وثيقة ما بين الفقر والبطالة والمهارات المتدنية والإعاقة.

أعداد المعوّقين في بريطانيا المصرّح بها، غير دقيقة. وبالتالي قد تكون أعلى من المذكورة آنفاً. كذلك، فإنّ أوضاعهم مقارنة بأقرانهم في عديد من الدول الأوروبيّة الأخرى، تُعتبر في أدنى مستوياتها. ويعرَّف الشخص المعوّق بحسب منظمة "بابوورث" الخيريّة التي تُعنى بشؤون المعوّقين، بأنه أي شخص يعاني من إعاقة جسديّة أو عقليّة أو يعجز عن العيش حياة طبيعيّة بشكل يومي.

وتقول أديلا أكسيو وهي باحثة من منظمة "بابوورث" لـ "العربي الجديد"، إنه وفي تقرير أعدّته شمل مجمل نواحي حياة المعوّقين في بريطانيا، يصيب الاكتئاب شخصا واحدا من بين 20 شخصاً في البلد في أي فترة زمنيّة من السنة، في حين قد يزداد عدد المعوّقين بنسبة 40% بين عامَي 2002 و2022، إن استقرّت معدّلات الإعاقة على مستوياتها الحالية.

إلى ذلك، كشف تقرير صادر عن قسم العمل والتقاعد في الحكومة البريطانيّة، عن وجود ما يزيد على 11 مليون شخص يعاني من أمراض مزمنة أو إعاقة. وترتفع نسب المعوّقين مع العمر، إذ يبلغ عدد الأطفال 6% منهم مقارنة مع 16% من البالغين و45% من الأشخاص الذين بلغوا سنّ التقاعد.

من جهة أخرى، يؤثّر وجود المعوّق في العائلة على وضعها الاقتصادي. فتعيش غالبيتها في فقر، مقارنة مع العائلات التي لا يعاني أي من أفرادها من إعاقة.

أما الجهود المبذولة، فلم تذهب هباء، إذ حظي المعوّقون في عام 2014 بفرص عمل أكثر مقارنة مع عام 2002. لكن تلك الحظوظ تبقى أقل من تلك التي تتوفّر للأشخاص غير المعوّقين.

وفي عام 2012، بلغت نسبة المعوّقين القادرين على العمل 46.3% في مقابل 76.4% من غير المعوّقين في سن العمل. وهو ما يُظهر بحسب معدّي التقرير وجود فجوة توازي 30.1% بين الأشخاص المعوّقين وهؤلاء غير المعوّقين، تعادل ما يزيد عن مليونَي شخص. لكن تلك الفجوة تقلّصت بنسبة 10% في السنوات الأربع عشرة الأخيرة ولم تتراجع على الرغم من الوضع الاقتصادي السيئ.

ويبيّن التقرير أن المعوّقين يتعرّضون لمعاملة غير عادلة في العمل أكثر من سواهم، كذلك يواجه ثلث هؤلاء صعوبات في دخول الأماكن العامة والمحال التجاريّة ومراكز الترفيه بسبب إعاقتهم. وتبقى تلك الفئة من الناس الأقل نسبة في المشاركة بأنشطة ثقافيّة ورياضيّة وترفيهيّة مقارنة بغيرها.

إلى ذلك، اشتكى خمس المعوّقين في بريطانيا من صعوبات في استخدام المواصلات العامة. وقد ازداد عدد الحافلات المزوّدة بتسهيلات للكرسي المتحرّك من 52% في عامَي 2004 و2005 إلى 88% في عامَي 2011 و2012.

من جهتها، لفتت منظمة الصحة العالميّة إلى أنّ الاكتئاب قد يكون سبباً رئيسياً للإعاقة مع حلول عام 2020 والإصابة بأمراض نفسيّة. وبيّنت دراسة حديثة أنّ نسبة المعوّقين ترتفع بين الهنود والشعوب الآسيويّة أكثر منها بين الأوروبيّين.

ويشكو إيدي تومبسون وهو شاب مقعد يستخدم كرسيا متحرّكا من "عجزي عن دخول العديد من الأماكن". ويسأل في حديث لـ "العربي الجديد": "لماذا لا يوفّرون مداخل مناسبة للمعوّقين؟". فتومبسون لطالما أراد أن يشعر بالمساواة بينه وبين الأشخاص الآخرين، "إلا أنّني وبمجرّد خروجي من المنزل أشعر بالحواجز التي تعرقل يومي بدءاً من نظرات الناس إليّ التي أحاول تجاهلها أو التي اعتدتها وصولاً إلى تلك المحال والمطاعم والمقاهي التي لم تلتفت أو تفكّر بتوفير مسارات سهلة" لأمثاله.

من جهة أخرى، كشف تقرير منظمة "بابوورث" أنّ 40% من الأطفال المعوّقين في بريطانيا يعيشون في الفقر، أي نحو 320 ألف طفل. وثلث هؤلاء يعيشون في فقر مدقع. إلى ذلك، 84% من أمّهات هؤلاء عاطلات عن العمل في مقابل 39% من الأمّهات اللواتي ليس لديهنّ أطفال معوّقون.

دلالات