اعتصام في خيمة في انتظار جثماني شهيدين يحتجزهما الاحتلال

اعتصام في خيمة بالضفة في انتظار جثماني شهيدين يحتجزهما الاحتلال

04 اغسطس 2019
والدة الشهيد عنقاوي تطالب بتسليم جثمانه (العربي الجديد)
+ الخط -
خلال خمسة أشهر مضت، قضت والدة الشهيد الفلسطيني يوسف عنقاوي معظم وقتها في خيمة أمام منزلها في قرية بيت سيرا غرب رام الله وسط الضفة الغربية، تبقى حاضرة في اعتصامات، أو تستقبل الضيوف والمؤازرين، لكنها كانت من أصعب ما مر عليها في حياتها، في ظل احتجاز جثمان ابنها الشهيد داخل ثلاجات الاحتلال الإسرائيلي منذ استشهاده للآن.

وتقول والدة الشهيد يوسف لـ"العربي الجديد"، خلال اعتصام داخل الخيمة نظم اليوم الأحد، بمناسبة اكتمال خمسة أشهر على استشهاد واحتجاز جثمان يوسف، وصديقه أمير دراج من بلدة خربثا المصباح يوم 4 مارس/ آذار 2019، "مرت الشهور الخمسة بصعوبة بالغة لا أستطيع وصفها، قدمنا طلبات للاحتلال لزيارته في الثلاجة ست مرات، وقوبلت الطلبات بالرفض، بالنسبة لي كأم، لو أني أنا من مات لكان أهون".

وتتساءل والدة يوسف: "ألا يكفي أن الاحتلال قام بإعدامه قبل خمسة أشهر؟ وامتلأ الشارع بدمه؟ وكل يوم نستمع رواية جديدة كيف ترك ينزف لساعات".

رائد عنقاوي والد الشهيد يوسف كرر، لـ"العربي الجديد"، حديث زوجته عن الصعوبات التي مرت بها العائلة، مطالبا بعمل جدي لتسليم جثمان ابنه، ومؤكدا أنه تواصل مع كل الجهات الرسمية في السلطة الفلسطينية والحقوقية من مؤسسات عديدة، دون أية نتيجة.

ليس باستطاعة أسر الشهداء احتمال ثقل ملف الجثامين المحتجزة لوحدها (العربي الجديد) 

وطالبت والدة يوسف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعمل على تسليم جثمان ابنها، وناشدت الحكومة الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية بالعمل على ملف الجثامين المحتجزة لدى الاحتلال، قائلة: "ماذا يريد الاحتلال أكثر من خمسة أشهر؟ يريدون حرق قلوبنا؟ لقد حرقوها فعلا، وأنا أطالب بتسليمه، وعلى الأقل رؤية جثمانه، لكن لا أعلم ما الذي سيحصل لي في حال رأيت جثمانه، نريد جنازة لابننا في بيت سيرا وأن يدفن فيها، ونرفض أي شروط بدفنه ليلا".

في الاعتصام، شارك محمود دراج والد الشهيد أمير دراج من قرية خربثا المصباح غير البعيدة غرب رام الله ، وقال لـ"العربي الجديد": "إن الأشهر الخمسة كانت صعبة ليس فقط علي بل على أشقاء وشقيقات أمير الصغار، فهم منذ خمسة أشهر ينامون في غرفته وخوفهم مستمر، وهم يتعاملون مع الأمر وكأن شقيقهم سيعود يوما وفيه حياة، وما يزيد الحسرة وجود الجثمان في ثلاجة، وليس في قبر في بلدته يستطيعون زيارته وقتما يشاؤون".

45 جثمان شهيد يحتجزهم الاحتلال (العربي الجديد) 

وطالب دراج أيضا السلطة الفلسطينية بمتابعة ملف ابنه، مؤكدا أن العائلة لا تستطيع أن تقوم بأكثر من توكيل محامٍ، وقال: "قدمت العديد من الالتماسات لكنها رفضت". ثم تساءل: ألا يوجد شيء اسمه التنسيق الأمني؟ وأضاف "احتجاز الجثامين إهانة للفلسطينيين وللسلطة الفلسطينية"، مطالبا بعدم ترك العائلات لوحدها تتابع ملف استعادة جثامين أبنائها. كانت خطوبة أمير مقررة في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وكانت العائلة تنتظر يوما بيوم زفافه في شهر يوليو/ تموز 2019. وكان أمير يعمل ليل نهار لإتمام زواجه، "هكذا كانت حياته، حتى قام الاحتلال بإعدامه بعد حادث سير، أنا أصر على أنه حادث سير لأن الاحتلال قام بسرقة تسجيلات كاميرات في المكان ولم يفرج عنها"، يؤكد والده.

الوقفة أمام منزل عنقاوي التي نظمت اليوم الأحد، بالتعاون مع المجلس القروي والاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، هي جزء من حراك تواصل في قرى غرب رام الله منذ استشهاد دراج وعنقاوي، واعتقال زميلهما الثالث هيثم علقم بعد إصابته، بمسيرات انطلقت خلال الأشهر الماضية نحو جدار الفصل العنصري، وكانت عادة تتحول لمواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال.

وأعدمت قوات الاحتلال عنقاوي ودراج قرب قرية كفر نعمة غرب رام الله في شهر مارس الماضي، داخل مركبة كانا يستقلانها مع زميلهما علقم، أثناء اقتحام قوات الاحتلال لغرب رام الله بحملة اعتقالات ليلية.

ويحتجز الاحتلال في ثلاجاته جثمان 45 شهيدا أقدمهم الشهيد عبد الحميد أبو سرور منذ عام 2016. وبحسب ما أوضحت منسقة الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين، سلوى حماد، لـ"العربي الجديد"، فإن العديد من ملفات هؤلاء الشهداء أمام محاكم الاحتلال، بعد تقديم التماسات تطالب باسترداد جثامينهم.

وأكدت حماد أن الحملة تحضر لفعاليات إحياء اليوم الوطني لاسترداد الجثامين في 27 أغسطس الجاري، كجزء من الحراك الدائم المطالب بحق العائلات بتسلم جثامين أبنائها وتشييعهم.

دلالات