لماذا يستقيل المعلمون في بريطانيا؟

لماذا يستقيل المعلمون في بريطانيا؟

26 مايو 2019
مهنة متعبة (فينبار ويبستر/ Getty)
+ الخط -
نحو واحد من بين كلّ خمسة معلمين من المتوقع أن يستقيل في أقل من عامين، بينما يريد 20 في المائة من المعلمين ومديري المدارس الاستقالة خلال الأعوام الخمسة المقبلة، ويعود ذلك إلى ضغوط العمل "الخارجة عن السيطرة" وفقاً لاستطلاع أجراه أكبر اتحاد تعليمي في بريطانيا، حول واقع القطاع في البلاد.

على الرغم من المحاولات الحكومية الأخيرة لمعالجة مخاوف المعلمين، فإنّ 40 في المائة ممن شاركوا في الاستطلاع يتوقعون أنّهم لن يعودوا إلى العمل في مجال التعليم بحلول عام 2024. وما يثير قلق الوزراء بشكل خاص هو الاستقالة الجماعية المحتملة بين المعلمين المدربين حديثاً، بعد استطلاع الرأي الذي أجراه الاتحاد الوطني للتعليم (NEU) فقد تبين أنّ 26 في المائة ممن لديهم خبرة تقل عن خمس سنوات، يخططون للاستقالة بحلول عام 2024. ومع السؤال عن الأسباب التي تدفعهم إلى هذا الخيار، ألقى المشاركون اللوم على عبء العمل بنسبة 62 في المائة، ونظام المساءلة 40 في المائة، وسط شكاوى حول ضغوط عمليات التفتيش.

قدم العديد ممن شاركوا في الاستطلاع، شهادات عن تأثير عملهم على حياتهم اليومية: "العمل لمدة 70 ساعة في الأسبوع لسنوات عديدة كان يعني معاناة حياتي الصحية والعائلية. سأغادر قبل أن تقتلني الوظيفة" بحسب أحدهم. وقال آخر: "حياتي الشخصية لم تعد موجودة" كما نقلت صحيفة "ذا غارديان".



دفعت نتائج الاستطلاع وزير التعليم داميان هيندز، إلى إعلان خطط في يناير/ كانون الثاني المقبل، لتخفيف عبء العمل ومساعدة المزيد من المعلمين على المشاركة في الوظيفة، في محاولة لمنع الموظفين ذوي الخبرة من مغادرة المهنة.

بدورها تقول سعاد حسني، وهي معلمة طوال أكثر من عشرين عاماً، لـ"العربي الجديد"، إنّ المعلم يواجه صعوبات عديدة منها ضعف التواصل الإيجابي بين المجتمع المحلي والمدرسة وأحياناً انعدامه، كما نظرة الأهالي إلى التعليم باعتباره قطاعاً غير أساسي، وتدني الرواتب مقارنة بمجالات أخرى. وهناك أيضاً جمود المناهج على نسق معين لمدة طويلة من الزمن. تضيف أنّ ما دفعها إلى الاستقالة الضغط النفسي والبدني على المعلمين من قبل مديريهم، وتكليفهم بأعمال إضافية فوق أعبائهم من دون تقدير ذلك مادياً ومعنوياً، بحجة أنّ هذه الأعمال تدخل في إطار العمل المكلّف به المعلم من دون مراعاة خبراته أو عمره.