شوارع غزة في ليالي رمضان... زينة وألعاب وسهر

شوارع غزة في ليالي رمضان... زينة وألعاب وسهر رغم كورونا

12 مايو 2020
تتزين الشوارع والأزقة في ليالي رمضان(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

لم تؤثر الإجراءات الوقائية المُتخذة لمواجهة فيروس كورونا في قطاع غزة كثيرًا على المشهد العام في الليالي الرمضانية، إذ تبدو الأجواء عادية في الشوارع والمفترقات العامة وساحل البحر مقارنة بالأعوام السابقة.

وتتزين شوارع وأزقة ومخيمات قطاع غزة في ليالي رمضان بأحبال الزينة المُلونة والفوانيس المضيئة، فيما تضج بأصوات الأطفال وألعابهم، في لوحة تُميزها عن باقي ليالي العام.

وتشهد الشوارع سكونًا مُطبقا لحظة الإفطار الرمضاني، فيما تبدأ الحركة بالعودة تدريجيًا نحو النشاط بعد تناول الطعام، فتمتلئ الشوارع بالمارة، وتبدأ السيارات بنقل الناس نحو المتنزهات العامة والأسواق.

ويتجه الأطفال للشارع سريعًا، يتجمعون حول السيارات البلاستيكية المضيئة، والأراجيح التي تضج بالأغاني والأناشيد الطفولية، فيما يلعب آخرون بالألعاب النارية، والتي تتميز بها الليالي الرمضانية في غزة.

ويستغل بعض أهالي قطاع غزة ساعات المساء لقضاء الزيارات العائلة وصِلة الأرحام، وذلك على الرغم من التوصيات الرسمية والإجراءات الوقائية المُتخذة لمواجهة فيروس كورونا، والحد من انتشاره.

تلك التوصيات والإجراءات الوقائية، لم تمنع التجمعات في ليالي رمضان داخل المتاجر الكبيرة، وفي الأسواق العامة، والتي يقصدها المواطنون لتوفير حاجاتهم الأساسية، والتي تعينهم على أيام الصوم.

وتشهد الأسواق العامة والشوارع التجارية حركة استثنائية، مع دخول ساعات المساء، لشراء الحلويات ومستلزمات طعام السحور، فيما يتجه البعض لشراء المُسليات من البسطات والعربات الصغيرة المنتشرة في شوارع غزة ونواصي الحارات.

وفور انتهاء تناول الإفطار، تبدأ عربات البوظة بالتجول في الشوارع وبين الأزقة، مُنادية على الأطفال، فيما يتجمع الشبان أمام البيوت وفي المتنزهات العامة، حتى ساعات متأخرة من الليل.

وساهم إغلاق المساجد في قطاع غزة ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، والتي أغلقت فيها المؤسسات والمدارس والجامعات، بالتأثير سلبًا على اكتمال مشهد الليالي الرمضانية، إذ باتت المساجد ساكنة، سوى من رفع الآذان.

ويستعيض أهالي قطاع غزة عن المساجد، في ساعات المساء، بصلاة التراويح جماعة داخل البيوت وفي الحارات، إلى جانب بعض أماكن التجمعات، والتي تم تحويلها إلى مُصَليات صغيرة، للتغلب على الأزمة.

وبالاتجاه إلى الغرب، يضج شارع البحر بعربات بيع المُسليات، وإلى جانبها السيارات المُلونة التي تقل الأطفال، وتتجمع الأسر الفلسطينية في ليالي سمر على الكراسي البلاستيكية والإسمنتية المُطلة على البحر.

وساهمت إعادة فتح الاستراحات البحرية بشرط التزام الإجراءات الوقائية، بعد نحو شهرين من المنع ضمن الإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا، بتجمع الأسر الفلسطينية في المطاعم والكافيهات، حيث يتناول فيها البعض إفطارهم الرمضاني، فيما يتجه لزيارتها البعض الآخر لقضاء ساعات المساء.

ويستغل بعض العُمال ساعات المساء لإنجاز أعمالهم في تشييد المباني، وتشطيب الشقق السكنية، إذ تعتبر أعمالًا شاقة لا يمكنهم إتمامها خلال ساعات الصوم، ما يدفعهم لاستغلال ساعات الليل الباردة.