المؤبد للأسير إسلام أبو حميد... والاحتلال ينكل بالأسرى الأطفال

المؤبد للأسير الفلسطيني إسلام أبو حميد... والاحتلال ينكل بالأسرى الأطفال

22 يوليو 2019
إهمال طبي متعمد للأسرى (عباس مومني/فرانس برس)
+ الخط -
أصدرت محكمة عوفر الإسرائيلية العسكرية اليوم الإثنين، حكماً انتقامياً بحق الأسير الفلسطيني إسلام محمد يوسف ناجي أبو حميد (34 عاماً) من مخيم الأمعري جنوبي مدينة رام الله، بالسجن المؤبد مع إلزامه بدفع تعويض مالي بقيمة 258 ألف شيكل (نحو 7300 دولار أميركي) لعائلة الجندي القتيل.

وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في بيان لها، أن سلطات الاحتلال سبق لها أن دانت الأسير أبو حميد بتهمة قتل جندي إسرائيلي أثناء اقتحام المخيم من قبل جيش الاحتلال خلال شهر مايو/أيار من العام الماضي، وعقب ذلك جرى اعتقاله بتاريخ السادس من يونيو/حزيران 2018، وتعرض لتحقيق قاس ومكثف في مركز توقيف المسكوبية.

ولفتت الهيئة إلى أن عائلة أبو حميد هي من ضحايا بطش الاحتلال وسياسته الانتقامية، إذ استمرت عملية ملاحقة الاحتلال للعائلة منذ استشهاد نجلها عبد المنعم أبو حميد عام 1994، وتعرض منزلهم للهدم ثلاث مرات، خلال الأعوام 1994 و2003، وأخيراً 2018.


يذكر أن جميع أبناء عائلة أبو حميد في معتقلات الاحتلال، منهم أربعة يقضون أحكاماً بالسّجن المؤبد لعدة مرات منذ انتفاضة الأقصى عام 2000، وهم: ناصر، ونصر، وشريف، ومحمد، علاوة على شقيقهم جهاد المعتقل إدارياً، وإسلام الذي صدر حكم بحقه بالسجن المؤبد اليوم، لينضم إلى أشقائه كضحية لسياسة الاحتلال التعسفية.


والجدير ذكره، أن مجموعات من المستوطنين حاولت اليوم الاثنين، الاعتداء على والدة الأسير إسلام، لطيفة أبو حميد "أم ناصر"، خلال جلسة النطق بالحكم على ابنها في محكمة عوفرن وبعدها.

وقال شقيق الأسير إسلام، ناجي أبو حميد لـ"العربي الجديد": إن "المستوطنين حاولوا الاعتداء على والدتي، خلال جلسة المحاكمة وبعد الخروج من قاعة المحكمة، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، ووجهوا لها الشتائم، ما سبب لها ضغطا نفسيا وإرهاقا، وتم نقلها بعد ذلك إلى مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله لتلقي العلاج، ثم غادرت بعد ذلك ووصفت حالتها الصحية بأنها مستقرة وجيدة".


إضراب عن الطعام

في يبان منفصل، حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الإثنين، من تفاقم الوضع الصحي للأسيرين المضربين عن الطعام ضد اعتقالهما الإداري حذيفة حلبية من بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس، وجعفر عز الدين من بلدة عرابة جنوب جنين شمال الضفة الغربية.

وقالت الهيئة: "إن الأسير حذيفة حلبية (28 عاماً) من بلدة أبو ديس، وهو أسير سابق اعتقل ثلاث مرات، ويعاني من عدة مشاكل صحية أخطرها اصابته بحروق في 60 في المائة من جسده في مرحلة الطفولة، كما وأُصيب في مرحلة من عمره بمرض سرطان الدم وهو بحاجة إلى متابعة صحية حثيثة بعد أن شفي منه، إضافة إلى معاناته من ضعف في عضلة القلب بنسبة 30 في المائة، وخلل في وظائف الكبد".

وأوضحت الهيئة أن الأسير حلبية يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الـ 22 على التوالي، ضد اعتقاله الإداري الجائر، ويقبع بظروف اعتقالية صعبة في عزل معتقل "إيلا". كما حذرت من تدهور الحالة الصحية للأسير جعفر عز الدين المضرب عن الطعام منذ 37 يوماً والقابع في معتقل "عيادة الرملة"، وفقد الأسير من وزنه أكثر من 15 كلغ، ويعاني من هزال وضعف عام وصداع شديد، وبدأ يتقيأ الأحماض، عدا عن شعوره بآلام شديدة منتشرة في كافة أنحاء جسده.


ولفتت الهيئة إلى أن سبعة أسرى يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام ضد سياسة الاعتقال الإداري لمدد مختلفة، وهم: جعفر عز الدين، وحذيفة حلبية، وأحمد زهران، ومحمد ابو عكر، ومصطفى حسنات، وحسن الزغاري، وسلطان خلوف.

سياسة الإهمال الطبي

في سياق آخر، حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين من تفاقم الحالة الصحية للأسيرين المريضين محمد خميس أبراش (40) عاما، وعثمان أبو خرج (48 عاما)، واللذين يقبعان في سجن عسقلان، ويتعرضان لإهمال طبي ممنهج ومتعمد من قبل إدارة السجون الاسرائيلية.

وبيّنت الهيئة، أن الأسير أبو خرج وهو من بلدة الزبابدة جنوب جنين، تعرض لوعكة صحية قبل عدة أيام فقد إثرها قدرته على التنفس، وجرى نقله حينها من معتقل "نفحة" إلى مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي حيث خضع لعملية قلب مفتوح استمرت سبع ساعات.



وأوضحت الهيئة، أن الأسير أبو خرج يعاني منذ سنوات من التهاب الكبد الذي تسببت به حقنه أعطيت له من قبل أطباء إدارة معتقلات الاحتلال عام 2006، كما يعاني من مشاكل واضطرابات في عمل القلب، وتعرض لإهمال طبي ومماطلة في تقديم العلاج خلال السنوات الماضية. ويُشار إلى أن الأسير أبو خرج معتقل منذ عام 2003، ومحكوم بالسجن المؤبد و20 عاما، وقد وصلت مجموع اعتقالاته إلى 22 عاما.

وفي بيان أصدره نادي الأسير الفلسطيني عن حال الأسير أبو خرج، جاء فيه أن الأخير تعرض لإهمال طبي على مدار السنوات الماضية في معتقلات الاحتلال، وكانت نقطة التحول في مصير وضعه الصحي بعد خطأ طبي تعرض له، وتزويده بحقنة ملوثة عام 2006.

ولفت النادي إلى أن المئات من الأسرى المرضى في معتقلات الاحتلال يواجهون ذات المصير بسبب إجراءات الاحتلال التي حولت حاجة الأسرى وحقهم في العلاج إلى أداة للانتقام منهم. ويقدر عدد الأسرى المرضى في معتقلات الاحتلال بـ700 أسير، منهم 11 أسيراً يعانون من السرطان.

وفي سياق ذي صله، حذرت الهيئة من تفاقم الحالة الصحية للأسير المريض والمُقعد محمد خميس أبراش (40 عاماً)، من سكان مخيم الأمعري جنوب مدينة رام الله، والمحكوم بالسجن المؤبد. وأوضحت أن أبراش يعتبر من الحالات المرضية الأكثر صعوبة في سجون الاحتلال الاسرائيلية، إذ فقد السمع والبصر داخل المعتقلات، كما يعاني من بتر في القدم اليسرى بسبب شظية أصيب بها عند اعتقاله عام 2003.

ولفتت الهيئة إلى أنه قبل أيام قامت إدارة السجون بإجراء تفتيشات في سجن عسقلان، وعلى إثرها قامت وحدات القمع بتمزيق وتحطيم طرف أبراش الاصطناعي وتخريبه، ما حرمه القدرة على الوقوف والحركة وهو بحاجة لتركيب طرف جديد.


الأسرى الأطفال

ونقلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان لها، شهادات أدلى بها 5 أسرى قاصرين تم اعتقالهم مؤخراً وزجهم في عدة معتقلات إسرائيلية، سردوا خلالها تفاصيل التنكيل بهم والأذى الجسدي والنفسي الذي تعرضوا له على يد جنود الاحتلال أثناء اعتقالهم واستجوابهم في مراكز التحقيق الإسرائيلية.

وبحسب إفاداتهم، تعرض الطفل فادي كسبة (17 عاماً) من بلدة قلنديا جنوب محافظة رام الله، للضرب العنيف على يد جيش الاحتلال عقب مداهمة منزله وتفجير باب المدخل، والاعتداء على والديه ومن ثم التنكيل به وضربه وكسر نظاراته الطبية، وبعدها اقتادوه سيراً على الأقدام إلى مستوطنة "كوخاف يعقوب" المقامة على أراضي كفر عقب، وطوال الطريق لم يتوقف الجنود عن ضربه، ومن ثم جرى احتجازه داخل المستوطنة لساعات طويلة ثم نُقل إلى مركز توقيف "المسكوبية" لاستجوابه، حيث حقق معه لساعات طويلة وهو مشبوح على كرسي، ولم يسلم الفتى أيضاً من الإهانة والشتم خلال التحقيق، مكث 24 يوماً في زنازين "المسكوبية" وتم نقله بعدها إلى "عوفر".

أما الأسير القاصر راشد جرادات (17 عاماً) من بلدة سعير قضاء محافظة الخليل، فتعرض للتنكيل به خلال التحقيق معه في مركز توقيف "عتصيون"، وتعمد المحققون إهانته وإجباره على الجلوس على ركبتيه وهو مقيد اليدين ومعصوب العينين، ومن ثم انهالوا عليه بالضرب واللكمات على ظهره وصدره، حُقق معه لساعتين ومن ثم جرى نقله إلى معتقل "عوفر" حيث يقبع الآن.

واعتدت قوات الاحتلال على الفتى وليد عبيد (17 عاماً) من بلدة العيساوية قضاء القدس المحتلة، خلال استجوابه في مركز توقيف "المسكوبية"، حيث تم ضربه بشكل تعسفي كما تعرض للإهانة والشتم لإجباره على الاعتراف بالتهم الموجهة ضده. كما وثق التقرير ذاته اعتداء جيش الاحتلال بالضرب المبرح على كل من الفتية محمد حنون (16 عاماً) من مخيم جنين والقابع في معتقل "مجدو"، ومحمد عبد الدين من بلدة بيتونيا قضاء رام الله، ويقبع في معتقل "عوفر".