موجة صقيع ترجئ الربيع في موسكو

موجة صقيع ترجئ الربيع في موسكو

01 مارس 2019
يصنعان رجل ثلج (سيرغي بوبيليف/ Getty)
+ الخط -


على الرغم من بدء فصل الربيع بشكل رسمي في مثل هذا اليوم، الأول من مارس/ آذار من كل عام، تؤكد توقعات الأرصاد الجوية في العاصمة الروسية موسكو غير ذلك هذا العام. ويفيد مركز "فوبوس" للأرصاد الجوية بأن الصقيع سيعود إلى موسكو في عطلة نهاية الأسبوع الحالي، وتتراوح درجات الحرارة ما بين 5 و20 درجة مئوية ما دون الصفر، بالمقارنة بالمعدل الطبيعي في بداية مارس وهو ما بين 5 و7 درجات تحت الصفر. من جهته، يقول المشرف العلمي في المركز الروسي للأرصاد الجوية، رومان فيلفاند: "صقيع يناير/ كانون الثاني في صدد العودة إلى موسكو يومي 2 و3 مارس". يضيف لوكالة "تاس": "في 2 مارس، ستعود الأجواء الشتوية الحقيقية إلى العاصمة، إذ ستنخفض الحرارة الليلية إلى 9 و11 درجة ما دون الصفر، و4 و6 درجات تحت الصفر نهاراً".

يضيف: "يتوقع أن يكون الجو قاسياً على غرار منتصف يناير في ليلة 3 مارس أيضاً، وسط انخفاض الحرارة إلى ما بين 11 و16 درجة ما دون الصفر. إلا أن التيارات الجوية ستتغير نهاراً، وسترتفع الحرارة إلى ما بين 1 و6 درجات ما دون الصفر". إضافة إلى الصقيع، تتوقع الأرصاد الجوية تساقط الثلوج، ولن يحلّ الربيع الحقيقي إلا في منتصف مارس. ويبدأ مثل هذا الربيع البارد بعد فبراير/ شباط دافئ نسبياً، بعدما استقرت درجات الحرارة عند مستويات تقارب الصفر. وبلغت سماكة طبقة الثلوج 28 سنتيمتراً فقط، وذلك أقل من المعدل الطبيعي لهذا الموسم البالغ 35 سنتيمتراً في المتوسط. في هذا الإطار، يشير خبير الأرصاد الجوية، إيغور كيبالتشيتش، الحاصل على شهادة دكتوراه في علم الجغرافيا، لـ"العربي الجديد": "هناك مفهوم الربيع الجوي في علم الطقس، وموعده قد يختلف عن الموعد الثابت المدرج في التقويم، ويبدأ حين يرتفع متوسط درجات الحرارة إلى أكثر من الصفر لمدة خمسة أيام متتالية. ويختلف تاريخ ذلك من عام إلى عام". وحول أسباب الصقيع في بداية الربيع في موسكو هذا العام، يوضح كيبالتشيتش: "سيسيطر في بداية مارس منخفض جوي قادم من الشمال والشمال الشرقي، ومن المنتظر أن تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وتصل إلى أقل من المعدلات الطبيعية". ويتوقّع كيبالتشيتش أن تكون ذروة الصقيع في عطلة نهاية الأسبوع الحالي.

والسبب، بحسب كيبالتشيتش، هو الهواء الأركتيكي القادم من فوق بحر بارنتس، مرجحاً في الوقت نفسه أن تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع ابتداءً من 5 مارس الجاري، متجاوزة حاجز الصفر. والطقس البارد والمتقلّب جزء لا يتجزأ من حياة وثقافة الروس وغيرهم من الشعوب السلافية. لعلّ هذا ما دفع أكثر من 17 ألف شخص للانضمام إلى مجموعة "نادي محبي الأرصاد الجوية" على شبكة "فكونتاكتي" للتواصل الاجتماعي، التي يديرها كيبالتشيتش، لمشاركة الصور ومقاطع الفيديو وقصص طريفة ومقالات عن مختلف الظواهر الجوية.



وشهدت موسكو هذا العام موجة برد في الأسبوع الثالث من يناير الماضي، في ما يعرف شعبياً بـ"صقيع عيد الغطاس"، وقد انخفضت درجات الحرارة إلى نحو 20 درجة تحت الصفر. إلا أن ذلك لا يمنع محبّي المغامرات الأكثر جرأة من تحدي الصقيع والقفز في المياه المتجمدة في الأنهار والبحيرات، في تقليد شعبي احتفاءً بعيد الغطاس الذي يصادف الـ 19 من يناير، إيماناً منهم بأن ذلك يعزّز من مناعة الجسم وقوة الروح. ولا تخلو حياة الروس من مجموعة من العادات التي تساعدهم في التعايش مع درجات الحرارة المتدنية، ومنها ارتداء سترات من ريش الطيور، وتجنب الخروج إلى الشوارع إلا عند الضرورة. كما تغلق المدارس في حال انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير. وكانت موسكو قد شهدت "صقيع عيد الغطاس" الأكثر قسوة في التاريخ الحديث عام 2006، حين انخفضت درجة الحرارة إلى نحو 30 درجة مئوية دون الصفر. لكنّ بيانات المؤسسات البحثية، بما فيها مرصد جامعة موسكو للأرصاد الجوية، تؤكّد أنّ حرارة الجو في 19 يناير لم تنخفض دون المعدلات الطبيعية إلا في ثلث الأعوام تقريباً.

ويتناول الكتاب والشعراء والرسامون الروس فصل الشتاء على نطاق واسع في أعمالهم. ويضمّ معرض "تريتياكوفسكايا" الكائن وسط موسكو، الذي يعدّ أحد أشهر متاحف ومعالم العاصمة الروسية، عدداً من اللوحات التي تظهر الشتاء الروسي وجمعه بين القسوة والجمال ومعاناة الناس في حياتهم اليومية.

دلالات

المساهمون