ترجيح إصابة المئات بفيروس "سارس" في الصين

ترجيح إصابة المئات بفيروس "سارس" في الصين وقلق في الخارج

18 يناير 2020
مخاوف من تفشي الفيروس الرئوي في الصين وخارجها (Getty)
+ الخط -

يخشى علماء من أن يكون عدد الإصابات بفيروس من سلالة متلازمة الالتهابات التنفسية الحادّة "سارس" ظهر في الصين مؤخرا، أكبر من العدد الذي أعلنته السلطات، فيما تتكثف التدابير في الخارج من أجل منع تفشّي المرض.
وسُجّلت أربع حالات إضافية، السبت، ما يرفع العدد الإجمالي إلى ما لا يقلّ عن 45 حالة في مدينة ووهان وسط البلاد، وفق ما أعلنت الهيئة البلدية للنظافة والصحة في المدينة، حيث تمّ الإبلاغ عن مجمل الحالات الصينية منذ الشهر الماضي.
لكن الفيروس انتقل على الأرجح إلى مئات الأشخاص، أي إلى أكثر من العدد الرسمي، بحسب علماء في مركز أبحاث "إمبيريل كوليدج" في لندن، والذي يقدّم استشارات لمنظمات، بينها منظمة الصحة العالمية، والذي رجح في دراسة، أن العدد قد يكون 1723 مصاباً.
وتأخذ هذه الحصيلة في الاعتبار معلومات متوافرة حتى 12 يناير/كانون الثاني، واستند الباحثون في هذه الخلاصة إلى عدد الحالات التي تمّ الكشف عنها خارج الصين، وهي اثنتان في تايلاند، وحالة في اليابان، لاستنتاج عدد الأشخاص المصابين في ووهان، بناء على قاعدة بيانات الرحلات الجوية الدولية المغادرة من مطار ووهان.
وأوضح أحد معدّي الدراسة، نيل فيرغوسن، لشبكة "بي بي سي" البريطانية: "إذا كانت ووهان صدّرت ثلاث حالات نحو دول أخرى، يجب أن يكون هناك عدد إصابات أكثر مما تمّ الإعلان عنه. أنا قلق أكثر مما كنت عليه قبل أسبوع".
ويثير الوباء مخاوف من عودة ظهور فيروس من نوع سارس شديد العدوى الذي أودى بحياة حوالى 650 شخصاً في الصين وهونغ كونغ بين عامي 2002 و2003.
ويُعتقد أن العوامل المسببة للمرض هي نوع جديد من الفيروس التاجي، وهو سلالة تضمّ عدداً أكبر من الفيروسات تتراوح بين الإنفلونزا العادية وأمراض أكثر خطورة مثل متلازمة التنفس الالتهابي الحاد.
وأتاح التحقيق الذي أجرته السلطات الصينية التوصل إلى أن عدداً من المصابين يعملون في سوق ووهان المتخصص في بيع ثمار البحر والسمك بالجملة.
وفي محاولة لطمأنة الناس، أعلنت السلطات الصحية، هذا الأسبوع، أن خطر نقل الفيروس من شخص إلى آخر، ليس "مستبعداً"، لكنه "ضعيف". وحتى الساعة، لم تفرض قيود على حركة التنقل في الصين، لكن الموضوع حظي بحيّزٍ كبير من الاهتمام على مواقع التواصل الاجتماعي.


ودفع القلق في الخارج إلى تكثيف تدابير الوقاية، وكان آخرها إعلان الولايات المتحدة أنها ستبدأ، اعتباراً من الجمعة، فحص ركاب الرحلات الجوية القادمة من ووهان إلى مطار سان فرانسيسكو ومطار جون إف كينيدي في نيويورك، واللذين يستقبلان رحلات مباشرة من ووهان، وكذلك الرحلات التي تصل إلى مطار لوس أنجليس الذي يُستخدم كمحطة عبور للعديد من الرحلات.
وعزّزت تايلاند أيضاً إجراءات المراقبة في مطاراتها مع اقتراب الاحتفالات بعيد السنة القمرية الجديدة في 25 يناير/كانون الثاني، وهي فترة حساسة تثير المخاوف من احتمال تفشي الفيروس، إذ يتهافت مئات ملايين الصينيين للسفر على متن قطارات وحافلات وطائرات للاحتفال بالعيد مع عائلاتهم.
كما عزّزت السلطات في هونغ كونغ إجراءاتها على حدود المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، خصوصاً عبر أجهزة الكشف عن حرارة الجسم.

(فرانس برس)

دلالات

المساهمون