سايكولوجيّة التعليقات المسيئة

سايكولوجيّة التعليقات المسيئة

21 سبتمبر 2014
المعلقون المسيئون يخفون شخصيّة مؤذية (Getty)
+ الخط -

يتفق جميع مستخدمي الإنترنت، على الأهمية القصوى للتعليقات. ومع ذلك فإنّ التعليقات المسيئة، تثير الانتباه أخيراً، بحسب تقرير في الغارديان.

يشير التقرير الذي أعدّه أستاذ سايكولوجيا الأعمال في كلية لندن الجامعية، توماس شامورو بريموزيك، إلى إقدام السويدي فيليكس كيلبرغ، على حظر التعليقات نهائياً من قناته على "يوتيوب". ويعرف كيلبرغ بأنّه من أهم الأسماء في موقع الفيديو الشهير، مع متابعة أكثر من 30 مليون مستخدم لقناته. وجاء قرار كيلبرغ، بعد خروج التعليقات المسيئة، المنشورة لديه، عن السيطرة. وبذلك فإنّه يخاطر بانسحاب الكثير من المتابعين من قناته.

ويتابع التقرير أنّ البحث في دوافع المسيئين على الإنترنت، وسبل التعامل مع تعليقاتهم، ما زال في مراحله الأولى. ومع ذلك، هنالك دراسات سايكولوجية تحاول أن تجيب عن هذه الأسئلة. وتوصلت إلى ثلاثة دروس مهمة:

أولها أنّ المعلقين المسيئين يخفون شخصية مؤذية، تمنعهم من بناء علاقات بطرق حضارية، واجتماعية إيجابية. فقد كشفت دراسة ملفاتهم الشخصية، أنّهم ميكيافيليون، ومعادون للمجتمع، وساديون.

ثانيها أنّ التعليقات المسيئة، تطلق العنان للمستخدمين، من خلال إخفاء الهوية. وتسمى هذه الظاهرة بالإمعية، وهي معروفة لدى علماء النفس. كما ظهرت في عدة علاقات جماعية، منها السلوك الجماهيري، وبخاصة شغب جماهير الملاعب. فحتى ولو لم نكن ساديين بطبيعتنا، فإنّ التعليقات المسيئة قد تكشف أسوأ ما فينا، عبر إسقاطها للقيود الأخلاقية، والآداب الإجتماعية، التي تنظم سلوكنا.

ثالثها أنّ التعليقات المسيئة تشكّل عامل جذب قوياً. فيمكنك من خلالها لفت انتباه القراء، وإزعاج الناس، وإشعال نقاشات الكراهية، وحتى كسب التأييد. وبذلك يشعر المسيئون أنّهم أشخاص مهمون. ومع ذلك، لا ينسحب شعورهم بذاك النفوذ، على حياتهم الواقعية، بل يبقى حبيساً لأجهزة الكومبيوتر والهواتف الذكية فقط.

دلالات