أم علي: الحاجة ترغمني على العمل

أم علي: الحاجة ترغمني على العمل

04 يوليو 2019
تكدّ لتأمين رزقها (العربي الجديد)
+ الخط -

في 15 مايو/ أيار من عام 1948، ولدت أم علي، لتخبر اللجوء والمأساة والحاجة والخوف مذ أبصرت النور. أم علي من شعب، قضاء عكا في فلسطين المحتلة، وقد لجأ أهلها إلى لبنان واستقرّوا في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا، جنوبي لبنان، فكبرت هناك بعيداً عن مسقط رأسها. وتزوّجت أم علي وسكنت مع زوجها في منطقة "النهر" الواقعة شرقيّ بيروت حتى عام 1975، تاريخ اندلاع الحرب الأهلية في لبنان، ثمّ انتقلت إلى منطقة "الفاكهاني" غربيّ بيروت، قبل أن تستقرّ مع زوجها وابنَيها في منزل اشتروه في مخيّم مار إلياس للاجئين الفلسطينيين (بيروت). يُذكر أنّها وزوجها أنجبا ستّ بنات في ذلك المخيّم.

تقول أم علي لـ"العربي الجديد": "ولدت لاجئة وعشت لاجئة وربّما أموت لاجئة"، مضيفة أنّه "منذ عام 1977 أعيش في مخيّم مار إلياس. وقبل نحو عشرة أعوام، توفي زوجي، وأنا اليوم أعيش في منزلنا مع واحد من ابنَي وهو يساعدني في بعض الأحيان في دكّان الخضار حيث أعمل لتأمين معيشتي. هذا الدكان تركه لي زوجي بعد مماته". وتشير أم علي إلى أنّ ابنها الذي يعيش معها يعاني من ديسك (انزلاق في فقرات الظهر)، مضيفة أنّ "ابني الثاني يعمل في دار الهندسة وبالكاد يكفيه راتبه، وبناتي تزوّجنَ جميعهنّ، لذلك أنا مضطرة إلى العمل وبيع الملوخية". وتؤكد أنّها "مذ رحل زوجي إلى دار الحق، أعمل بجهد، لكنّ الوضع الاقتصادي في المخيّم يزداد سوءاً يوماً بعد يوم".

وتخبر أم علي أنّ "نسبة المبيعات في الماضي كانت أعلى. من كان يشتري في السابق أربعة كيلوغرامات من الفواكه أو الخضار صار اليوم يكتفي بشراء نصف كيلوغرام، بالتالي لا تتعدى مبيعاتنا في اليوم الواحد مائة ألف ليرة لبنانية (نحو 66 دولاراً أميركياً)، علماً أنّ تكلفة الخضار توازي تقريباً هذا المبلغ". وتلفت أم علي إلى أنّ "من يملك المال هو الذي يستطيع شراء ما يحتاج إليه"، مستنكرة البطالة الكبيرة بين الشباب الفلسطيني ومتسائلة: "لماذا يُحرم الفلسطيني الذي ولد هنا من فرصة العمل؟".




وتوضح أم علي أنّ "الفلسطينيين الذين هاجر أولادهم يتلقون حوالات مالية وبالتالي يتمكنون من إنفاق مالهم في لبنان، وهو ما يعني أنّهم عنصر مهمّ في حركة الاقتصاد اللبناني". أمّا الذين يستقرّون وأولادهم في لبنان، فهؤلاء يعانون مثلما تفعل أم علي المضطرة إلى الكدّ على الرغم من تقدّمها في السنّ بهدف تأمين رزقها... "فلا سبيل لي غير ذلك".