"سانت كاترين"... الجنسية المصرية سبب الوفاة

إرفع رأسك عالياً أنت المصري هكذا هتف المصريون في الميادين وغنى الشعراء في الدواوين، واشعلوا ثورة تغير الواقع القبيح، لكن طائر الموت تواطأ مع الإهمال واللامبالاة فخطف الروؤس التي ارتفعت مع حافة الجبل وتركها تعاني صقيعين الأول بسبب الطقس القاسي فوق جبل والثاني صقيع أن تكون مواطنا في بلد لا يهتم الا بالاجانب هذه خلاصة القصة أما التفاصيل فتقول :

علم مصر.. صور لرحلات "سفاري" وطائرات هليكوبتر.. ملحقة بكلمة "مرحبا في مركز البحث والإنقاذ المصري". هكذا يستقبلك موقع المركز على شبكة الإنترنت، بمزيد من الترحاب ومزيد من التفاصيل عن خدماته ونطاق عمله، التي توحي بقدراته الخارقة.

"يقدم المركز خدماته طبقاً لمحددات وتشريعات المنظمة الدولية للطيران المدني والمنظمة الدولية البحرية، ويمتلك القدرات والإمكانيات اللازمة لعمليات البحث والإنقاذ (جوي- بحري- بري)، بالإضافة إلى عمليات الإخلاء الطبي والإطفاء الجوي والمستشفى الطائر.

ومع ذلك.. لم تشفع هذه القدرات والإمكانيات التي تحدث فيها الموقع عن المركز، لضحايا واقعة سانت كاترين بعد قيام عاصفة ثلجية، أدت لتغييب 8 مصريين بشكل تام لمدة ثلاثة أيام، لم تتحرك لهم قوات البحث والإنقاذ بحجة "أن إجراءات خروج طائرة البحث تستغرق عشرة أيام"، تارة، وتارة أخرى "لأنهم مصريون مما يصعب الأمر"، وذلك بحسب ما سمعه أهالي وأصدقاء الناجين والموتى الذين حاولوا الاتصال بفرق الإنقاذ والبحث.

يتابع الموقع شارحا إمكانيات المركز الهائلة "مركز البحث والإنقاذ المصري يمتلك نظام اتصالات يمكنه من استقبال إشارات الاستغاثة بسهولة من أي مكان في العالم من خلال شبكة الأقمار الصناعية للبحث والإنقاذ، ومركز تنسيق الإنقاذ المشترك بالقاهرة التابع للمركز يوفر وسائل فعالة ومباشرة لتحقيق الاتصال بالسلطات والمنظمات والهيئات الدولية المعنية بعمليات البحث والإنقاذ حول العالم".

"طبعاً طائرات الجيش سهل جدا أن ترسم قلوباً في الجو لكن أن تلحق الطائرات مجموعة شباب يموتون في سانت كاترين بسبب عاصفة ثلجية.. هذا صعب ويلزم تصريح قبلها بعشرة أيام"، بهذه النبرة من السخرية الممزوجة بالأسى، علق أصدقاء الموتى في واقعة سانت كاترين، منتقدين تحليق الطائرات العسكرية في ميادين مصر لمناصرة وزير الدفاع السيسي أو تفويضه، وهي ترسم قلوبا في السماء.

وعلق آخر "المرة القادمة قبل أن تصعد للجبل، خذ معك سائحا أو يسري فودة"، تهكما على رفض هيئات الإغاثة التحرك لأنهم مصريين. ولأن طائرة مروحية تحركت على الفور لإنقاذ الإعلامي المصري، يسري فودة، عندما تعرض لحادث سيارة على الطريق السريع بالبحر الأحمر منذ عدة أشهر.

وانتشرت استغاثة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" و"تويتر" في محاولة لإنقاذ المفقود الثامن والأخير في الرحلة المخرج السينمائي الشاب محمد رمضان بعد إنقاذ أربعة ووفاة ثلاثة من رفاقه، فحواها "يا جماعة أرجوكم اللي يعرف مسؤول كبير في البلد أو يعرف مسؤول كبير في شركة فودافون.. محتاجين ضروري جدا تتبع لرقم محمد رمضان المفقود في صحراء سانت كاترين لأن هذه الطريقة الوحيدة التي ممكن نوصل لمكانه من خلالها وده رقمه".

كانت عاصفة ثلجية قد هبت على منطقة سانت كاترين فجر السبت الماضي، مما تسبب في تشتيت مجموعة من ثمانية شباب وبنات كانوا في رحلة على قمة جبل "باب الدنيا"، الأمر الذي تطور إلى فقدان ثلاثة منهم على قمة الجبل– هم المتوفون-، وانقطاع الاتصال برابع، فيما تمكن 4 آخرون من النزول إلى سفح الجبل.

وعلى الرغم من وقوع هذه الأحداث يوم السبت الماضي، إلا أن طائرة عسكرية لم تتحرك سوى صباح أمس الثلاثاء فقط، لنقل الأربعة من سفح الجبل إلى مستشفى سانت كاترين.

وكانت الرحلة تم الإعداد لها وتنظيمها على شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، وغادرت القاهرة مساء الخميس، ووصلت منطقة سانت كاترين فجر الجمعة، وصعد الفريق المكون من 8 من الشباب والبنات جبل باب الدنيا ظهر الجمعة.